اسلاميات

دورة الماء على الأرض بين العلم و القرآن الكريم

في السابق، كان الناس ينتظرون الأمطار لري الأرض والزراعة وغيرها، وكان هذا الأمر لا يملك أي تفسيرات حتى قبل عدة سنوات .

دورة المياه على الأرض
منذ أعوام قليلة تم التعرف على دورة الميه على الأرض ، تلك التي ينتج عنها هطول الأمطار ، و قد تمثلت تلك الدورة في تبخر المياه من الأنهار و المحيطات ، و بعد ذلك تتحول المياه للأبخرة المكونة للسحب و التي تتحرك بفعل الرياح ، و أخيرا تحدث بعض الصدمات الكهربائية ، و التي ينتج عنها بعد ذلك هبوط الأمطار ، تلك العملية تحدث في الطبيعة بشكل دوري و دائم و الغرض منها حفظ كمية المياه على سطح الأرض بالقدر الذي قدره الله .

الإعجاز القرآني في دورة المياه
تناقش القرآن الكريم دورة المياهالتي ذكرناها سابقًا بنفس التفاصيل، وذلك قبل مئات السنين من اكتشاف هذه الدورة، وتحمل الآيات نفس التفاصيل التي ذكرها العلم الحديث بشأن هذه الدورة المائية .

أهمية دور الشمس و الرياح
– للشمس الدور الأول و الأهم في دورة المياه على الأرض ، و ذلك لأن الشمس هي التي تعمل على تبخير المياه الموجودة في الأسطح المائية ، هذا الأمر يتم بفضل كون الشمس هي مبعث الضوء و الحرارة على هذه الأرض ، و ذلك الذي تحدث عنه القرآن الكريم في قوله تعالى (وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا) [النبأ: 13] .

ومن جهة أخرى، تأتي أهمية تخزين المياه، إذ تستطيع المياه التخزين في باطن الأرض لسنوات دون أن تتلف، في حين أننا إذا قررنا تخزين لتر واحد من المياه لبضعة أيام فلن نستطيع ذلك، وهذا يعتمد على قوله “وما أنتم له بخازنين .

أهمية الرياح و تشكيل الغيوم
يقوم الرياح بتحريك السحب لتتصادم مع بعضها البعض وتتسبب في هطول الأمطار، ويُعرف هذا العملية بـ `تلقيح السحب` وتم ذكرها في القرآن الكريم بقوله: `وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ` .

أما بالنسبة للغيوم، فقد تحدث عنها القرآن الكريم عندما قال تعالى: `ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار` [النور: 43]. وهذا يعني أن الغيوم تتحرك بقدرة الله، حيث وصف القرآن الكريم السحب بأنها طبقات متتابعة، والودق هو المطر الغزير، وتشهد هذه المعلومات الدقيقة على قدرة الله وعظمته .

توزيع المياه
وهذا الأمر يتم بإرادة الله، حيث يتم توزيع المياه بطرق تحميها من التبخر والتسرب، وهذا يساعد في الحفاظ على كمية الماء الموجودة على الأرض حتى لا تزيد وتهلك الكائنات الحية وحتى لا يجفوا ويموتوا عطشا. وهذا يستند إلى قوله تعالى: `ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب` [الزمر: 21]، `وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون` [المؤمنون: 18] .

البرزخ المائي
فكرة الحفاظ على الأرض لكل من المياه العذبة والمياه المالحة توضحها فكرة البرزخ المائي التي شرحها العلماء، والتي تشير إلى نقطة اتصال المياه المالحة والعذبة بدون اختلاط بينهما. تناقش القرآن الكريم هذا المفهوم في قوله العزيز (وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا) [الفرقان: 53] .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى