التحالف الاستراتيجي في إدارات الأعمال
مع التطور الرهيب في الجانب التجاري والاستثماري والتقدم الهائل في عمليات التصنيع والإنتاج، ظهرت الحاجة إلى وجود تحالفات استراتيجية بين الشركات والمؤسسات، حتى يتمكن كل منهم من التميز في مجاله وعدم الوقوع تحت ظلال الشركات الكبرى في عالم مليء بالمخاطر والأزمات.
فالتعاون في مجال الإنتاج مابين الشركات وبعضها البعض أصبح يسيطر على هذه التحديات ويضمن توفير كافة الاحتياجات من المهارات والموارد والخبرات اللازمة لاختراق السوق الدولية، ولكن قبل أن يدخل المستثمرون ومديرو الأعمال في شراكات وتحالفات استراتيجية يجب التفكير جيدا في التفاصيل الأساسية لبناء هذه التحالفات، والتي من خلالها نتمكن من تحقيق مختلف أهداف المؤسسة بطريقة مضبوطة ودقيقة.
أهمية بناء تحالف استراتيجي قوي
يتمتع التحالف بين الشركات بأهمية كبيرة جدًا في زيادة ثقة المؤسسة في السوق، حيث يكون هناك شركاء أقوياء يقفون خلف بعضهم البعض ويدعمون بعضهم بطرق مختلفة. وتشمل فوائد التحالفات الاستراتيجية التي تعود على الشركات ما يلي:
يهدف التعاون المؤسسي إلى تحقيق تكامل تكنولوجيمريح.
2- يُسمح لأصحاب الأعمال بدخول أسواق جديدة محلية أو دولية من خلال شركائهم الجدد وتوفير الفرص اللازمة لهم.
يهدف تعاون الشركاء إلى توفير وقت للمؤسسة الذي كان يخصص لمحاولات الابتكار والإبداع، ويعتمد كل الشركاء، مهما كان عددهم، على آخر ما توصل إليه الآخر.
السماح بنقل التكنولوجيا والتقنيات الحديثة وسبل الإدارة الحديثة التي وصل إليها أحد الطرفين.
توفر هذه الخدمة فرصة لتحسين العملية الإنتاجية عن طريق إنشاء ظروف جديدة لكل مؤسسة، حتى يتمكن موظفوها من تجربة ما لم يكونوا يعيشونه سابقًا إلا من خلال مؤسسة أخرى، وهذا يوفر فرصة لإبراز أفكار جديدة ومنتجات جديدة وتحسين جودة المنتجات.
تسمح الشراكات والتحالفات الاستراتيجية بفتح أفاق تجارية جديدة، مثل كسب قنوات تجارية جديدة وتوسعة الانتشار في السوق والتعرف على عملاء جدد.
يمكن أن تتفوق إحدى الشركات في مجال معين وتتفوق الأخرى في مجال آخر، وقد يكون من الصعب على الطرفين تحقيق مواصفات معينة يمكن للآخر تحقيقها بسهولة بسبب الظروف المختلفة التي تواجه كل منهما. ومن هنا تسهل عملية تحقيق المواصفات المطلوبة عن طريق تعاون الشركاء المختلفين في تقديم ما يميزهم.
تعمل التحالفات الاستراتيجية على تعزيز صورة ومصداقية المؤسسة وتقليل تكاليف الإنتاج، كما تقلل من المخاطر التي يمكن أن يواجهها كل طرف إذا كان يعمل بمفرده.
من بين مميزات التحالف الاستراتيجي، يساعد على تحقيق التوازن بين أهداف ومصالح الجماعات ذات التأثير الاستراتيجي، كما يساهم في وضع رؤية فريدة للمؤسسة تنظر من خلالها إلى مستقبلها بالتعاون مع شريك جديد لم تصل لهذه الرؤية بمفردها أبدا.
مجالات التحالفات الاستراتيجية
يمكن بناء تحالف استراتيجي قوي في معظم الأنشطة الاستثمارية والتجارية بلا استثناء، باستثناء الصناعات التي تتطلب سرية تامة، ويمكن تصنيف المجالات التي يمكن بناء تحالف استراتيجي فيها على النحو التالي:
1- تحالف حسب النشاط: في هذه الحالة، يتوقف التحالف على تشابه المهن والاهتمامات، مثل الشركات السياحية والزراعية والمالية والخدماتية والصناعية والإنتاجية والتجارية.
2- تحالف وفق المدى الزمني: تتشارك تلك المؤسسات التي لديها خطط متشابهة في الوقت المطلوب لتحقيق الأهداف، حيث تحتوي على أهداف وأغراض قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل.
3- التحالف حسب النطاق الجغرافي: حيث يختار المؤسسات شركاء يمكنهم التعامل معها وإقامة شراكات على المستوى المحلي أو الوطني أو الدولي أو الإقليمي أو العالمي.
4- التحالف وفق حجم المخاطر: يمكن للشركات أن تواجه مخاطر متعددة بسبب نوع إنتاجها، وتشمل هذه المخاطر المجالات السياسية والأمنية والصحية وغيرها، وتختلف حجم هذه المخاطر؛ حيث يمكن أن تكون محدودة أو متوسطة أو كبيرة.