إسعاف النشاشيبي أحد رواد اللغة العربية
إسعاف النشاشيبي [1885 – 1948] ولد في عائلة ثرية، محبة للتعليم. تميز بحبه للأدب واللغة العربية وإلقاء الشعر. وكان يلقب بكنيتي “أبو الفضل” و”أبو عبيدة” عند العلماء. عمل في العديد من المناصب التعليمية، وكان عضوا في المجمع العلمي العربي بدمشق. كان يستخدم الحماسة في شرحه وأسلوبه التربوي، وهذا ما جذب طلابه وزاد حبهم له. تخصص في الدفاع عن اللغة العربية وجمال بيان القرآن الكريم. توفي في القاهرة، ونعاه مجموعة من الشعراء والقائمين على اللغة العربية في العالم العربي.
نسبه:
ولد إسعاف النشاشيبي في عام 1885 في مدينة القدس، كان والده عثمان النشاشيبي من أشهر رجال عصره وذلك لاحتلاله منصب رفيع في البلاط العثماني وهو وقد تدرج في المناصب حتى وصل إلى عضو مجلس المبعوثات في الأستانة، أما والدته فهي ابنة عم لأبيه وهي ابنة رجل البر في جبل القدس الحاج مصطفى أبو غوش ويعود سبب التسمية بـ “النشاشيبي” إلى صناعة النشاب وهي المهنة التي كانت عليها الأسرة.
نشأة النشاشيبي وحياته:
يعد إسعاف من الشخصيات المحظوظة فقد توفرت لديه كل أساليب التقدم والرقي الأخلاقي فقد نشأ في بيت يجمع ين المال والعلم فعلى الرغم من علو قدر والده وغناه إلا أنه لم يغفل جانب العلم في حياته فقد حرص على استضافة مجالس العلم في منزله لمجموعة كبيرة من العلماء وذلك لدراسة كل من الأدب والشعر والفقه.
حرص والد إسعاف على تعليمه وتحفيظه القرآن الكريم من خلال الكتاتيب، وبعد ذلك التحق بمدرسة دار الحكمة في بيروت وتلقى تعليمه من قبل كبار الأساتذة في ذلك العصر، وخاصة الشيخ عبدالله البستاني الذي تأثر به إسعاف وتعلم اللغة الفرنسية وأصبح يجيدها مثل أستاذه البستاني.
علم ودراسة النشاشيبي:
تم تعيين النشاشيبي مدرسا للغة العربية في مدرسة الصلاحية، وهي مدرسة تهدف إلى إعداد جيل من المبشرين والدعاة للخروج للدعوة داخل المستعمرات الأوروبية للثورة عليها، وكان الدور الموكل له صعبا، وأغلقت الأبواب في غضون عامين من إنشائها، في عام 1906 تم تعيينه مديرا للمدرسة الرشيدية، وكانت واحدة من أفضل المدارس في الأراضي الفلسطينية، حيث كانت تهدف لتأهيل الطلاب للوصول إلى المرحلة الجامعية، وظل فيها حتى تم تعيينه في عام 1929م مفتشا للغة العربية.
أسلوبه ومنهجه:
حرص إسعاف على نقل المعرفة إلى أكبر عدد من الطلبة في فلسطين واعتبرها رسالته الأولى، اختار إسعاف أساليب بسيطة للشرح والتوضيح لنقل المعرفة من أبسط الأبواب، خاصة في اللغة العربية التي كان يدرسها بجد واجتهاد ليلا ونهارا، ويقول النشاشيبي عن مهنة التعليم: “إذا أردت غرس الأخلاق والقيم العليا في نفوس الطلاب، عليك اختيار النصوص الجميلة من القرآن والحديث والأمثال والخطب البليغة والشعر الفصيح، ثم اقرأ لهم هذه النصوص بفهم ومتعة وشخصية قوية، اقرأ لهم ليشعروا بحبك لها وحماسك، ثم عد لكل نص من هذه النصوص وعلق على كلماتها بتعليق يكشف أسرار الألفاظ والمعاني الدقيقة”، وكذلك، حرص إسعاف على حضور جميع المناسبات والاحتفالات الوطنية، إيمانا منه بحب الوطن والانتماء إليه.
رثاء أحمد حسن الزيات في النشاشيبي:
نشاشيبي كان خاتم طبقة الأدباءواللغويين المحققين، ولم يجد الزمن الحاضر بطبيعته وثقافته مثيلًا له، ولذلك يحق للمحافظين على التراث الكريم والمعتزين بالماضي العظيم أن يحتفظوا بذكراه ويعزون حال العروبة والعربية من بعده، ويطولوا البكاء عليه وينعونه.
بعض من مؤلفاته:
– أمثال أبي تمام.
– قلب عربي وعقل أوربي.
– البستان.
– العربية المصرية.
– حماسة النشاشيبي.