موقع جبل حارم بسلطنة عمان
سلطنة عمان من إحدى الدول الخليجية التي يقصدها السائحون غالبا للاستمتاع بجمال طبيعتها. وتتميز السلطنة بالعديد من المدن الجميلة مثل مدينة صلالة التي تعد لؤلؤة الخليج المشهورة. وعلى الرغم من أن شبه جزيرة مسندم تعد من أصغر المناطق في السلطنة من حيث المساحة الجغرافية، إلا أنها تميز بجمال طبيعتها واحتضانها العديد من المناطق السياحية الرائعة مثل جبل حارم الذي يعد شاهدا على الحياة منذ أقدم العصور ويقع بالقرب من الحدود الشمالية للسلطنة .
الموقع الجغرافي لجبل حارم :- تقع جبال حارم في مدينة خصب الواقعة في شمال محافظة مسندم بالضبط، وتفصلها الساحل الشرقي لدولة الإمارات العربية المتحدة، بينما تبعد العاصمة العمانية مسقط، وهي مدينة خصب، بمسافة خمسمائة كيلومتر .
يصل ارتفاع جبل حارم إلى 1600 متر فوق سطح البحر، وأعلى قمة له تبلغ 2087 مترا فوق سطح الأرض. يتميز الجبل بطريق معبد بشكل جيد بين مساراته الجبلية، ولذلك فإن الطريق ملائم لمرور السيارات، وخاصة السيارات ذات الدفع الرباعي للاستمتاع بجمال جبل حارم. تم إطلاق عدة أسماء على الجبل، مثل جبل حريم أو جبل هارم، وتعد قبائل الشحو من بين القبائل البارزة التي استقرت فيه.
أبرز معالم جبل حارم :- يعتبر جبل حارم معلما تاريخيا هاما لأنه يشهد على الفترة الزمنية القديمة التي عاشتها البشرية، وهو واحد من الجبال التي غمرتها المحيطات في الماضي، وتتميز قمته بتوفر الأحافير للأسماك والصدف، وتعود تاريخها الجيولوجي إلى ما يقرب من 250 مليون سنة، بالإضافة إلى إمكانية رؤية الكثير من الكائنات البحرية القديمة المتحجرة على الجبل بالنسبة للزوار .
و من إحدى أبرز معالم الجبل أيضاً هو وجود العديد من القمم الجبلية المنبسطة به ، و التي تصلح للأغراض الزراعية إذ بإمكان الزائر له مشاهدة مزروعات القمح بها ، و ذلك يرجع غلى قيام العديد من القبائل بإستوطانه منذ القدم ، و حتى الآن مثال قبيلة الشحوح ، و التي اعتمدت على عملية الصيد ، و حفر آبار المياه علاوة على الأعمال الزراعية ، و رعي الأغنام بالإضافة إلى عدداً من الحرف التقليدية في معيشتها بالجبل ، و بالإمكان القول إن قبيلة الشحوح كبرت مع الزمن ، و أستطاع البعض من أبنائها الانتشار في خارج هذه المنطقة شبه المعزولة عن السلطنة .
الطريق إلى جبل حارم :- لمن يرغب في زيارة جبل حارم الشاهق الارتفاع للاستمتاع بجماله، يمكنه اتباع طريق مدينة دبا إلى مدينة خصب، والذي يتميز بكونه طريقا جبليا وترابيا، ويبلغ طوله مائة وعشرة كيلومترات، وينصح عادة باستخدام سيارات الدفع الرباعي عند السير عليه، وبالمقارنة مع الطرق الأخرى يتميز هذا الطريق بعدم الحاجة إلى جواز سفر لعبوره، لأنه طريق وعر وصعب ومتعرج، ويعبر عدة أودية ويتداخل أحيانا مع البحر، وتشمل أهم القرى الموجودة في هذه الأودية قرية بيروت وقرية ليما وكمزار .
أما بالنسبة للقادمين من دولة الإمارات العربية المتحدة، فإن الطريق يحتاج حوالي خمس ساعات للوصول إلى مسندم. يتم ذلك بقطع طريق الساحل الذي يمتد عبر الباطنة ورأس الخيمة، ثم المنفذ الحدودي، وبعد ذلك ولاية بخا. طول هذا الطريق يبلغ حوالي 513 كيلومترا، ويتطلب حمل جواز السفر أو البطاقة الشخصية .