النظريات الكونية عند الفراعنة ” أون ومنف واشمون “
منذ ظهور الإنسان على الأرض، كان يسعى دائما لمعرفة كيف يكون هذا الكون وكيف تم إيجاد الإنسان على الأرض، وقد ظهرت العديد من المذاهب المتعددة والنظريات التي حاولت إثبات خلق الكون .
الفراعنة و نظرتهم للكون
– كان من بين من اجتهدوا و حاولوا محاولات عديدة في البحث عن أصل الكون و الإنسان الحضارة الفرعونية العظيمة ، فعلى الرغم من تعدد آلهتهم فقد حاولوا وضع العديد من الأساطير الدينية ، التي تعمل على تفسير الكون و طريقة خلقه .
– تعددت أشكال الديانات والمعتقدات للبشر منذ ظهورهم على الأرض. بالنسبة للفراعنة، كانت هناك تعددية في الديانات التي اعتنقوها، وكل ديانة لديها نظريتها الخاصة في تفسير خلق الكون. لم يكن هذا الأمر يؤدي إلى تفكيك المجتمع المصري، بل على الرغم من التعدد والاختلاف الذي تميز به المجتمع، إلا أن كل إقليم كان موحدا في قضية معينة. لم يكن هناك مجال للتنازع، ولكل إقليم إلهه الخاص. حاول الفراعنة العظماء بعد ذلك توحيد جميع هذه الأقاليم تحت راية واحدة .
نظرية أون
هذه النظرية تعرفت في مدينة أون وهيليوبليس، المعروفة الآن بمنطقة عين شمس. تسمى النظرية أيضا بنظرية التاسوع لأنها تشمل تسعة آلهة. وتقول النظرية أن العالم قبل ظهور الآلهة كان يشبه محيطا كبيرا من المياه، وكان يطلق عليه اسم `نون`. من هذا المحيط، بدأت روح آلهة أتوم في الظهور. وكان يعرف في ذلك الوقت بإله الشمس، واستطاع أن يخلق نفسه ذاتيا على تلة فوق المياه. وعندما بدأ في الشعور بالوحدة، بدأ في محاولة خلق رفاق آخرين، وذلك عن طريق الاستمناء ونفث الهواء من فمه، فأنجب إله الهواء وإله الرطوبة، اللذين تزوجا وأنجبا إله الأرض وإله السماء .
وفقًا للأسطورة، تزوج إله الأرض وإله السماء بعضهما البعض وأنجبا أربعة آلهة وهم إيزيس وأوزوريس وست ونفتيس، وحدثت بينهم الأسطورة الشهيرة التي انتهت بحكم حورس على الأرض. وتقول الأسطورة أيضًا أن الأرض والسماء كانتا جزءًا واحدًا، ولكنهما انفصلا فيما بعد وانتشر الهواء بينهما .
نظرية الاشمونين
– و هذه المنطقة لازالت موجودة و تحمل نفس الأسم في الصعيد و قد اسماها اليونان هيرموبوليس ، أما عن النظرية الاشمونية فتذكر أن العالم كان عبارة عن محيط كبير ، و كان هذا المحيط يحمل أربعة خواص من الطبيعة و هذه الخواص تمثلت في أربعة أزواج من الآلهة ، و كانت هذه الآلهة هي إله الظلام و إله الفضاء و إله العمق العظيم و إله الظلمة و الهواء .
تدور الأسطورة حول قيام آمون بتحريك الهواء، مما أدى إلى حركة المياه الراكدة ونتج عن ذلك الطمي. وفي منطقة فوق التل، تم العثور على بيضة كونية باضتها الوزة السماوية، ويتم ذكر في بعض الأساطير الأخرى أن هذه البيضة هي من باضة الإله آبيس .
عندما انفجرت تلك البيضة، خرج منها آله الحكمة تحوت، وفي نص آخر يتم ذكر خروج إله الشمس رع منها، ليبدأ مهمته في خلق البشر، وينتقد البعض فكرة البيضة كتمثيل للانفجار الكبير .
نظرية منف
يتحدث نظريّة هذه المدينة عن أن بتّاح هو خالِق الكون، وقد قام بذلك بنفسه، ثمّ بدأ في خلق الآلهة، وهو من قام بنفسه بخلق كلّ ما وُجد على الأرض من معادن ونباتات وأناس وغيرها .