منوعات

قصة ” المرآة ” من الأدب الفرنسي

قصة المرآة هي قصة أدبية فرنسية تعبر عن واقع الإنسان الذي يفقد الاتصال بنفسه وينغمس في التفاصيل اليومية لحياته، حتى ينسى أهم شيء لديه. ومن خلال هذه القصة، نتعرف على الشيء المفقود الذي بحث عنه بطل القصة، والذي تم العثور عليه بفضل المرآة.

قصة المرآة:
استيقظ بعد ليلة نوم متقطع ونطق بالدعاء: “اللهم اجعله خير.” ثم بحث في إحدى قدميه عن فردة قبقابه التائهة ووضعها في قدمه. وضع منشفته على كتفه وذهب إلى الحمام ليمارس طقوسه. لكن شخصا يقف عبر نافذة الحجرة لفت انتباهه، نظر إليه مليا وفكر أين رآه قبل ذلك، فأراه يوميا ولكن ملامحه وأحواله تغيرت اليوم.

توجه إلى النافذة ورحب بالآخر برفع يديه عبر الزجاج وابتسم، وكذلك رد الآخر عليه بنفس الابتسامة، مما زاد ثقته في نفسه، فأشار إليه بالبقاء حتى ينتهي ويرجع إليه، ووافق الآخر، ثم ارتدى ثيابه بسرعة، إذ كان يشعر بسعادة عارمة لمقابلة هذا الشخص ويرغب في معرفة السبب وراء تغيره، ثم عاد ليصلح من زيه، لكنه لاحظ شيئا مهما؛ ألا وهو أنه لم يكن ينظر عبر نافذة غرفته، بل كان ينظر في المرآة.

النقد:
قصة المرآة من القصص القصيرة التي تريد أن تصل بالقارئ إلى مرحلة من التخيل الكامل والذي يجعل العقل يتطرق إلى تفاصيل أخرى غير مذكورة بالقصة إلا أن الحالة الكاملة تجعلك تمر عبر السطور لتتخيل البطل في أواخر الأربعينيات له شعرات بيضاء مبعثرة على الجانبين تزيده وسامة أنيق يهتم بهندامه، دؤوب على العمل والاستيقاظ في لحظات مبكرة من الصباح لا يكترث بالتفاصيل فالوقت لا يسع لها حتى أنه لم يهتم إن كان ينظر من خلال النافذة أو من خلال المرآة، سعيد بحياته العملية ذات الرتم السريع، وقد عبر عن حالة الرضا عن نفسه بالابتسامة لنفسه في المرآة وشعوره بأن روحه هي الآخر الذي يبتسم له، وهو ما يعني أن روحه الداخلية تعيش في سلام مع عقله، وليست رافضة لقراراته التي يوجهها إليها، وفي الحظة الأخيرة تخرج بك القصة من هذه الحالة الخيالية الجميلة لتفاجأ بالواقع فالبطل ينظر لذاته عبر إطار المرآة وليس زجاج النافذة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى