تعليم

الفرق بين لام الناهية ولام النافية

تتميز لغتنا العربية بالدقة في التعبير والوصف، حيث لكل كلمة موضعها ولكل حرف معناه، وقد تحمل الكلمة الواحدة معانٍ عدة، كما في كلمة “لا” على سبيل المثال، والتي لها حالات مختلفة كلاها الناهية والنافية.

كلمة لا في اللغة العربية
كلمة لا في اللغة العربية هي في بعض الحالات اسم، و يكون معناها “غير” أو “بدون”، كما في هذه الجملة مثلا “مضينا في هذا الأمر بلا تراجع”، و قد جاءت كلمة لا هنا بعد الباء “أحد حروف الجر” و هي هنا اسم مجرور، و معنى الجملة أنهم استمروا في عمل شيء ما بدون تراجع أو بغير تراجع، و في بعض الحالات الأخرى تعتبر “لا” حرف، و أنواعها في هذه الحالة أربعة، و هم “لا” الناهية، و “لا” النافية، و “لا” الزائدة و “لا” النافية للجنس.

ما هي لا الناهية ؟
تأتي “لا” الناهية قبل الفعل المضارع في الكلام، و يكون الفعل المضارع في هذه الحالة غير قابل للتصديق أو التكذيب، و يكون الفعل المضارع بعدها مجزوما، و يجزم الفعل بالسكون إذا كان فعلا صحيحا، و إذا كان فعلا من الأفعال الخمسة فإنه يجزم بحذف حرف النون من آخره، و إذا كان الفعل المضارع معتلا فإنه يجزم بحذف حرف العلة من آخره، و مثال على “لا” الناهية قول الله تعالى في كتابه العزيز: “لا تحزن، إن الله معنا”، فهنا ينهي رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحبه أبو بكر الصديق في الغار عن الحزن و فعل “تحزن” هنا لا يحتمل الصدق أو الكذب، أو كأن يقول الأب لابنه: لا تلعب في الخارج، فهو هنا ينهى ابنه عن اللعب خارج المنزل، و “تلعب” هنا فعل مضارع مجزوم و علامة جزمه السكون.

ما هي لا النافية ؟
قد تأتي “لا” النافية قبل الاسم، و تقوم “لا” النافية بنفي حكم معين عن باقي جنس هذا الاسم، و تعرف احيانا بــ “لا” الاستغراقية  أو “لا” التبرئة، و مثال على ذلك قول “لا إله إلا الله”، فهي هنا تنفي عدم وجود أي إله في الكون غير الله تعالى، أو كأن تقول مثلا “لا كافر ناج من النار”، فهي هنا تنفي احتمال أن ينجو جنس الكفار كلهم من النار، و قد تأتي أيضا قبل الفعل، كأن نقول مثلا: “محمد لا يكذب”، و هي تنفي هنا صفة الكذب عن محمد، و جدير بالذكر أن التصريف النحوي للجملة التي تأتي بعد “لا” النافية سواء كانت فعلية أو اسمية لا يتغير.

ما هي لا الزائدة ؟
“لا” الزائدة هي التي لا تعمل شيئا، و لا تدخل على الجملة الاسمية و لا يأتي بعدها اسم، و مثال على “لا” الزائدة هو قول الله تعالى في كتابه العزيز في سورة الأعراف: “ما منعك ألا تسجد”، و “ألا” هنا اختصار لكلمة “أن لا” ، و “لا” هنا زائدة يمكن حذفها و سيظل المعنى ثابتا، فمثلا نقول ما منعك أن تسجد، ففي الجملتين الوضع واحد و هو عدم السجود، و لكن “لا” الزائدة أعطت الجملة شكلا جماليا.

ما هي لا النافية للجنس ؟
تعمل كلمة “لا” ذات النفي للجنس على تنصيب المبتدأ ورفع الخبر في الجملة الاسمية، وتشترط بعض الشروط، وهذه الشروط هي:
– أن يكون اسمها وخبرها نكرتان.
يجب عدم وضع فاصل بينها وبين اسمها.
– ألا يدخل عليها حرف جر.
– ألا يتقدم خبرها على اسمها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى