الحرب الأهلية الفنلندية هي واحدة من أهم أشكال الفوضى التي نشأت بعد الحرب العالمية الأولى، وقد دارت في فنلندا في الخامس عشر من شهر مايو عام 1918 في عام 2059 .
الحرب الأهلية الفنلندية
جرت هذه الحرب بين قوات الديمقراطيين والاشتراكيين، حيث كان الأخيرون يتبعون وفد الشعب الفنلندي المعروف باسم الحمر، وكانوا يحاربون قوات المحافظين الذين كانوا يدعمون الاشتراكيين وكانوا يمثلون الأغلبية في مجلس الشيوخ، وكانوا يعرفون باسم البيض .
أما بالنسبة للقوة التي دعمت هاتين الجبهتين، فكان الاتحاد السوفيتي يدعم الحمر، بينما كانت الإمبراطورية الألمانية تدعم البيض .
– في العام 1917، كانت فنلندا تخضع لحكم الإمبراطورية الروسية، وكان ذلك السبب في حدوث الثورات المتعددة، خاصة بعد هزيمة روسيا في الحرب العالمية الأولى وحدوث الفوضى في روسيا، مما أدى إلى تفكك المجتمع الفنلندي. وبالإضافة إلى ذلك، كان هناك العديد من الانقسامات الداخلية في المجتمع الفنلندي، سواء في الجانب الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي، وكل هذه التفاصيل كانت السبب في حدوث الحرب الأهلية في وقت لاحق .
تفاصيل عن بداية الحرب
– على الرغم من التقييد من جانب الفنلنديين لسيادة الدولة الروسية ، إلا أن هذا الفراغ في السلطة بعد أن حدث انهيار في الدولة الروسية ، كان سببا في زيادة التنافس على سيادة الدولة بين كلا من الديمقراطيون و الاشتراكيون ، و لم يكن أيا من الأطراف المتنازعة لديه نية لتقديم أي تنازلات سياسية ، فكلا منهم كان يسعى للتفوق على نظيره ، مما أدى إلى إحداث فتنة داخلية .
في الوقت الذي كانت فيه فنلندا تعاني من عدم وجود شرطة أو جيش قادر على الحفاظ على النظام، بدأ كل فريق من الفرق المتنازعة في بناء مجموعات أمنية عسكرية خاصة به، وأصبحت هذه المجموعات العسكرية معروفة باسم الحرس الأحمر والحرس الأبيض .
اندلعت المعارك في فنلندا في يناير 1918، وأدت إلى زيادة التصعيد السياسي والعسكري بسبب الأعمال التي قام بها الفريقان .
في نهاية شهر فبراير، شن الحمر هجومًا على البيض، ولكن هذا الهجوم فشل، ورد البيض عليهم في منتصف شهر مارس من نفس العام، وفي ذلك الوقت كانت بعض القوات الروسية متمركزة داخل فنلندا التي كانت تحت تأثير الحمر .
في ذلك الوقت، شن الجيش الألماني هجومًا قويًا على البيض في جنوب فنلندا، ودارت العديد من المعارك المريرة في مدن تامبيري وفيبوري وهلسنكي، وفاز البيض في تلك المعارك، والتي أعطتهم الأفضلية في الاشتباكات .
في ذلك الوقت، تمكنت فنلندا من الخروج من تحت الحكم الروسي، وحاول مجلس الشيوخ الفنلندي إنشاء دولة فنلندية مع ملك ألماني، لكن بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، أصبحت فكرة استقلال فنلندا حقيقة واقعة .
نتيجة الحرب الأهلية
تُعد الحرب الأهلية في فنلندا من بين أهم الأحداث التي أثارت جدلًا واسعًا في تاريخ فنلندا، ولا يزال هناك خلاف حتى الآن بشأن طبيعة تصنيفها كحرب أهلية .
– ومع ذلك، من الحقائق المهمة في هذه الحرب، أنها تسببت في مقتل حوالي 37 ألف فرد خلال هذه الصراعات، ويجدر بالذكر أن معظم هؤلاء القتلى كانوا بعيدين عن ساحات القتال، ولكن ذلك كان نتيجة لحملات الإرهاب السياسي، بالإضافة إلى وفاة العديد في معسكرات الاعتقال، بالإضافة إلى أن هذه الاضطرابات السياسية أدت إلى نقص حاد في الغذاء، فضلا عن تدمير الاقتصاد الفنلندي، وعانت فنلندا من التجزؤ لفترات طويلة حتى تم توحيدها بعد ذلك بسنوات عدة