البحيرات المالحة هي مخازن مائية مغلقة، حيث يتراكم الماء فيها لتشكيل بحيرة تتميز بارتفاع نسبة الملوحة فيها مقارنة بالبحيرات الأخرى. تكون معدل الملوحة فيها على الأقل 300 مليغرام لكل لتر من الماء، وهذا يعادل تقريبا 3 إلى 5% من نسبة الماء. وإذا تجاوزت النسبة 5%، يسمى الماء بـ `ماء أجاج`. ومن بين البحيرات المالحة المشهورة: البحيرة المالحة الكبرى في الولايات المتحدة الأمريكية، بحيرة قزوين في غرب آسيا، بحيرة نامتسو أو البحيرة السماوية في الصين، والتي تعتبر `أعلى بحيرة ملحية في العالم`، بحر الأورال في وسط آسيا بين كازاخستان وأوزبكستان، بحيرة إلتون في روسيا، بحيرة بلكاش في كازاخستان، بحيرة لوط في وادي الأردن، والتي تعتبر `أدنى نقطة على سطح كوكب الأرض` .
البحيرة المالحة الكبرى
البحيرة المالحة الكبرى هي بحيرة مالحة تقع في ولاية يوتا غرب الولايات المتحدة الأمريكية، وهذه الولاية لها حدود شرقية مع كولورادو، وحدود غربية من نيفادا، وحدود شمالية مع أيداهو، كما أن لها حدود شمالية شرقية مع وايومنغ، وقد انضمت هذه الولاية إلى الاتحاد الفيدرالي في الرابع من يناير عام 1896، وأكثر من نصف سكانها ينتمي إلى كنيسة ” يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة ” التي تأسست عام 1830، ولها أكثر من 18 مليون عضو حول العالم، وقد أسسها جوزيف سميث، ويصل عدد أعضائها في الولايات المتحدة أكثر من 5 مليون عضو .
وتقع على ضفاف البحيرة المالحة الكبرى مدينة سولت ليك، والتي تعتبر عاصمة ولاية يوتا وأكبر مدنها من حيث السكان، حيث وصل عدد سكانها بحسب إحصاء 2014 إلى 190.884 نسمة، وقد تأسست هذه المدينة على يد بريغهام يونغ أحد أتباع كنيسة ” يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة “، وذلك نحو عام 1847، وذلك عندما كانوا هؤلاء الأتباع يسعون إلى الهرب من الاضطهاد الديني، حينما وجدوا أمامهم وادي فقير وقاسي فقاموا بزراعته، وقد أطلق عليها اسم مدينة البحيرة المالحة لقربها من البحيرة المالحة الكبرى .
تاريخ البحيرة المالحة الكبرى
يعتبر العلماء أن البحيرة المالحة الكبرى كانت في الأصل جزءا من بحيرة قديمة متجددة المياه في هذه المنطقة، وكانت أكبر من بحيرة هيورون، وكان الجيولوجيون يطلقون عليها بحيرة بونفيل، ومع مرور الوقت جفت هذه البحيرة تدريجيا وانقسمت إلى بحيرات صغيرة، أكبرها البحيرة المالحة الكبرى، وفي منتصف الثمانينيات اتسعت مساحة هذه البحيرة ووصلت إلى أكبر حجم لها، حيث يبلغ متوسط مساحتها حوالي 6،030 كيلومترا مربعا، وطولها يبلغ حوالي 130 كيلومترا، وعرضها 80 كيلومترا .
وعلى الرغم من أن ماء البحيرة يتغذى من بحيرات عذبة، إلا أنه يتميز بشدة ملوحته، حيث تكون ملوحته أعلى من ماء المحيط، وذلك بسبب عدم تصريف ماء البحيرة واكتفائه بالتبخر، مما يؤدي إلى تركيز ماء شديد الملوحة. يتم استخلاص أكثر من 180,000 طن من الملح العادي من هذه البحيرة سنويا، وتظهر شواطئ البحيرة باللون الأبيض عند انخفاض مستوى المياه، وذلك بسبب وجود ترسبات معدنية فيها .
المناخ في البحيرة
بسبب مياه البحيرة المالحة الكبرى الدافئة، فإن البحيرة تؤثر على ظاهرة تساقط الثلوج في المنطقة المحيطة بها، حيث أن الرياح الباردة في المنطقة الشمالية والغربية عندما تهب عبر البحيرة، تتسبب في تكون الغيوم التي تؤدي إلى هطول الأمطار، كما تؤدي إلى تساقط الثلوج، حيث يتساقط الثلج في البحيرة غالبا في أواخر الخريف وأوائل الشتاء، وأثناء فصل الربيع، وهذه الاختلافات في درجات الحرارة تتسبب في عواصف رعدية خصوصا في فصل الصيف، حيث يمكن أن تحدث من 6 إلى 8 عواصف في السنة .
جزر البحيرة
من الصعب تحديد عدد الجزر في البحيرة بالضبط، وذلك بسبب أن ما يمكن اعتباره جزيرة في سنة، يمكن أن يكون في سنة أخرى شبه جزيرة بسبب ارتفاع وانخفاض منسوب المياه. ومع ذلك، وفقا لوزارة الداخلية الأمريكية والمسح الجيولوجي الأمريكي، هناك 8 جزر ترتبط جميعها بالبر الرئيسي، وتحتوي البحيرة، بالإضافة إلى الجزر الثمانية، على مجموعة من الصخور والشعاب المرجانية .
ومن ناحية أخرى فإن دراسات المسح الجيولوجي في ولاية يوتا تؤكد وجود 11 جزيرة، تقع سبع جزر منها في الجزء الجنوبي من البحيرة، وأربعة في الجزء الشمالي الغربي، وتبعا لاختلاف مستوى الماء في البحيرة فإن ترتيب الجزر من الأكبر إلى الأصغر كالآتي : جزيرة أنتيلوب، جزيرة ستانسبوري، جزيرة فريمونت، جزيرة كارينغتون، جزيرة دولفين، جزيرة كوب، جزيرة بادجر، جزيرة غونيسون، جزيرة إيج، جزيرة غونيسون، وسترونغر .