الإعجاز العلمي في سورة الرعد
تعد سورة الرعد واحدة من السور القرآنية الهامة التي تحتوي على العديد من الآيات والصور الإعجازية العلمية، ومن بين أهم هذه الصور الإعجازية التي وردت فيها تلك المتعلقة بالفلك والجيولوجيا وغيرها .
الإعجاز في سورة الرعد
دوران الشمس و الأرض و القمر
الأجسام الكونية جميعها تتحرك بصورة مستمرة طوال اليوم ، و منها الأرض و الشمس و القمر و كافة الكواكب ، و هذا ما تمكن العلم من إثباته بعد نزول القرآن الكريم بأعوام طويلة ، على الرغم من أنه مثبت فعليا في القرآن الكريم في قوله تعالى ( الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأمْرَ يُفَصِّلُ الآيات لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ ) ، و هذه الأية التي تحدث فيها الله جل و على بصيغة المضارع تعني أن الأجسام الكونية تجري بصفة مستمرة .
الأرض كروية
حاولت العديد من الدراسات الجيولوجية التحقق من طبيعة الأرض ، و التي أثبتت فيما بعد أن الأرض كروية الشكل ، ذلك الذي تحدث عنه القرآن الكريم في سورة الرعد ، حينما قال تعالى ( وهو الذي مد الأرض ) و تعني بسط الأرض ، و إذا حاولنا تفسير فكرة انبساط الأرض هذه ، فسوف نصل إلى حقيقة أن الأرض كروية ، حيث أن الأرض إذا كانت بأي شكل هندسي آخر فسوف يكون لها نهايات ، في حين أن الحقيقة غير ذلك ، و هناك إشارة جيولوجية لهذه الكلمة أيضا تتمثل في الزيادة التي تطرأ على الأماكن اليابسة في كوكب الأرض ، و التي تتمثل في تكون الجبال الرسوبية مثلا .
نقصان الأرض
تحدث الله جل و على عن نقصان الأرض في الآية الكريمة ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ) ، تلك الآية التي حملت العديد من الدلالات العلمية ، حيث أثبت العلم أن أطراف اليابسة على سطح الكرة الأرضية في نقصان مستمر ، نظرا للتغيرات الحرارية و حركة القطبين ، هذا فضلا عن اكتشاف علمي هائل أثبت أنها ناقصة التكوير ، أي أن أطرافها ليست متساوية ، و هذه النواقص تظهر على شكل المرتفعات التي يتم إزالتها نتيجة عوامل التعرية ، و كذلك العديد من أشكال النقص التي يعددها العلماء.
السماء بغير عمد
قال تعالى في سورة الرعد ( اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ) ، و هي إشارة واضحة لارتفاع السماء و بقائها مقاومة للجاذبية الأرضية ، و الجدير بالذكر أن هذه الآية تلاها آية أخرى تحدثت عن ارتفاع القمر بدون أي شئ يحفظه من السقوط ، كل هذه الآيات دليل واضح و إشارات واضحة عن الجاذبية ، التي لم يتمكن نيوتن من إثباتها إلا بعد نزول القرآن الكريم بعشرات السنين .
تغيرات الأرحام عند الحمل
من بين الآيات التي تحدثت عن الإعجاز العلمي في صورة الرعد ، تلك الآية التي تحدث فيها الله جل و على عن الحمل و مراحله ، و ذلك حين قال ( اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ ۖ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ ) ، وجود هذه الآية الكريمة في وسط كل ما سبق أن ذكرناه من إثباتات علمية كونية ، يظهر و كأنما الله جل و على يذكرنا أن القرآن الكريم يحمل كافة التفاصيل الكونية و بما فيها فكرة الحمل ، حيث ذكرت الآية أن الأرحام تغيض و تزداد بمقدار ، أي يقل سمكها و يزداد ، و هو ما يحدث فعليا بمجرد أن يتم تلقيح البويضة ، حيث تنغمص في جدار الرحم و تختفي بداخله ، نظرا للتغيرات التي تطرأ على جدار الرحم ، كل هذا قبل أن نتأكد من تفاصيل الحمل و طبيعة الرحم بالإثباتات العلمية الموثقة .