اسلاميات

وصايا الرسول في معاملة الزوجة

وصايا الرسول للزوج في معاملة زوجته

تعتبر العلاقة الزوجية من أكثر العلاقات الاجتماعية والإنسانية تعقيدا وسرية. تتأثر العديد من العلاقات الأخرى، مثل الأبوة والأمومة والنسب، بقوة تلك العلاقة. لذلك، فإن تأثير تلك العلاقة على حياة المجتمع الإسلامي كان كبيرا في الشريعة الإسلامية، سواء في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة أو الأحاديث والوصايا التي أصدرها الرسول، سواء كان ذلك في معاملة الزوج للزوجة أو العكس. وفيما يلي، سنوضح بعض وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم للزوج في معاملة زوجته

حث الإسلام على إحسان المعاملة مع النساء وأوصى بهذا الأمر بكلمة خيرا، وأكد على ضرورة عدم متابعة عثراتهن، لأن توقع العثرة والخطأ منهن أمر طبيعي، ويجب على الزوج الصبر دائما وعدم التسرع في الطلاق، ولذلك قال الله سبحانه وتعالى “وعاشروهن بالمعروف” في سورة النساء الآية 19، كما قال “ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف” في سورة البقرة الآية 228، وهذا يشمل النساء والرجال على حد سواء

– لذا فإنه يجب على الزوج أن يتقي ربه في زوجته خاصة، وفي النساء عامة، وأن يستوصي خيرًا بالمرأة كانت زوجة أو أم أو أخت، أو أبنة، كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ظلم النساء، والعدوان على الزوجات، وفي الحديث إني أُحَرِّج حقَّ الضَّعيفين المرأة، واليتيم.

أوصى النبي صلى الله عليه وسلم الرجال بالرفق والصبر مع النساء، ووصى النساء بالخير، وأن يكون تعديل ما لا يرضي الرجل بالحسنى، والتفاهم، والتعاون في الخير، دون استخدام الضرب والقوة والشدة

يؤكد قول الرسول صلى الله عليه وسلم `استوصوا بالنساء خيرا` على أهمية التعامل الحسن مع النساء. وفي هذه الوصية التي ألقاها النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع بين المسلمين، وأمام حشد كبير في يوم عرفة، كان يوصي الأزواج بحسن المعاملة مع نسائهم

قال النبي صلى الله عليه وسلم إن المرأة خلقت من ضلع، وفي رواية أخرى قال إن المرأة خلقت من ضلع معوج، فإذا حاولت استقامتها تكسرت، وإذا تركتها لم تزل معوجة، واستقامتها يعني طاعتها واتباعها للأوامر، وكسرها يعني طلاقها. وفي رواية أخرى لا يؤلم المؤمن المؤمنة، إذا سخط عليها خلقا رضي عنها خلقا آخر، والمقصود هنا هو الأخلاق الحسنة والأعمال الصالحة التي ينبغي أن يتحلى بها المؤمن والمؤمنة، ويحب أن يتحمل منها بعض النقائص الطبيعية بوصفها أنثى، وخاصة ما يحدث عند الغضب أو في حالة سوء المعاملة.

– كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث بضرورة عدم ضرب المرأة، وأن الرجل يجب عليه أن لا يضرب المرأة، بل يتعامل معها بلطف وحسن معاملة، ورفق، ويذكر أنه منع الرجال من ضرب النساء، ومع ذلك جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه وشكا أن النساء بسبب هذا المنع استبدلن على الرجال، وأكد النبي أن النساء يشتكين من ضرب الرجال عند بيته، ولم يضرب النبي صلى الله عليه وسلم زوجة من زوجاته يوما ما.

– أن لا يكتفي في العلاقة الزوجية بالمتعة فقط، بل عليه أن يبتغي الآخرة، والقرب من الله، أن يعف نفسه، ويعفها، ويصبر عليها، ويتودد لها، سد حاجتها المادية والنفسية، والبيولوجية، وعدم إهدار حقوقها، او الامتناع عنها، أو التسويف عن تقديمها لها، مراعاة مشاعرها، وعدم رميها بقبيح الكلام، وتكرار اللوم، وكثرة الشكوى منها.

أحاديث عن احترام الزوج لزوجته

هناك العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم والتي تحث على الخير، وخاصة فيما يتعلق بالزوجة واحترامها، ومعاملتها بالإحسان، والامتناع عن إيذائها سواء بالأمر المباشر أو بتوضيح ما فيه خير، وغيرها من الطرق لإيصال الإحسان إلى النفوس. ومن بين تلك الأحاديث النبوية الشريفة هذه

  • قال صلى الله عليه وسلم: أكمل المؤمنون إيمانًا أحسنهم خُلُقًا، وخياركم خياركم في نسائهم. هذا حديثٌ صحيحٌ رواه الترمذي.
  • قال صلى الله عليه وسلم: أفضلكم هو الذي يحسن لأهله، وأنا أفضلكم لأهلي. حديث الترمذي.
  • وفي حديثٍ رَوَاهُ معقل بن يسار قال:سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من عبد استرعاه الله رعيةً ولم يُنْصِحْ بها إلا لم يجد رائحة الجنة))
  • وذكر الترمذي عن أبي هريرة، وعائشة أيضًا، قالت: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خُلُقًا، وخياركم خياركم لنسائهم خُلُقًا`، وأضاف: `حديث حسن صحيح`.
  • عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان الرسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وكان يرافقه غلامٌ له يدعى أنجشة وكان يحمل أواني الماء، فقال له الرسول الله صلى الله عليه وسلم: `يا أنجشة، احذر أواني الماء ولا تُكسِرها`.
  • عن أبي هريرةَ  قَالَ: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `احرصوا على حسن المعاملة والمواصلة مع النساء، فإن المرأة خُلِقَتْ من ضلع، وأعوج ما في الضلع أعلاه، فإذا حاولت تقويمه كسرته، وإذا تركته لم يزل أعوجاً، لذا احرصوا على حسن المعاملة والمواصلة مع النساء`. وهذا حديث متفق عليه.
  • وعن أَبي هريرةَ  قَالَ: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا يؤذي المؤمن مؤمنة؛ إذا كان يكره منها خلقًا يرضى بآخر، أو قال: غيره. رواه مسلم.
  • عن عبداللَّه بن زَمْعَةَ : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب، وتذكر الناقة والذي عقرها، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: عندما انبعثت أشقاها [الشمس:12] انبعث لها رجل قوي، شجاع، ومحترف في قومه، ثم تحدث عن النساء ووعظهم، فقال: يفعل أحدكم أن يضرب زوجته مثل ضرب العبد، حتى يأتيه آخر يوم من حياته.

وصايا الرسول عن النساء

  • كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الأكثر حرصاً على معاملة المرأة بحسن، سواء كانت زوجة أو أماً أو ابنةً، وأعطى نفسه كنموذجٍ يحتذى به عند التعامل مع النساء. فقد أكرم ذكرى السيدة خديجة رضي الله عنها حتى بعد وفاتها، ورعى صاحباتها، بالإضافة إلى تعاطفه وليونته في التعامل مع زوجاته الأخريات، وتشهد لهم بذلك.
  • وبالمثل، أظهر النبي صلى الله عليه وسلم مثالا في التعامل مع ابنته، حيث كان يعاملها بالحب والرفق والود والطيبة، وكان يهتم برفقهم وإسعادهم، ويظهر حبه لهم في الكثير من المواقف التي وردت في سيرته، مثل تعامله مع السيدة فاطمة الزهراء وغيرها من بناته، صلى الله عليه وسلم
  • من وصايا النبي للنساء، رعايتهم والاهتمام بشؤونهم. فقد أوصى برعاية الأم وأكد على أهمية رضاها وفضلها، وأشار إلى ضرورة الاعتناء بالنساء بشكل شامل عندما قال `استوصوا بالنساء خيرا`. وطلب الرفق بالقوارير كرمز لرقة النساء ومثلهن بالقوارير. وقال صلى الله عليه وسلم في مراعاة الابنتين: `من عال جاريتين حتى تبلغا يوم القيامة، سيكون أنا وهو وسيضم أصابعه`.

حديث شريف عن إكرام الزوجة

من بين الأحاديث التي تتحدث عن إكرام الزوجة، هناك حديث يشير إلى حقوق الزوجة ويدعو إلى إحسانها في ملابسها وطعامها. ويوضح هذا الحديث حقوق المرأة وكيفية إكرامها بشكل عام، وبشكل خاص في مجالات الكسوة والطعام.

ومن تكريمها أيضا، شرب الماء من مكانها، وتغذية من يدها، والتحدث بلطف إليها، وعدم إهانة شخصيتها، وعدم تركها في حالة تعليق.

ومن الأيات أيضاً، [ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21]، وقد جعل الله من سور القرآن بصفات، أو علامات النساء سور متعددة منها سورة النساء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى