الملكة تينهينان ملكة قبائل الطوارق
كانت الملكة تينهينان ملكة قبائل الطوارق التي حكمتهم في القرن الخامس الميلادي، واشتهرت بجمالها وحكمتها ودهائها، وبفضل قدراتها الخارقة والإمكانيات الجبارة التي كانت تتمتع بها، تمكنت من الوصول إلى الحكم بسهولة. وكانت تدافع بشجاعة عن شعبها وأرضها ضد الغزاة، وهذا ما جعل الصفات النبيلة لقبيلة الطوارق تنتقل عبر النساء، وليس الرجال كما هو الحال في بقية الشعوب. تم العثور على قبرها خلال بعثة استكشافية فرنسية أمريكية، وعثر فيه على العديد من الأشياء النفيسة وأدوات ترجع إلى القرن الرابع الميلادي.
الملكة تين هينان “ناصبة الخيام” :
تعد الملكة تينهينان الأم الروحية والزعيم الملهم لقبائل صنهاجة اللثامية في الصحراء الكبرى، ويعود اسم تين هينان إلى لهجة “التماهاك” القديمة ومعناه في اللغة العربية ناصبة الخيام، اشتهرت بكثرة السفر والترحال خرجت من منطقة تافيلالت الموجودة جنوب شرق المغرب الأقصى، بعد تعرضها لمجموعة من المضايقات من الأسرة الحاكمة بها مما اضطرها للخروج في مجموعة من الجنود بصحبة أختها تاكامات إلى ضواحي تمنراست.
بعد مغادرتها تافيلالت، قضت فترة طويلة في الصحراء حتى نفد الماء والغذاء الذي كان معها ومع الجنود الذين كانوا يرافقونها، وكادوا أن يموتوا جوعا وضعفا. وحسبما ذكره المؤرخون، فوجدت أختها تاكمات مجموعة من النمل تحمل حبات القمح، فشددت على تينهينان بالسير عكس اتجاه النمل، وبالفعل وصلوا إلى أهقار حيث وجدوا الماء والطعام، فاستقروا هناك وأسسوا مملكتهم. ولقد اشتهرت الملكة تينهنان بالحكمة والدهاء، وهذا ما جعلها تحكم بسهولة، إذ كانت تتمتع بقدرات خارقة وإمكانيات جبارة، وهي التي ينحدر منها العديد من قبائل الطوارق الموجودة حاليا في الجزائر وليبيا وبوركينا فاسو والنيجر ومالي وتشاد.
السبب الحقيقي وراء لثام الطوارق :
ويعود هذا الشكل إلى الثام الذي يتبعه جميع الطوارق، من أهقار ابنة الملكة تينهينان. تعود القصة إلى خروج أهقار، قائد الجيش، لغزو أرض العدو، ولكنه هرب مع جيشه من ساحة المعركة. في طريق عودته، أدرك أن ما فعله لا يليق بقائد الجيش، مما تسبب في حالة من الندم والخجل. ظل أهقار لمدة شهر كامل يترصد عند حافة المدينة، ومعه الجيش الذي لم يستطع العودة خوفا من اللوم والعار الذي سيلاحقهم. بعد مرور شهر كامل، نفدت مؤنهم ومخزونهم، مما اضطرهم للعودة إلى وطنهم. قام أهقار بتغطية وجهه من الخجل الشديد تجاه قومه، وبعده قام بقية الجيش بتغطية وجوههم مثل قائدهم. ومنذ ذلك الحين، أصبح اللثام وتغطية الوجه الشكل المميز للطوارق.
قبر الملكة تينهينان :
تم العثور على قبر الملكة تينهينان قرب بلدية أبلسة بولاية تمنراست في عام 1925م عن طريق بعثة حفريات فرنسية أمريكية، وتم نقله بعدها إلى متحف باردو بالعاصمة الجزائر، وقد أنشئ ضريح للملكة تينهينان في ضواحي بلدية أبلسة أطلق عليه اسم اباليسيا وقام النحاتون بنحت 13 معلم جنائزي حول الضريح الذي ينقسم إلى 11 غرفة، وقد عثر بجانب الهيكل الخاص بتينهينان مجموعة نادرة من التحف الثمينة والمجوهرات وجميعها موجودة داخل متحف بولاية كاليفورنيا داخل الولايات المتحدة الامريكية.