ادبروايات

الحنين إلى الوطن في رواية الطنطورية لـ رضوى عاشور

رواية (الطنطورية) التي كتبتها الكاتبة المصرية رضوى عاشور تمكن أن تغير حياتك تماما، بالإضافة إلى تغيير وجهة نظر القارئ في العديد من الموضوعات. تروي رضوى عاشور قصة الأراضي الفلسطينية وطبيعتها وشكلها وحياة سكانها قبل النكبة والاحتلال الإسرائيلي في عام 1948. كما توضح رضوى عاشور طبيعة العلاقة بين الدول العربية قبل النكبة وتصميم خطوط السكك الحديدية التي ربطت مصر بالقدس ومنها إلى دمشق .

ملخص رواية الطنطورية لـ رضوى عاشور
تتناول أحداث الرواية منظور البطلة رقية، الفتاة الفلسطينية، التي تحكي لنا قصة مدينتها (الطنطورية) وتشهد على ما تعرض له أهل مدينتها من تهجير ونهب للمنازل وتجويع، وكيف عاشت طوال حياتها بين المدن العربية، وبدأت رحلتها في صيدا، ثم بيروت، وبعدها أبو ظبي، وأخيرا الإسكندرية، وكيف تمكنت، وهي طفلة صغيرة، من تجاوز مشهد قتل شقيقها وأنها أصبحت وحيدة بدون أي مصدر أم.

رغم انتقال رقية بين المدن، إلا أنها لم تفقد مفتاح منزلها وما زال معلقًا في رقبتها، حتى بعد هدم المنزل، وتقول رقية أنها فوجئت بأن جميع نساء مدينتها احتفظن بمفاتيح منازلهن دون أي اتفاق مسبق على القيام بذلك .

نبذة عن الكاتبة
رضوى عاشور هي كاتبة وروائية مصرية وايضاً استاذة جامعية ولدت عام 1946 وهي وأحدة من أبرز الكاتبات المصريات ، فقد ترجمة اعمالها إلى العديد من اللغة  مثل ( الإنجليزية والإسبانية والإيطالية والإندونيسية) وهي أيضاً زوجت الأديب الفلسطيني مريد البرغوثي ، ووالدة الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي .

أبرز أعمال روى عاشور
– ثلاثية غرناطة
– الطنطورية
– أيام طالبة مصرية في أمريكا
– تقارير السيدة راء

مقتطفات من الرواية   
– تعلّمك الحربُ أشياءً كثيرة. أوّلها أن ترهف السمع وتنتبه لتقدِّر الجهة التي يأتي منها إطلاق النيران، كأنَّك صار جسمُك أذنًا كبيرةً فيها بوصلة تحدّد الجهة المعيَّنة بين الجهات الأربع، أو الخمس؛ لأنّ السّماء غدت جهة يأتيك منها الهلاك. ثانيها أن تسلِّم قليلا وألّا تخاف بمقدار. القدْر الضّروريّ فقط.. لو زاد خوفك مقدار ذرّة، غادرتَ بيتك بلا داع؛ لأنّ القصف في النّاحية الأخرى من المدينة، يتحوّل خوفك إلى مرض خبيث يأكل من جسمك كلّ يوم حتّى يأتي عليه. فتوفّرك القذيفة ويقتلك الخوف.

أحببت زينب، أم حنظلة، على الرغم من أنها ترتدي ثوبًا فلاحيًا، لكنها تشبه أمي التي تحمل مفتاح منزلها في فلسطين معلقًا في رقبتها بحبل. وأبو حنظلة الفلاح، الذي يعتبر كبير القدمين، الحافي،المقهور دائمًا، يذكرني بأبي وإخوتي، لأنني أعرف أنهم مقهورون أيضًا .

-المخيم تعيش فيه أو خارجه هو حكايتك لا مهرب لك منها. وزميلك في الصف ينقلب عليك فجأة فلا تعرف ما الذي أغضبه، لتكتشف بعد يوم أو يومين أنه عرف أنك فلسطيني وأن وجودك، مجرد أنك موجود وأنك أنت لا غيرك أمر مستفز يثير الغضب أو الاستياء أو على أقل تقدير، القرف. كأنك حشرة سقطت لسوء حظه، في صحن الحساء. فتعرف قبل أن تعرف بزمان، معنى الكتائب ومعنى القوات وما الذي ينتظرك على أيديهم، وأنك ابن مخيم حتى لو حالفك الحظ ولم تسكن فيه.

على الرغم من ذلك، أدركت أن سقوط عاصمة القضاء كان له تأثير صاعق في البلد، كالصاعقة التي تصيب الأرض والسماء وتترك في المكان هزة تشمل الجميع، وكأنهم ينتظرونلمعرفة ما إذا كانت السماء ستسقط على الأرض وتشقها، أم أن الكارثة ستمر دون تغيير في حالة الكون.

تتعثر الجملة ويتشابك الكلام هنا، فأنا لا أعرف كيف يمكن تلخيص تجربتنا خلال تلك السنوات، ولا أدري كيف يمكن نقل المعنى دون الدخول في التفاصيل، ولكن ليست حتى التفاصيل تفاصيل عادية، فكل تفصيلة تحمل قصة مئات البشر وربما الآلاف

يحصلون على الأسلحة من أي مكان، ونحن نتعب للحصول على بنادق قديمة من صيدا ودمشق والمنصورة، والتي قد تكون لا تعمل إلا إذا حالفنا الحظ.

تعقدت علاقتي بالسماء، تعقدت إلى حد الفساد منذ تلك اللحظة التي رأيتهم فيها على الكوم، ولم تكن السؤال “لماذا؟” مهما على الإطلاق، بغض النظر عن مدى ارتفاعي وتحليقي في السماء أو مدى التماسيح الذي يمكنها أن تحصل على إجابة.

يتعلم الرضيع التقاط الأشياء بيديه الصغيرة ويتلذذ بالابتسام والضحك كالعصافير، ثم يتعلم الكلام ويذهب إلى المدرسة والجامعة ويبني حياته الخاصة ويعيش مع أولاده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى