ادباقوال و عبارات

مقولة ” بلغ السيل الزبى “

بلغ السيل الزبى” هو قول من التراث الشعبي القديم، وقد نطق بها أحد الصيادين العرب، واستخدمها الناس في شعرهم وأصبحت مألوفة للتعبير عن تجاوز الحدود وصعوبة التحمل، والزبى هي جمع زبية وهي الرابية التي لا يعلوها الماء، وتحمل معان أخرى في المعجم، ولكن المعنى الأقرب هو الحفرة التي يتم حفرها لصيد الأسود وغيرها من الحيوانات، ويتم تغطية رأسها بما يسترها ليقع فيها.

قصة بلغ السيل الزبى:
كان أحد الصيادين المشهورين بالحنكة والمهارة في اصطياد الأسود وكان يقوم بحفر الزبى كما يطلق عليها العرب في أعلى الوادي حتى يستطيع أن يصطاد بها الأسود وتبقى خالية من الماء في حال هطول الأمطار. في يوم من الأيام، قام هذا الصياد بصناعة العديد من الزبى في أماكن متفرقة من الوادي لكي يتمكن من اصطياد الأسود بمزيد من الحيل.

ولكن دائمًا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فعلى العكس هطلت السيول وأغرقت الوادي حتى ملئت جميع الزبى بالأمطار فصار هذا الصياد يتأسف على حاله وعلى فشل جميع مساعيه في الصيد ويقول “بلغ السيل الزبى” ومنذ ذلك اليوم صارت هذه المقولة تتداول بين العرب كتعبير أن الأمر اشتد حتى جاوز الحد أقصاه،

الحكمة المستفادة من المقولة:
يجب أن تخطط بشكل واع وجيد لجميع جوانب حياتك. يجب أن تأخذ في الاعتبار المخاطر والصعوبات التي قد تواجهك لكي تتمكن من تجنبها بسهولة وتجنب الإحباط والفشل. على سبيل المثال، كما فعل الصياد الذي يبحث عن فريسته، يجب أن تحفر الحفر في أماكن متفرقة ولا تجمعها في مكان واحد دون أخذ السيل في الاعتبار، حيث أدت هذه الخطوة إلى ملء جميع الحفر بالماء، وإذا كانت الحفر منتشرة ومنتشرة، فلن يتم ملء جميعها بالماء.

معنى الزبى  في اللغة العربية:
جاء “الزبى” في معاجم اللغة العربية و هي جمع زبية بمعنى الرابية التي لا يعلوها الماء، وقيل: هي الحفرة التي تحفر للأسد ولا تحفر إلا في مكان عالٍ من الأرض لئلا يبلغها السيل فتنطم، وقال الفراء: سميت زبية الأسد زُبية لارتفاعها عن المسيل، وقال ابن الأر هي ما يندب به الميت ويناح، وقال الطرماح: يا طئ السهل والأجبال موعدكم، كمبتغى الصيد أعلى زبية الأسد، وقال: الزبية هي حفيرة تحفر للأسد والصيد ويغطى رأسها بما يسترها ليقع فيها.

وفي الحديث يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن حفر القبور، وقد يسمى الحفرة التي تنقر في القبر بالزبية، وفي حديث عن علي رضي الله عنه، يذكر أن الناس ازدحموا في زبية فسقط رجل فيها فتعلق بآخر، وتعلق الثاني بالثالث والثالث بالرابع، فأصيبوا بجروح خطيرة من قبل الأسد، وماتوا، فقد جاء في الحديث أن الدية عند الله على من حفر الزبية، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فأذن بتطبيق القانون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى