غزو الاتحاد السوفيتي لبولندا
تعرف الحملة السوفيتية لغزو بولندا باسم حملة سبتمبر، وهي الهجوم المزدوج الذي شنته القوات الألمانية والسوفيتية على الحكومة البولندية .
غزو بولندا
– وقع الغزو البولندي في عام 1939 ، حيث بدأ الهجوم الالماني في الأول من سبتمبر من عام 1939 ، و تبعه الهجوم السوفيتي الذي كان في السابع عشر من سبتمبر من نفس العام ، و كان نتيجة هذا الغزو تقسيم الأراضي البولندية بين كل من الحكومة الالمانية و السوفيتية تبعا للإتفاق المبرم بينهما .
يعتبر هذا الغزو هو بداية الحرب العالمية الثانية، حيث أنه تبعه إعلان المملكة المتحدة الحرب على دولة المانيا، بعدها تم التوصل إلى اتفاق بين كل من المانيا وروسيا على تقسيم الحدود الجديدة، على أن يكون الثلث للروس والثلثين الآخرين من نصيب الألمان، وقد بلغت خسائر الجيش البولندي في هذه الحرب حوالي 66 ألف قتيل، هذا فضلا عن أسر ما يتعدى 694 ألف أسير .
الخلفية التاريخية للغزو
بعدأن تم سجن هتلر بعد فشله في الانقلاب على الحكومة في عام 1923، عمل على تأليف كتابه المشهور باسم `كفاحي`، حيث طالب الشعب الألماني بضرورة التوسع، على أن يتم التوسع هذا على حساب الاتحاد السوفيتي .
بعدما سيطر هتلر على النمسا في عام 1938، وتم توقيع معاهدة ميونخ في ذلك الوقت، كانت بولندا مقسمة فعليا بين الإمبراطورية الروسية والإمبراطورية الألمانية، ولكنها استعادت استقلالها بعد الحرب العالمية الأولى، وما زالت هناك مفاوضات حول استرداد أراضي بولندا المفقودة .
تقسيم قوى الحرب
– حينما بدأ الجيش الالماني في الهجوم على بولندا ، كان متألف من 63 فرقة عسكرية ، هذا فضلا عن 6 فرق بانز ، و قد تم تقسيم هذه الجيوش على جزئين جزء شمالي و آخر جنوبي ، هذا فضلا عن أن القوات الالمانية قد امتلكت في ذلك الوقت حوالي 2400 دبابة من أحدث طراز ، أما عن الهجوم البريطاني الذي تبعه فقد تألف من 4161 طائرة ، و كان منهم حوالي 897 طائرة قاذفة ، هذا في حين يمتلك البولنديين حوالي 900 طائرة منهم فقط 150 طائرة قاذفة ، هذا فضلا عن أسطول متواضع تألف فقط من بعض المدمرات و الغواصات .
أما بالنسبة للخطط العسكرية، فكانت معقدة للغاية، حيث كانوا يسمونها `الكماشة` التي ستحاول الإمساك بالبولنديين. في ذلك الوقت، كان رأي حلفاء بولندا هو تقليص قوات الدفاع البولندية في منطقة محددة عن الحدود ببعض الكيلومترات، بينما رفض البولنديون ذلك، واعتقدوا أن ذلك سيؤدي إلى التخلي عن مناطق صناعية وزراعية وعدم قدرتهم على مواجهة الألمان لفترة طويلة بعد التخلي عن هذه المناطق .
بداية الغزو
في فجر الأول من سبتمبر، بدأ الهجوم الغازي الألماني، وزعم في ذلك الوقت أنه رد فعل على الهجوم البولندي. نتج عن أول ضربة من الجيش الألماني تدمير القوات الجوية البولندية بالكامل. وعلى الرغم من هذا التفوق الألماني، لم يستسلم البولنديون وكافحوا بشراسة من أجل وطنهم. يذكر أن أحد الطيارين المتميزين من صفوف البولنديين تمكن بمفرده من إسقاط أكثر من 18 طائرة ألمانية .
بعد أن علمت بريطانيا بالهجوم الألماني، أرسلت تحذيرا لهم لوقف الهجوم وسحب القوات، لكن هتلر لم يهتم بتلك التحذيرات .
– أما عن الجانب السوفيتي فقد كان يرتبط مع بولندا باتفاقية كان مفادها منع أي إعتداء من الجانب السوفيتي على بولندا ، و كانت هذه الإتفاقية تنتهي في عام 1945 ، و لكن عندما حدث الهجوم الالماني على بولندا ادعى الاتحاد السوفيتي أن هذه الإتفاقية قد فقدت صلاحيتها لأن بولندا سقطت كدولة .
ثم سيطرت كل من ألمانيا والاتحاد السوفيتي على بولندا، وتم تقسيم أراضيها بينهما وفقا للاتفاقية. وبعد ذلك، استطاع البولنديون استعادة الجزء الذي سيطرت عليه ألمانيا، ولكن الجزء الذي سيطرت عليه الاتحاد السوفيتي لم يتمكن البولنديون من استعادته إلا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي .