اسلامياتالقران الكريم

تفسير قول الله تعالى ” إن الله لايحب كل مختال فخور “

يقول الله عز وجل في سورة لقمان الآية 118: `ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا ۖ إن الله لا يحب كل مختال فخور`، وبهذه الآية ينهانا الله عز وجل عن الغرور والتكبر، وسوف نشرح تفسير هذه الآية بالتفصيل.

جدول المحتويات

تفسير قوله “و لا تصعر خدك للناس”

اختلف أهل العلم في كيفية تلاوة قول الله تعالى `ولا تصعر`، ولها قراءتان. الأولى: `لا تصعر` على وزن `لا تفعل`. والثانية: `لا تصاعر` على وزن `لا تفاعل`. ومعنى كلمة `لا تصعر` هو ألا تقم، يا مسلم، بالإعراض عن الناس وهم يتحدثون إليك. ولا تفعل ذلك، فإن ذلك يعتبر تكبرا واستهانة بالآخرين. والأصل في كلمة `تصعر` هو كلمة `الصعر`، ومعنى `الصعر` في اللغة العربية هو داء يصيب الإبل فيأخذ بأعناقها أو رؤوسها، فيصبح كل رأس في اتجاه مختلف. ولذلك، يشبه القرآن الرجل الذي يلتفت وجهه بعيدا عن الناس، في تكبره عليهم، كما تلتفت رءوس الإبل التي أصابها الصعر بعيدا.

و يروى في الأثر عن ابن عباس أنه قال في تأويل قول الله عز و جل: “و لا تصعر خدك للناس” أن معنى هذه الآية هو أن لا تتكبر أيها المسلم على إخوانك؛ و لا تحقر عباد الله، و تعرض عنهم بوجهك إذا كلموك ، و روي عن مجاهد أنه قال أن الصعر في هذه الآية يقصد به الصدود و الإعراض بالوجه عن الناس، و قال عكرمة: لا تصعر خدك للناس أي لا تعرض بوجهك، و يروى عن ابن زيد أنه قال: “تصعير الخد : التجبر و التكبر على الناس و محقرتهم .

تفسير قوله: “و لا تمش في الارض مرحا”

في تفسير قول الله عز و جل “لا تمش في الأرض مرحا” أي لا تمش بين الناس بخيلاء او لا تمش في الأرض مختالا و مغترا بنفسك، و يقال في تفسي وَ لا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحًا أي لا تمش بين الناس جذلا و متكبرًا و جبارًا و عنيدًا، و لا تفعل ذلك حتى لا يبغضك الله، و قد قال الله عز و جل في سورة الاسراء: ” وَ لا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَ لَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولا”.

تفسير ان الله لا يحب كل مختال فخور

قال قتادة إن معنى كلمة المختال هو الرجل المتكبر الذي يشعر بالفخر، وتحذرنا الآية من الخيلاء والكبرياء. وقد ذكر الحافظ أبو القاسم الطبراني أن ثابت بن قيس بن شماس قال إن الكبر ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فشدد فيه، وقال إن الله لا يحب كل مختال فخور. وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “ليس ذلك الكبر، إنما الكبر هو أن تسفه الحق وتغمط الناس”، وذلك ردا على رجل من القوم الذي قال إنه لا يروق له إلا بياض ثيابه وشراك نعليه وعلاقة سوطه.

تحثنا هذه الآيات على تجنب الكبر لأنه سلوك سيء، ومن يتكبر على الآخرين يرتكب ذنبًا من الذنوب الكبيرة، والله لا يحب المتكبرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى