هل يقع الطلاق عند الحائض
هل يقع طلاق الحائض والنفساء
إن طلاق الرجل زوجته وهي حائض محرم في الكتاب والسنة، بالإضافة إلى حرمته من قبل علماء المسلمين، ولا يوجد نزاع بين أهل العلم حول تحريمه، ويعد من الطلاق البدعي الذي يخالف السنة. كما أن تطليق الزوجة في حالة الحيض غير جائر ولا يجوز حتى وهي في حالة النفاس، ولا يجوز في حالة طهر بعد الجماع بينهما حتى تظهر الدورة الشهرية. يجب على الرجل أن ينتظر حتى تتطهر الزوجة من الحيض أو النفاس ثم يطلقها قبل أن يمسها. وقد ورد في هذا الخصوص حديث شريف عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب عندما طلق امرأته وهي حائض: “راجعها، ثم أمسكها حتى تطهر، ثم تحيض، ثم تطهر، ثم إن شئت طلقها قبل أن تمسها”. وفي رواية للبخاري: “وحسبت طلقة”. ولا يجوز الرجعة إلا بعد طلاق سابق. وإذا مس الرجل زوجته لا يجوز له طلاقها حتى تحيض ثم تطهر، ثم يطلقها قبل أن يمسها. وهذا ما ورد في الحديث الشريف، وغضب النبي صلى الله عليه وسلم على ابن عمر وأمره باتباع ما تم ذكره. وتختلف الآراء بين علماء وفقهاء الدين حول مسألة طلاق المرأة في حالة النفاس
- يعتقد بعض جمهور العلماء أن هذا الطلاق يحدث بسبب ابن عمر الذي قام بإصداره على نفسه، وعلى نفسه وعده.
- هناك بعض العلماء الذين قالوا إن الطلاق الذي يحدث أثناء الحيض لا يحتسب لأنه منكر منهي عنه. لذلك، لا يتم حساب هذا الطلاق إذا حدث خلال الدورة الشهرية للمرأة أو في ظهر جامعها في حالة عدم الحمل.
- فيما يتعلق بالطلاق في حالة الحمل أو في حالة عدم حدوث الدورة الشهرية، قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمر: `انفصل عنها وهي طاهرة أو حاملة.
- إن طلاق الآيسة يمكن أن يحدث في أي وقت، ولكن إذا كانت الزوجة تحيض، يجب عليه أن لا يطلقها إلا بعد ظهور دم الحيض، ثم يطلقها قبل الجماع. أما إذا كانت الزوجة حاملا، فإن الطلاق صحيح حتى لو جامعها، لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: “طلقها طاهرا، يعني قبل إتيانها، أو حاملا
- وهنا يجدر بنا التنويه إلى جزئية هامة وتتجلى في أنه إذا طلق الزوج زوجته في الحيض أو في النفاس أو حتى لو طلقها في طهر مسها فيه ولم تكن الزوجة حاملاً ولا آيسة لا يقع الطلاق على الصحيح بشرط أنه يعلم الزوج بحالها، أما إذا لم يعلم الزوج حال زوجته فيقع الطلاق مثلما هو عند الجميع.
- يتفق العديد من جمهور الفقهاء على أنه إذا لا يعلم الزوج حال زوجته إذا كانت حائضًا أو غير ذلك، فإنه يوقع الطلاق، والأكثرية من أهل العلم يرون أن هذا الطلاق يكون مطلقًا، ويحرم على الزوج ويُعدُّ من الذنوب، وأن الطلاق يوقع كعقوبة عليه.
- يعتقد معظم أهل العلم أن الطلاق في هذه الحالة يكون غير مستحب ويحمل ذنبًا على فاعله، وقد ذهبت المذاهب الأربعة والتي يتبعها الناس في هذا الاتجاه أيضًا.
- ومع ذلك، فإن الشيخ ابن تيمية بالإضافة إلى تلميذه ابن القيم رأيا أن الطلاق يجب أن يحترم ولا يحدث.
لماذا لا يجوز طلاق المرأة وهي حائض
يتم حظر طلاق المرأة أثناء فترة الحيض لحمايتها من الضرر، حيث إذا وقع الطلاق خلال فترة الحيض، فإن المرأة ستبقى طاهرة لمدة ثلاثة دورات حيضية وبعض الأيام التي وقع فيها الطلاق. وهذا الأمر يعتمد على الرأي الذي يقول: “القراءة هي الطهارة”، أو بالإمكان أن تظل المرأة طاهرة لمدة ثلاثة دورات حيضية وبعض الأيام وفقا للرأي الذي يقول: “القراءة هي الحيض”. وفي كلتا الحالتين، يتعرض النساء للضرر حيث يتم تمديد فترة الانتظار للطلاق. وفي الحيض، يتم حرمان الطلاق لتجنب تمديد فترة الانتظار للمرأة، وإذا تم احتساب الطلاق خلال هذه الفترة، فسيكون أقصر وأفضل للمرأة. ولذلك، فإن حظر الطلاق في الحيض ليس محرما.
عدة طلاق الحائض
نتجدد الاكتشاف أن الطلاق خلال الحيض يؤثر سلبا على المرأة حيث يعرقل بدء فترة الانتظار بعد الطلاق، حيث لا يحتسب الحيض الذي وقع فيه الطلاق وفقا لاتفاق العلماء الذين يرون أن المرأة تحتسب ثلاث دورات حيض، وهناك بعض العلماء يرون أنها تحتسب ثلاثة دورات طهور. الطهر الثاني يكون واضحا، أما الطهر الأول فلا يحتسب لأن الطلاق وقع خلاله، حيث يجب أن يكون الشرط المطلوب هو أن يكون الحيض كاملا وبعد وقوع الطلاق، وفي هذه الحالة لا يحتسب الناقصة حتى لو كانت قصيرة.
يؤيد الشافعية والمالكية التفسير السابق ويقولون في حكم الحائض أن المرأة تعتد بالطهر وليس بالحيض. إذا طلق الزوج زوجته وهي في حالة الطهر التي لم يقربها فيها، فإنه يجب عليها أن تبدأ فورا في فترة العدة بعد هذا الطلاق، دون أن تفوتها أي فترة زمنية. والسبب في ذلك هو أن الطهر الذي تم فيه الطلاق يحسب لها كفترة الأطهار الثلاثة التي تنتهي بها فترة العدة. على سبيل المثال، إذا طلق الرجل زوجته قبل طلوع الشمس بخمس دقائق وكانت في حالة الطهر، ثم جاءتها نزيف الحيض بعد طلوع الشمس، فإنه يحتسب لها تلك الخمس دقائق كفترة طهر كاملة. وإذا كانت المرأة من النساء اللواتي يحضن كل خمسة عشر يوما مرة واحدة، ثم حاضت مرة ثانية وطهرت، فإنه يحتسب لها هذا الطهر كفترة ثانية. وإذا حاضت بعد خمسة عشر يوما مرة ثالثة وطهرت، فإنه يحتسب لها طهرا ثالثا، وتنتهي فترة العدة بمجرد حدوث الحيضة الرابعة، وهكذا يكون الأمر وفقا لهذا التفسير.
يحرم الطلاق في الحيض إلا في ثلاث حالات
هناك بعض الحالات التي تعد من الاستثناءات التي يجوز فيها الطلاق خلالالحيض وتتضمن:
- إذا طلق الرجل زوجته وهي في فترة الحيض ولم يمسها بعد، فلا يوجد عدة عليها، ولا يتعارض هذا الطلاق مع قول الله تعالى: `فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ`.
- إذا كان الزوجة حاملاً.
- في حالة الحصول على عوض بعد الطلاق، يمكن للرجل أن يطلق زوجته وهي في فترة الحيض.