من هو القائد العربي الذي رقصت أوروبا على قبره
من هو القائد العربي الذي رقصت أوروبا على قبره
منذ قديم الأزل والغرب يكرهون العرب، وما زال ذلك الكره مستمر حتى وقتنا الحالي، من ضمن مظاهر كرههم رقصهم على قبر قائد عربي شهير حينما وافته المنية، لم يكتفي سكان بلاد أوروبا بالرقص على قبره، ولكن مُرست الفاحشة أيضًا فوق مرقدة، لم يكن كرههم لذلك القائد بدون سبب، فهو القائد العربي الذي لم يهزم طول ربع قرن، وقضى على الكثير من قادة أوربا.
رقصت بلاد أوروبا على قبر القائد العربي الحاجب المنصور، وذلك بسبب كراهيتهم الشديدة له، ويعتبر الحاجب المنصور أحد القادة العرب الذين تركوا أثرا في التاريخ، حيث يتم تدوين اسمه بحروف من ذهب في كتب التاريخ، ولكن لا يعرف الكثيرون من هو هذا الشخص .
عندما توفي الحاجب المنصور، امتلأت قلوب الأوروبيين بالفرح، وجاء قائدهم الفونسو وبنى خيمة كبيرة فوق القبر، وداخلها سرير ضخم مصنوع من الذهب الخالص، ورقص العديد من الناس بداخلها، بجانب ممارسة الفونسو الفاحشة فوق القبر، والنوم مع زوجته، وكل ذلك كان فرحًا بموت الحاجب المنصور.
صرح الفونسو، قائد المسلمين والعرب، عندما توفي الحاجب المنصور، قائلاً إنه امتلك كل بلاد المسلمين والعرب، والآن يجلس فوق قبر أكبر قادتهم وتطأ قدميه مرقده. وخرج أحد الحاضرين، وكان رجلاً عربياً، وصاح إليه قائلاً: “إذا تنفس مرة أخرى، فلن يتركك أو يترك أي واحد منكم على قيد الحياة.
ازداد الفونسو غضب بسبب ما قاله الرجل، وقام بإحضار سيفه وكاد يقطع رأس المتحدث، ولكن زوجة الفونسو امسكت به، وقالت أليس فخرًا لنا أن نام فوق قبر أكبر قادة المسلمين، فقال الفونسو بلا سيزداد هو شرفًا، ولم يقدر الأوربيون على قتل الحاجب، ولم يتحقق مرادهم، وتوفى وهو صامد على رأس المعركة.
من هو الحاجب المنصور
محمد بن أبي عامر العامري هو الحاجب المنصور، وقد ولد الحاجب في بدايات القرن الرابع الهجري في بلاد الأندلس، وتطوع المنصور في جيوش المسلمين منذ صغره، حتى أصبح قائدا من قادة الشرطة في مدينة قرطبة، وذلك بسبب شجاعته واستمراره في الجهاد ودهائه الكبير، وبعد مدة قليلة أصبح الحاجب مستشارا لأمير بلاد الأندلس، ولم يمر الكثير من الوقت إلى أن أصبح الحاجب هو أمير تلك البلاد.
قاد الحاجب المنصور أكثر من خمسين معركة داخل الجيوش الإسلامية، ولم يتعرض للهزيمة في أي معركة من بين الخمسين، ولم يتمكن أحد من السيطرة على رايته. كما تمكن من تحقيق أكبر انتصاراته في غزوة ليون، حيث اجتمعت جميع القادة الأوروبيين في جيش واحد، وتمكن المنصور من قتلهم جميعا وأخذ أغلب جنودهم كأسرى، كما رفع الأذان داخل تلك المدينة.
طوال فترة مشاركته مع الجيوش الإسلامية، كان الحاجب يجمع كل الغبار المتراكم على ملابسه بعد كل أرض يفتحها، وكان يجمع ذلك الغبار في قارورة وأوصى أهله بدفنها معه داخل القبر لتكون شاهدا له يوم الحساب عند الله عز وجل.
بلاد الغرب كانت أكثر البلدان التي تكن للحاجب الكراهية، نظرا لانتصاره على جميع قادتهم وقتلهم، واستمرار انتصاراته عليهم لنصف قرن. كان الحاجب يتمنى أن يستشهد في تلك المعارك وأن يموت خارج القصر، ولقد تحققت أمنيته حيث استشهد وهو في الستين من عمره أثناء فتحه لبلاد جنوب فرنسا. استمر جهاد الحاجب المنصور لمدة خمسة وعشرين عاما، لم يتعرض للهزيمة مرة واحدة، وتمكن من فتح العديد من البلدان في بلاد الغرب، بالإضافة إلى قدرته على توحيد كلمة الإسلام.
نشأة الحاجب المنصور
قال العديد من المؤرخين الإسلاميين إن جد الحاجب المنصور هو عبد الملك المعاقري، وكان من بين العرب الفاتحين لبلاد الأندلس مع الخليفة طارق بن زياد، واستقر جده في الجزيرة الخضراء وعاش هناك، ووالد الحاجب هو عبد الله بن عامر العامري من أهل العفاف والزهد في الدنيا، وتوفي والده في مدينة طرابلس أثناء عودته من أداء فريضة الحج، وأم الحاكم تدعى بريهة بنت يحيى من قبيلة عربية معروفة تسمى قبيلة بني تمي.
إنجازات الحاجب المنصور
حقق الحاجب المنصور إنجازات عديدة خلال فترة حكمه البالغة 25 عامًا، ومن بين هذه الإنجازات ما يلي:
- حكم الحاجب المنصور بن العامري للأندلس لمدة خمسة وعشرين عامًا دون هزيمة، وقاد جيشًا كاملًا لإنقاذ ثلاث نساء.
- فتح الحاكم طارق بن زياد دولة الأندلس، وتخلص من حكم قوط خلال القرن الأول الهجري، وقامت الدولة الأموية بالأندلس، وتعاقب الخلفاء مرورًا بالحكم المستنصر حتي منصور بن أبي عامر العامري، المعروف بالحاجب المنصور، وحكم الأندلس طوال خمسة وعشرين عام، وكانت سنوات حكمه من أعظم السنوات التي قامت فيها دولة الأندلس.
الحاجب ابن أبي عامر في قصر الخلافة
وفقًا للمؤرخين، كان الحاجب طموحًا للغاية وله همة عالية وذكاء كبير، وكان قائدًا عظيمًا، حيث عمل الحاجب كاتبًا للقاضي محمد بن إسحاق بن سليم لفترة طويلة، وخلال تلك الفترة، رأى القاضي أن الحاجب كان من بين أشخاص الدين والأخلاق والذكاء الأعلى، مما زاد إعجاب الخليفة المستنصر به.
توالت الاحداث وتوفى ابن المستنصر، وبعدها بفترة وجيزة توفي الحاكم نفسه، وتولى ابنه الأخر هشام المؤيد بالله أمور الدولة والخلافة، ولم يكن هشام المؤيد بالله موفق خلال فترة حكمة مما ساعد النصارى في شن الهجمات العنيفة على بلاد الأندلس، ولكن سرعان ما رد الحاجب على تلك الهجمات، وهزم النصارى، ورفع راية الإسلام مرة أخرى.
فتح المغرب الأقصى على يد الحاجب المنصور
قام الحاجب المنصور بإرسال أحد قادته الملقب بالحسن السلمي ليفتح المغرب، وكانت هذه الفتوحات خلال أواخر القرن الرابع الهجري، ونجح الحسن في استعادة المغرب من أيدي الفاطميين
بعد فترة قصيرة من ذلك، تم تعيين والي على بلاد المغرب يدعى الزيزي المغراوي، ولكنه خان الأمانة ولم يؤيد الحاجب المنصور، واستولى على حكم بلاد المغرب. ومع ذلك، تم سريعا إزاحته من السلطة من قبل الحاجب المنصور وضمها لبلاد الأندلس، وشهدت البلاد توسعا لم يسبق له مثيل.
مواقف الحاجب المنصور في الجهاد
كان الحاجب المنصور يتبع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم”، وذُكر ذلك في كتاب للدكتور متخصص في التاريخ الإسلامي يدعى محمد بن عبد الله عنان.
كان الحاجب يتمنى دائمًا أن يتوفى وهو داخل المعركة، وأن لا يموت في قصره، وفي الواقع توفي الحاجب في السابع والعشرين من شهر رمضان في أواخر القرن الرابع الهجري في مدينة سالم أثناء عودته من إحدى غزواته في جنوب بلاد فرنسا، وخلال تلك المعركة أصيب بالعديد من الجروح.
محمد بن أبي عامر العامري، المعروف لدى الكثير من الناس باسم الحاجب المنصور، كان من بين العظماء العرب، وقاد حملات فتح العديد من البلدان في الغرب. توفي الحاجب أثناء محاولته فتح جنوب فرنسا، ولم يتمكن من إتمام هذه المهمة، مما زاد كره الأوروبيين له ورغبتهم في قتله.