السماح بقيادة المرأة في المملكة تعزيزًا لرؤية 2030
تعتبر المملكة الوحيدة التي تمنع المرأة من قيادة السيارات بناء على فتاوى دينية تحرم هذا الأمر وتمنع منح رخص القيادة للنساء، ولكن مع تطور الوقت وظروف الحياة الحالية، ونظرة المملكة وقيادتها إلى المستقبل، أذن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أطال الله عمره بقيادة المرأة في المملكة، وذلك لتعزيز برنامج الإصلاح الشامل في المملكة ورؤيتها 2030 .
المؤشرات السابقة للسماح بقيادة المرأة :
كان خطاب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عام 2016م أحد المؤشرات الهامة التي جاء تنبأ بالسماح للمرأة بقيادة السيارات في المملكة ، حيث جاء الخطاب ردًا على سؤال هل سيتم منح المرأة الفرصة للقيادة ؟ و كان الرد في الخطاب ” لا شك أن المرأة عملها مهم جداً ، و هي نصف المجتمع ، و لا بد أن تكون فعالة و منتجة في المملكة .. قيادة المرأة ليست قيادة دينية ، بقدر ما هي قيادة لها علاقة بالمجتمع نفسه ، يقبلها أو يرفضها إلى اليوم ، المجتمع غير مقتنع بقيادة المرأة ، و يعتقد أن لها تبعات سلبية جداً .. و لكن أؤكد أن هذه مسألة لها علاقة بشكل كامل برغبة المجتمع السعودي ، لا نستطيع أن نفرض عليه شيء لا يريده، لكن المستقبل تحدث فيه متغيرات ، و نتمنى دائماً أن تكون متغيرات إيجابية ” .
أسباب تحول بين المرأة و قيادة السيارات في المملكة :
يعود عدم توافر أماكن أو وسائل لتعليم المرأة القيادة في المملكة أو منحها رخصة للقيادة.
يعتقد بعض رجال الدين في المملكة أن قيادة المرأة غير ملائمة للثقافة المحلية، كما يشعرون بأن السائقين الذكور لا يستطيعون التعامل مع النساء في السيارات المجاورة لهم، وهذا يدفعهم للإعتقاد بأن قيادة المرأة قد تؤدي إلى تفكك الأسرة في المملكة وعدم تحقيق المساواة .
الحملات المطالبة للسماح بقيادة المرأة في المملكة :
أولًا : بدأت الأصوات في المطالبة بالسماح للمرأة بالقيادة منذ عام 1990م، وخرجت حملة تطالب بذلك، ولكن الحكومة السعودية تصدت لها .
ثانيًا : في عام 2011، قادت الناشطة منال الشريف سيارة مع أخيها وزوجته، مما أدى إلى اعتقالها من قبل السلطات في المملكة. تم إطلاق سراحها لاحقا بكفالة مالية وتعهدت بعدم تكرار هذا الحدث .
ثالثًا : عادت حملة المطالبة بقيادة المرأة في المملكة مرة أخرى في عام 2013 من قبل بعض الناشطات، وشملت بعض شعارات التويتر مثل شعار قيادة المرأة في 31 نوفمبر .
السماح للمرأة بالقيادة في المملكة :
جاء مرسوم ملكي في يوم 26 سبتمبر عام 2017م يسمح للمراة السعودية بإمتلاك رخصة قيادة و السماح للنساء بقيادة السيارات ، و قد جاء خطاب وزير الداخلية على النحو التالي :
نحن نشير إلى السلبيات التي يترتب عليها من منع المرأة من قيادة المركبة والإيجابيات التي تأتي من السماح لها بذلك، مع الأخذ في الاعتبار تطبيق الضوابط الشرعية اللازمة والالتزام بها. كما نشير إلى رأي غالبية أعضاء هيئة كبار العلماء بشأن قيادة المرأة للمركبة، وهو أن الحكم الشرعي الأصلي هو الإباحة، وأن الاعتراضات ترتكز على اعتبارات غير مؤكدة وغير مؤثرة
و أنهم لا يرون مانعاً من السماح لها بقيادة المركبة في ظل إيجاد الضمانات الشرعية و النظامية اللازمة لتلافي تلك الذرائع و لو كانت في نطاق الإحتمال المشكوك فيه لكون الدولة هي حارسة القيم الشرعية فإنها تعتبر المحافظة عليها ورعايتها في قائمة أولوياتها سواء في هذا الأمر أو غيره ، و لن تتوانى في اتخاذ كل ما من شأنه الحفاظ على أمن المجتمع وسلامته “.
طالب الخطاب بتشكيل لجنة رفيعة المستوى من بعض الوزارات، وهي وزارة الداخلية والعمل والتنمية الاجتماعية والمالية، لدراسة القرار والعمل على تنفيذه خلال العام الجاري .
ردود الفعل بعد إعلان السماح بقيادة المرأة في المملكة :
1- جاء أول تعليق من هيئة كبار العلماء في المملكة عن طريق تغريدة على موقع التواصل الإجتماعي تويتر تشير إلى تشجيع الهيئة لقرار الملك قائلين ” حفظ الله #خادم_الحرمين_الشريفين الذي يتوخى مصلحة بلاده وشعبه في ضوء ما تقرره #الشريعة_الإسلامية ” .
لقد أثار هذا الخبر اهتماما كبيرا في وسائل الإعلام الغربية، حيث أشادت العديد من الصحف والمواقع الغربية بتحيزها ودعمها لقرار الملك بالسماح للمرأة بالقيادة في المملكة، ومن بينهم صحيفة تايمز التي كتبت مقالا بعنوان “السعودية تسمح للمرأة بالقيادة”، وعبرت عن أملها في أن يساهم هذا القرار في تحسين الاقتصاد في المملكة وتخفيض تكاليف المرأة التي كانت تنفقها على سيارات الأجرة لتلبية احتياجاتها .