ادب

قصة الراعي مع اليهودي الخبيث

تدور قصة الراعي مع اليهودي الخبيث حول يهودي خبيث ادعى أنه مسلم وتوجه في طريقه ليشكك المسلمين في دينهم عن طريق إثارة بعض الشبهات التي لا يعرفها الناس العاديون، وذلك من أجل إغراء قلوبهم وعقولهم ونشر سمومه الخبيثة بداخلها. وكان أول شخص يواجهه من المسلمين هو الراعي الذي كان يرعى الأغنام، ونجح في تعليمه درسا جعله يعيد النظر في ما يريد تحقيقه.

اليهودي الخبيث يبحث عن ضحية:
كان أحد اليهود يسير في الطريق متجها نحو إحدى القرى البعيدة، يرغب في مواجهة علماء المسلمين هناك، ليطرح عليهم بعض الشبهات حول كتاب الله. ولا يرمي وراء ذلك سوى زعزعة دينهم وإثارة الريبة والشك في نفوسهم وفي نفوس المسلمين الذين تعايشوا معهم. وفي طريقه، لاحظ من بعيد راعي أغنام، فقرر في نفسه أن يبدأ مع هذا الراعي الجاهل، عسى وأن يكون أول المنجوزين والمتفوقين عليهم. وكان لا يزال بعيدا عن الراعي حتى رحب به تحية الإسلام، واختفى حقيقة كونه يهودي.

 عندما رحب الراعي المسلم باليهودي، جلس الأخير مع الراعي وبدأ في نشر السموم وقال له: هل لاحظت، يا راعي، أننا كمسلمين نواجه صعوبة كبيرة في حفظ القرآن الكريم الذي يتكون من ثلاثين جزءا ويحتوي على العديد من الآيات المتشابهة؟ نظر اليهودي إلى الراعي ووجده يستمع بانتباه، فقال في نفسه: ربما سأتمكن من الحصول على ما أريد منه.

أكمل اليهودي كلامه وما زال الرعي منصتًا ومنتبهًا لكلماته، فقال: أرى أنه إذا تم حذف هذه الآيات المتشابهة، فإننا سنجعل حفظ القرآن أسهل وأيسر. وبينما كان اليهودي ينتظر رد الراعي عليه، قد فطن الراعي إلى ما كان يرمي إليه اليهودي وعلم أن وراء كلماته شرًا عظيمًا يختبئ في عقل هذا الكافر الذي يستحيل أن يكون من المسلمين.

رد الراعي الحكيم:
قال الراعي لليهودي: كنت صادقا في كلامك، مما جعل عين اليهودي تلمع، إذ شعر بأنه وصل لهدفه مع الراعي وأوقعه في فخ الشك بشأن دينه. ثم أكمل الراعي قائلا: ولكنك لفت انتباهي إلى شيء عظيم. فقال اليهودي: وما هو؟ قال الراعي: لقد رأيت أن في جسدك أشياء كثيرة متشابهة ومتكررة لا فائدة منها. فعلى سبيل المثال، لديك عينان وزرعتين ورجلين وأذنين. وأرى أنه إذا قمنا بقطع هذه الزيادات المتشابهة في جسمك، سينقص وزنك وستستفيد أكثر مما تأكل، بدلا من أن تذهب فائدة الطعام لأشياء متشابهة وغير ضرورية.

في هذا الموقف، أدرك اليهودي أنه كان مخطئًا في تقديره للراعي البسيط، حيث ظن أنه جاهل وسيشككه في دينه، ولكن بعد أن واجهه الراعي بحزم وأنصرف عائدًا في طريقه، وجد اليهودي نفسه يجر خيبة أمله وحسرته ويتساءل: إذا كان هذا هو رد فعل راعي الأغنام، فكيف سيكون رد فعل علمائهم؟

دروس وعبر مستوحاة من القصة:
تعرضت هذه القصة لآفة من آفات هذا الزمن وهذا العصر الذي نعيشه وهو التشكيك في ثوابت الدين بيد من يدعون الثقافة والعلم والإسلام فتجد الدعاوي للهجوم على الحجاب، ودعاوي أخرى للهجوم على آيات بعينها من كتاب الله، وبعض السنن والأحاديث التي وردت عن رسول الله صل الله عليه وسلم، وهو ما أخبرنا عنه رسول الله صل الله عليه وسلم في الحديث الشريف، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «سيأتي على الناس سنوات خدعات، يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة» قيل وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال: «الرجل التافه يتكلم في أمر العامة»، فاحذر أخي المسلم وأختي المسلمة من روبيضة هذا العصر من مدعي العلم والدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى