قصة نعل الملك
قصة نعل الملك تحمل عظة وحكمة تقول إنه عندما يريد الإنسان تغيير الحال من حوله، فعليه أن يبدأ بنفسه أولا، وليس بالآخرين. وهذه الطريقة هي الأسهل والأفضل لتحقيق الهدف والنجاح، وذلك عن طريق أن يصبح الإنسان نموذجا يحتذى به لمن حوله. فتغيير الآخرين يكون صعبا، ولكن تغيير النفس يمكن أن يؤثر على الجميع، وبالتالي يمكن تحقيق تغيير جماعي بسهولة.
رحلة الملك الشاقة:
كان هناك في إحدى الممالك البعيدة ملك شاب ووسيم يحكم مملكة واسعة شعبها طيب ومضياف، وفي أحد الأيام أراد ذلك الملك أن يقوم برحلة داخل المملكة سيرًا على الأقدام بدون موكب ملكي وبدون حراسة شأنه شأن كل الرعية وبالفعل سار الملك مترجلًا على قدمية ولم يكن حينها صنعت النعال للأحذية فقد كان الحذاء عبارة عن ساتر للقدم فقط وبدون نعل واقي يحمي الرجل من عثرات الطريق، وعندما قام الملك بالترجل على قدمية لتفقد حال رعيته سره ما رأى من حال شعبه وتعاملهم بالأمانة والأخلاق العالية وتحقيقهم للعدل فيما ينهم وطاعتهم لأوامره وتنفيذهم القوانين إلا أنه في نهاية رحلته صار متعب ومنهك فقد تورمت قدماه نتيجة للترجل عليها فعانى ما عانى من عثرات الطريق الغير ممهد.
الحل هو نعل للملك:
وبعد أن عاد الملك إلى قصره قرر أن يكون أول قرار له بعد هذه المعانة والرحلة الشاقة هو تغطية جميع شوارع وطرقات المملكة بالجلد حتى لا يتأذى مرة أخرى عندما يحاول تكرار هذه الرحلة التي أعجبته لولا انه لاقى ما لاقى فيها من مشقة السير وهنا استوقفه وزيره قائلًا له: لدى اقتراح بسيط يا مولاي، فقال له: الملك تفضل ، قال بدلًا من أن نقوم بتغطية جميع الشوارع والطرقات بالجلد وهو الأمر المكلف جدًا والصعب تحقيقه فإنه يمكن أن نضع رقعة من الجلد أسفل حذائك والتي تقيق من مشقة السير وعثرات الطريق وهو ما يمكن تحقيقه كأبسط الحلول، سر الملك من نصيحة وزيره له حيث وجده حل مناسب يحق الغرض بطريقة أسرع وعلى الفور استدعى الملك الخياطون وأمرهم بصناعة الأحذية ووضع رقاع من الجلد نعلًا للحذاء، وأن يتم توزيع الأحذية على رعيته.
الحكمة والهدف من القصة:
تدور هذه القصة حول معنى القوة الفعالة التي تأتي من بداية العمل بنفسك أولاً قبل دعوة الآخرين لتنفيذ فكرة أو مهمة محددة. يجب أن يبدأ الصواب من داخلك وأن تكون الخطوة الأولى بك لتحقيق النجاح وتصبح قدوة للآخرين حولك.
تعلمنا من خلال سيرة الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه ما هو المنهج الذي يجب اتباعه في الحياة، فقد كان صلى الله عليه وسلم قدوة في صفاته وأفعاله للمسلمين جميعا، فلم يأمرهم بشيء إلا وفعله ولم ينههم عن شيء، وبالتالي أصبح معلما للبشرية بأجمعها، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وأصبح من الشخصيات العظيمة التي ذكرها الغرب في قائمتهم لأعظم المئة شخصية في التاريخ.