ادبروايات

ألم الغربة في رواية مدن تأكل العشب للكاتب عبده خال

يحلم كثير من شباب وطننا العربي بالسفر والبدء من جديد في بلاد الغربة، ولكن رواية `مدن تأكل العشب` تأخذنا الكاتب عبده خال إلى زوايا خاصة حول فكرة الغربة وتأثيرها على الفرد، فلا يستقبل الشخص حلمه بالترحاب في المدن الجديدة، ولا توفر له الحياة الإنسانية وفرص العمل التي يأمل بها، بل تأخذنا الرواية إلى أعماق النفس البشرية وشعورها بالغربة والوحدة بعيدا عن الوطن .

نبذة عن الكاتب عبده الخال
عبده الخال هو واحد من أهم الكتاب السعوديين المعاصرين ، ولد في عام 1962 في منطقة ( جازان ) بالمملكة  ، وحصل على بكالوريوس ( العلوم السياسية ) من جامعة الملك عبد العزيز ، كما عمل في مجال الصحافة وله العديد من المؤلفات الأدبية والدواوين الشعرية ، ومن أبرز مؤلفاته (حوار على بوابة الأرض ، ليس هناك مايبهج ، الموت يمر من هنا ، مدن تأكل العشب ) كما حصل على العديد من الجوائز ابرزها جائزة العالمية للرواية العربية  البوكر  في نسختها العربية لعام 2010 عن روايته “ترمي بشرر ، وجائزة أحسن رواية معرض الكتاب بالرياض عام  2012.

نبذة عن رواية `مدن تأكل العشب`
تدور أحداث رواية ( مدن تأكل العشب ) حول قصة شاب يدعى يحيى الذي يحلم بالسفر والهجرة من أجل حياة أفضل ، وكانت والدته وجدته يحكون له عن خالته التي سافرت مع جدته ، وكانت أمه تحكي له على أنهم سيأتون يوم للقرية محملين بالذهب والأموال التي حصلوا عليها في الغربة ، مما يدفع يحي على السفر وعلى مدار أحداث الرواية يعيش البطل في صراعه الداخلي حول حلم العودة إلى قريته ، وأيضاً بحثه عن حلم خالته وجدته الذي لم يعرف عنهم أي شيء ، وخلال احداث الرواية يتناول الكتب الاحاديث الهامة في الموضوعات الاجتماعية والسياسية .

مقتطفات من رواية “مدن تأكل العشب
أن تحب من تكره فهذا انتصار له، ولكن أن تكره من تحب فهذه الهزيمة لكل الأحلام والأماني التي روجت لها بأحاسيسك .

يعتقد الكثيرون أن حياتهم مليئة بالمحن وأنها لو كُتبت، لتحولت إلى رواية عظيمة .

في كثير من الأحيان، ألوم نفسي على كلمة تنبع من داخلي، وأبقى متباغضا معها لفترة طويلة، وكلما حاولت السيطرة عليها، يستفيق ذلك الشعور في داخلي وتسودني نفسي وتعاود الأفعال الغبية ويتكرر اللوم .

غالبًا ما نتأقلم مع حزننا وألمنا ويصبح الحاضرار الراهن جزءًا من حياتنا التي لا نريد استبدالها، أو نشعر أننا لا نرغب في إعادة فتح جراحنا القديمة .

– ليست حياتنا سوى كلمات تتراص وتخلق أحداثا وكوارث وآلاما. السياسة تصنع التاريخ والتاريخ ينسج ثوبه بحياتنا وأحلامنا وآهاتنا، حتى عندما يتزين بشال على كتفه وينسى أن يشير إلى أن اللون الأحمر كان دمنا، وأن الألوان الزاهية كانت أحلامنا .

الكتابة حالة إنسانية تشعر بها دون أن تخرج صراخك على الجيران

هناك نساء يعلمنك الفضيلة، حيث تبعد المرأة الكاملة غواية الشيطان عنك، ولكن هناك نساء كالبصل المعطوب يدفعنك نحو الرذيلة، حتى ولو كنت عابدًا ناسكًا، وقد تجد نفسك قابعًا في طريق الغواية للهروب منهن .

الحياة لا تمنحك ما تشتهي، حتى الموت يحتاج وقتا للشهوة

الليل يختنق بآهاتنا ويتسلل إلى المكان كالإبرة الدبوسية في فراش لين .

اكتشفت أن البشر مثل التفاح، يكونون ناضجين ومتماسكين خلف قشرة رقيقة، وإذا تعرضوا للإصابة بسكين، يتداعى العطب بسرعة مذهلة

الليل هو البوابة التي نعبرها لنكتشف خيط الضوء الأبيض، فيبدأ أحلامنا في التلاشي وندرك أننا كنا نحلم، وقد قضينا ليال طويلة في متاهة الأماني الباردة. تلك الأماني التي تلتصق بأفكارنا وتتلاشى بأشعة الشمس المشرقة، حيث تشرق الشمس يوما بعد يوم لتنهي حلما كنا نعيشه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى