احاديث نبويةاسلاميات

حديث الأعرابي الذي سأل رسول الله في راحلة

يتضمن هذا الحديث الذي ذكره الأعرابي في رحلة ورد في كتاب مكارم الأخلاق للخرائطي، الجزء الخامس من هذا العمل العظيم، بابًا حول الكرم والسخاء والبذل، وهو حديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم، أي قام أحد الصحابة بنقله عن النبي صلى الله عليه وسلم.

نص الحديث:
عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صل الله عليه وسلم إذا سئل عن شيء فأراد أن يفعله، قال: نعم، وإذا أراد أن لا يفعله سكت، وكان لا يقول لشيءٍ لا، فأتاه أعرابي فسأله فسكت، ثم سأله فسكت، ثم سأله فقال النبي صل الله عليه وسلم: «سل» كهيئة المنتهر له: «سل ما شئت يا أعرابي» فغبطناه، فقلنا الآن يسأل الجنة، قال: أسألك راحلة، قال النبي صل الله عليه وسلم: «لك ذاك»، ثم قال: «سل» قال: ورحلها، قال: «لك ذاك»، ثم قال: «سل» قال: أسألك زادًا، قال: «ذاك لك» فعجبنا من ذلك، فقال النبي صل الله عليه وسلم: «أعطوا الأعرابي ما سأل» قال: فأعطي، ثم قال النبي صل الله عليه وسلم: «كم بين مسألة الأعرابي وعجوز بني إسرائيل!!، ثم قال: إن موسى صل الله عليه وسلم لما أُمر أن يقطع البحر فانتهى إليه ضرب وجوه  الدواب فرجعت، فقال موسى: مالي يا رب؟ قال: إنك عند قبر يوسف، فاحمل عظامه معك، قال: وقد استوى القبر بالأرض، فجعل موسى لا يدري أين هو، فسأل موسى: هل يدري أحد منكم أين هو؟ فقالوا: إن كان أحد يعلم أين هو فعجوز بني فلان، لعلها تعلم أين هو، فأرسل إليها موسى، فانتهى إليها الرسول، قال: ما لكم؟ قالوا: انطلقي إلى موسى فدلينا عليه، قالت: لا والله حتى تعطيني ما أسألك، قال لها: لك ذاك، قالت: فإني أسألك أن أكون معك في الدرجة التي تكون فيها الجنة، قال: سلي الجنة، قالت: لا والله لا أرضى إلا أن أكون معك، فجعل موسى يردها، قال: فأوحى الله إليه : أن أعطها ذلك، فإنه لا ينقصك شيئًا، فأعطاها، ودلته على القبر، فأخرجوا العظام وجازوا البحر» .

شرح الحديث: يروي علي بن أبي طالب تجربة شهدها وشارك فيها مع رسول الله، حيث جاء إليه رجل بدوي يطلب إجابة لسؤاله. وكان عادة رسول الله ألا يجيب السائل إلا إذا أراد الإجابة، وإلا فإنه يصمت. وعندما أصر البدوي على الإجابة، رد عليه رسول الله بطريقة تعتبرها علي نهرا له، وقال له: “اسأل ما تشاء يا بدوي”. واعتقد الصحابة أن البدوي سيطلب الجنة، وهو فرصة لا تعوض، ولكنهم استغربوا عندما طلب البدوي جملا للرحلة. فوعده بها رسول الله وزاده بأن يقول له: “اسأل مرة أخرى”. فطلب البدوي جملا للرحلة.

 فزاده الرسول مرة أخرى، وهو من كرمه وسخائه، فطلب الأعرابي زاد، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه: أعطوا الأعرابي ما سأل. وهنا أراد رسول الله أن يروي لأصحابه قصة عجوز من بني إسرائيل، والتي شبهه رسول الله بها في الإلحاح في الطلب، فقال لهم

عندما أمر الله موسى عليه السلام بأن يفرق البحر بعصاه كجزء من معجزاته، وأثناء توجهه إلى البحر، واجهته الدواب التي تعود عن طريقها ولا تريد أن تكمله. فسأل موسى ربه عن الأمر، فأخبره الله أن في هذا المكان يوجد قبر يوسف عليه السلام وأمره بالحفر حتى يجد عظامه ويأخذها معه. وعندما بحث موسى عن العظام ولم يجدها، سأل أصحابه، فدلوه على عجوز من بني إسرائيل لديها علم عن مكان القبر. وعندما أرسلوا لطلب العظام، اتفقت العجوز مع موسى على أنها لن تخبره عن مكان القبر حتى يعدها موسى بأن يحصل على نفس الدرجة التي يكون فيها في الجنة. وعندما رجعت العجوز، طلبت من موسى أن يسأل الله عن درجتها في الجنة فقط، ورفضت الاستجابة لأي طلب آخر. فأخبرها الله أنه سيتحقق لها طلبها وأنها لن تفقد شيئا من درجتها في الجنة حتى وإن كانت في نفس درجة موسى. وعندما وفاء موسى بوعده للعجوز، دلته على مكان العظام وأخذها معه وعبر البحر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى