القراءة هي الغذاء الحقيقي للقلب والعقل، حيث يتم قياس المستوى الثقافي وتقدم الأمم وفقا لنسبة قراءة الفرد سنويا. واستنادا إلى ذلك، تم تصنيف مجموعة من الكتب العلمية كأهم مائة كتاب في العالم. ينصح كبار المثقفين بقراءتها، وتعتبر هذه الكتب بوابة لاكتشاف الإنسان لطبيعة الحياة المحيطة به .
يُعَدُ كتاب أمة من العباقرة للكاتِبَة أنجيلا سايني واحدًا من أهم الكتب التي يَجِبُ على أي شخصٍ قراءتُها، بِمَا يَحْتَوِي هذا الكتاب على مَعْلومَاتٍ قيِّمَة عن تاريخ مجموعةٍ من العباقِرَة الذين كان لهُم فَضْلٌ في تَغْيِيرِ مسار العِلْمِ في العالم.
حول كتاب أمة من العباقرة
كتاب أمة من العباقرة الحصيلة النهائية لرحلة من التحقيقات الصحفية التي قامت بها المؤلفة أنجيلا سايني ، وتدور حلقات هذه الرحلة في الهند وترصد عبقرية الشعب الهندي وتفوقهم في المجالات العلمية وتقلدهم مناصب هامة في العالم كله ، حيث تدلل الكاتبة على ذلك بأن الاحصاءات العالمية أثبتت أنه نحو واحد من كل خمس من العاملين بمجال الرعاية الصحية وطب الأسنان في إنجلترا هو من أصل هندي ، وأيضاً ذكرت أحد أهم الأبحاث الاجتماعية التي تم نشره في مطلع الألفية الجديدة أن نسبة المهندسين الهنود الذين يعملون في وادي السيلكون تخطت ثلث العدد الكلي ، وبالإضافة إلى ما سبق فإن هناك حوالي 750 مدير لشركات تقنية كبرى في بريطانية هم من أصول هندية .
تم دفع الكاتبة إلى البحث في تاريخ الثورة العلمية، التي كانت السبب في بناء إمبراطورية كبيرة تحيط بنا اليوم، بسبب النسب العالية التي تمت إشارتها في السطور السابقة حول عبقرية الهنود، وبالتالي بحثت عن دور العلماء والعباقرة في دول العالم الثالث بشكل عام والهند بشكل خاص في بناء هذه الإمبراطورية .
تؤكد الكاتبة في كتابها الرائع أن هذه الأمم لم تحقق نجاحها من خلال غزو أراضي دول أخرى أو بامتلاكها موارد طبيعية، بل بفضل التميز العلمي لأبنائها، مثل الهند وغيرها من هذه الأمم.
هي بلاد تصنع التاريخ كل يوم ولكن ليس تحت علمها بل لمصلحة أمم أخرى ، وتركز الكاتبة أنجيلا سايني بقوة على قوة الشعب الهندي في التوفيق ما بين حياتهم الروحانية الكبيرة التي يشتهرون بها ، وأيضاً العلوم التي يتفوقون بها رغم ضعف المواد العلمية التي يتلقاها الطلاب في المدارس ، وتسرد الكاتبة خلال صفحاتها قصة رئيس الوزراء الهندي الراحل (جواهر لال نهرو ) وحركة التطوير الكبيرة وإنجازاته التي حققها والإنشاءات العلمية التي قام بها .
تناولت الكاتبة الحياة الاجتماعية والثقافة الشعبية لأهل الهند، والبيئة التي نشأ فيها الأطفال الصغار وتأثير هذه العوامل على حياتهم.
مقتطفات من كتاب أمة من العباقرة
في خطاب مشهور عام 1960، أعلن رئيس الوزراء الهندي نهرو أن العلم وحده هو القادر على حل مشاكل الجوع والفقر ونقص الصرف الصحي والأمية ومشاكل الخرافات والعادات والتقاليد الخاطئة، وأن المستقبل ينتمي للعلم ولأولئك الذين يجعلون العلم شريكًا لهم .
– “لا يوجد شيء هندوسي في الرقم الصفر، ومع ذلك، كان براهما غوبتا هندوسيا بالصدفة، وكذلك لا يوجد شيء مسيحي في حساب التفاضل والتكامل، ولكن إسحاق نيوتن كان مسيحيا بالصدفة .
تظهر بنغالورو بشكل مختلف عن بقية أجزاء الهند. توجد على جانبي الشوارع حانات أنيقة، بما في ذلك حانة تسمى `ناسا` والتي تغمرها أضواء النيون الزرقاء، وتحتوي على طاولات تشبه صواريخ الفضاء. على الرغم من صعوبة العثور على لحم بقري في معظم أنحاء الهند بسبب حظر ذبح الأبقار من قبل الهندوس، إلا أنه من السهولة بمكان الحصول على شريحة لحم هنا. يمكنك أيضا العثور على متجر حلويات فرنسية ومحلات لبيع الوجبات السريعة الأمريكية ومتاجر أزياء إيطالية. وهذا التصاهر والتناغم بين الثقافات والأفكار هو ما جعل من بنغالورو مكانا جاذبا لرواد المشاريع العلمية
أصحاب الشغف بالعلم هم الذين يخاطرون بحياتهم من أجل تحقيقه.
لم يكن أوبنهايمر يتوقع ذلك في تاريخه، لكن الهند هي الدولة الوحيدة التي تستعد لبناء مفاعلات نووية حديثة تستخدم الثوريوم قبل أي دولة أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا.
ربما تكون العلوم الزائفة والخرافات سمة من سمات الحياة الهندية اليومية والمعاصرة، بشكل مماثل لما كانت عليه منذ مئات السنين.