العالمحروب

تفاصيل الحرب الأهلية و ثورة الفلاحين السلفادورية

كانت هذه الحرب نزاعا مسلحا بين حكومة السلفادور وائتلاف من خمس جماعات لعصابات الحرب، مما أدى إلى الانقلاب العسكري .

الحرب الأهلية في السلفادور
اندلعت الحرب الأهلية في العام 1980، حيث تحدت جميع الجماعات اليسارية تحت تنظيم واحد فقط، موجهة ضد الحكومة، وكان يعرف باسم جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني .

استمرت هذه الحرب لمدة حوالي اثنتي عشرة عامًا، وامتازت بالعنف الشديد من كلا الجانبين، وشهدت العديد من عمليات الإرهاب التي استهدفت المدنيين وتجنيد الأطفال، وانتهكت العديد من حقوق الإنسان. وللأسف، لا يعرف الجانب الذي ارتكب هذه الجرائم .

كان للولايات المتحدة الأمريكية دور في هذا الصراع، حيث ساهمت في توفير المساعدة العسكرية للحكومة السلفادورية، وذلك خلال فترتي جيمي كارتر ورونالد ريغان .

وصل الصراع إلى نهايته في عام 1990 خلال مفاوضات السلام التي عقدت في المكسيك .

الخلفية التاريخية لثورة الفلاحين
سلفادور هي أصغر بلد في أمريكا اللاتينية، وتميز تاريخها بالمساواة الاجتماعية والاقتصادية، وكانت القهوة هي المصدر الرئيسي للدخل. وفي فترة معينة، تغير نظام الحكم هناك وأصبح الميل لجهة واحدة دون الاهتمام بالشعب الآخر. وبالإضافة إلى انخفاض سعر البن، أدى ذلك إلى حدوث ثورة لدى الفلاحين. وقامت الحكومة بقمع هذه الثورة بشكل وحشي وارتكبت أفعالا مشينة وقتلت الفلاحين، حتى أطلق عليها اسم “مذبحة الفلاحين”، ووصل عدد القتلى فيها إلى أكثر من 30000 فلاح .

بعد ذلك، حدثت العديد من النزاعات المسلحة بين السلفادور وهندوراس، نتيجة هجرة العديد من السكان من هندوراس إلى السلفادور. استمر هذا النزاع المسلح لمدة أربعة أيام، مما تسبب في تأثير سلبي على الاقتصاد السلفادوري بسبب تعطل التجارة في تلك الفترة بين البلدين .

حدثت أزمة كبيرة في النفط، مما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية، بالإضافة إلى عدم تحقيق أي عدالة اجتماعية أو اقتصادية في تلك الفترة .

الانقلاب العسكري
في ذلك الوقت، كانت الأوضاع في البلاد مشحونة بالتوتر إلى حد الحرب الأهلية المسلحة، وكان الخيار التالي هو عزل الرئيس كارلوسمبرتو روميرو. وكان الغريب في تلك الفترة أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تدعم هذا الانقلاب كخطوة جيدة .

– بعدها مارس الجيش ضغطا على المدنيين التابعين للمجلس العسكري ، مما أدى إلى استقالتهم ، فضلا عن استقالة عدد من الوزراء ، و قد كان من أبشع المواقف التي حدثت في تلك المرحلة ، مظاهرة ضخمة ضد الحرس الوطني ، و كانت هذه المظاهرة تتسم بالسلمية ، و لكنها قوبلت بالعنف مما أدى لمقتل عدد كبير جدا .

حاولت الحكومة إجراء بعض الإصلاحات السطحية في قطاع الزراعة، ولكن هذه الإصلاحات تم رفضها واستجاب الفلاحون بثورة شديدة، مما أدى إلى قيام الجيش بعدة عمليات قتل جماعي ضد الفلاحين، وقد قتل العديد والعديد منهم .

– اتسمت ثورات الفلاحين في هذا الوقت بالسلمية البالغة ، و الرغبة في استعادة الحقوق ، في حين أن الجيش و الحكومة قد امعنوا فيهم القتل ، مما جعل هذه الثورة تعرف بكونها واحدة من أكبر الثورات الدموية في التاريخ ، حيث تم قتل ما تعدي إحدى عشر ألفا من الفلاحين و العمال و المدنيين ، بل و الكهنة و النساء و الأطفال أيضا .

وجددت منظمات حقوق الإنسان انتقاداتها اللاذعة لهذا الحادث، معتبرين أنه واحد من أسوأ الأحداث التي عرفتها البشرية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى