تفسير قول الله ” وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا “
يقول الله تعالى في كتابه العزيز في سورة مريم في الآية رقم اثنين و خمسين: “وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا “، و في هذه الآيات يتحدث الله عز و جل عن نبي الله موسى عليه السلام، و سوف نستعرض تفسير الاية كما ورد في تفسير ابن كثير و تفسير ابن جرير الطبري بالتفصيل.
تفسير قول الله تعالى `و ناديناه من جانب الطور الأيمن`
– تفسير ابن كثير: يقول ابن كثير في تفسيره لقول الله عز و جل: “وناديناه من جانب الطور” أن المقصود من الطور هو جبل الطور، و قد ناداه الله من الجبل الأيمن أي من جانبه الايمن و المقصود هو جانب سيدنا موسى عليه السلام الأيمن، و كان ذلك حين ذهب نبي الله موسى عليه السلام إلى هذا المكان يبتغي من تلك النار جذوة، و قد رأى هذه النار تلوح أمامه من بعيد فقصدها ، و عندما وصل إليها وجدها في جانب الطور الأيمن منه ،و بالتحديد عند شاطئ الوادي، و هناك كلمه الله عز و جل.
و يذكر ابن كثير قائلا: قال ابن أبي حاتم : حدثنا عبد الجبار بن عاصم، حدثنا محمد بن سلمة الحراني، عن أبي الوصل ، عن شهر بن حوشب، عن عمرو بن معد يكرب قال : لما قرب الله موسى نجيا بطور سيناء ، قال : يا موسى ، إذا خلقت لك قلبا شاكرا، و لسانا ذاكرا، و زوجة تعين على الخير ، فلم أخزن عنك من الخير شيئا، و من أخزن عنه هذا فلم أفتح له من الخير شيئا.
– تفسير الطبري: يقول الله عز وجل في القرآن الكريم: `ناديناه من جانب الطور الأيمن`، ويعني بذلك أنه نادى موسى عليه السلام من جانب جبل الطور والطرف الأيمن هو يد موسى عليه السلام، وذلك لأن الجبل ليس له يمين ولا شمال، ويمكن وصف ذلك بأنه “يمين القبلة” و”شمال القبلة”، وبالنسبة للجزء الآخر من الآية `وقربناه نجيا`، فإن المقصود هو أن الله تعالى ذكره وقربه منه، ويمكن وصف ذلك بأنه “نديم فلان” و”منادمه” و”جليس فلان ومجالسه”، وأشار ابن كثير إلى أن الله تعالى أدناه حتى سمع صوت القلم.
ذكر الطبري في تفسيره أن محمد بن منصور الطوسي حدثنا، وقال يحيى بن أبي بكر ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح قال، أخبرني مجاهد في قوله: “وقربناه نجيا”، فقال: “أي أقربنا موسى إلينا في السماء الرابعة أو السابعة بين العرش وسبعين حجابا، حجاب نور وحجاب ظلمة وحجاب نور وحجاب ظلمة، وظل موسى يقرب منا حتى كان بينه وبيننا حجاب، وسمع موسى صوت القلم على اللوح، فقال: “رب أرني أنظر إليك”. وذكر عطاء أن ميسرة قال في تفسير قول الله تعالى: “وقربناه نجيا”، أنه سمع صوت القلم في اللوح عندما كان أدنى ما يمكن منه، وقال شعبة: “أضاف إليه جبريل عليه السلام”، وقال قتادة: “لم نشأنا بهذا الحديث عن الحسن بن يحيى، وحدثنا عبد الرزاق، وحدثنا معمر عن قتادة في قوله: “وقربناه نجيا”، فقال: “نجا بصدقه.