دراسات حديثة توضح العلاقة بين الاكتئاب وزيادة الوزن

عادة ما يزداد وزننا عندما نشعر بالاكتئاب، ولذلك يسعى العديد من الباحثين لمعرفة العلاقة بين الاكتئاب وزيادة الوزن، فهل يؤدي الاكتئاب إلى زيادة الوزن، أم أن زيادة الوزن هي التي تؤدي إلى الاكتئاب؟ في مجتمعنا الحالي، يعتبر القوام الرفيع جماليا، ولذلك يعاني الأشخاص الذين يعانون من السمنة من الاكتئاب الحاد، وفي هذا المقال سنتطرق إلى بعض النظريات التي وصل إليها الباحثون.

دراسات لتوضيح العلاقة بين الاكتئاب وزيادة الوزن:
هناك العديد من الدراسات التي تمت حول هذا الأمر وقد توصل أغلب الباحثون إلى نظريتين و هما:
أولاً البدانة تسبب الاكتئاب: توصل الباحثون إلى أن البدانه تسبب الاكتئاب لكثير من الأشخاص بنسبة ٢٥٪؜ ، كما تجعلهم معرضون لبعض الاضطرابات المزاجية و النفسية ، فهناك بعض البدناء قد يجدون أنفسهم منبوذين في المجتمع مما يؤدي إلى ضعف ثقتهم في من حولهم و العزلة عن المجتمع بأكمله ، كما تؤدي البدانة إلى ألام المفاصل المزمن و بعض الأمراض الخطيرة كارتفاع ضغط الدم و السكري و هذا يسبب الاكتئاب.

ثانياً الاكتئاب يسبب السمنة: أشار العديد من الباحثين إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب المزمن يميلون إلى تناول المزيد من الأطعمة للتخلص من طاقتهم السلبية، وعادة ما تكون هذه الأطعمة غير مغذية. كما أشار الباحثون إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب المزمن غالبا ما لا يمارسون أي نوع من الرياضة، وأن هؤلاء الأشخاص يتعرضون لخطر الإصابة بالسمنة بسبب انخفاض مستويات هرمون السيروتونين لديهم. وبالتالي، يحاول معظم المكتئبين تناول المزيد من الأطعمة لاستعادة مستويات هرمون السيروتونين الطبيعية.

علاج البدانة و الاكتئاب:
أولاً علاج الاكتئاب: أشار العديد من الأطباء النفسيين أن علاج الاكتئاب يتمثل في التغذية السليمة للمريض ، فقد لاحظ الباحثون أن هناك زيادة كبيرة في استهلاك الأطعمة الغير نافعة و البعد التام عن تناول الأطعمه المفيدة كالخضروات و الفاكهة ؛ مما أدى إلى زيادة انتشار الاكتئاب بين الطبقات المختلفة في المجتمع ، و من المعروف أن الاكتئاب هو عبارة عن موازنة كيميائية حيوية فالمخ يحتاج إلى المواد المغذية كمنبه للنواقل العصبية الرئيسية مثل السيروتونين.

ثانياً علاج البدانة: صعوبة علاج البدانة تفوق صعوبة علاج الاكتئاب، فهو يتطلب إرادة شديدة، وأشار العديد من الباحثين إلى أن معظم الأشخاص الذين فقدوا وزنهم الزائد، نجحوا في التخلص من الاكتئاب الزائد الذي رافقهم طوال فترة البدانة، وبعد متابعتهم لمدة عام، وجد الباحثون أنهم فقدوا 77% من وزنهم الزائد، وانخفضت أعراض الاكتئاب لديهم بنسبة 18%، وظهرت علامات هذه التجربة عند الشباب والنساء الذين فقدوا وزنا كبيرا.

في النهاية، يمكن القول إن الأخطاء التي يرتكبها بعض الأشخاص عند الإصابة بالاكتئاب تؤثر سلبا على صحة الجسم بأكمله، حيث يفضل بعض الأشخاص عدم زيارة طبيب نفسي والتوجه إلى حلول أخرى مثل تفريغ طاقتهم في الطعام أو تناول بعض الأدوية المضادة للاكتئاب دون استشارة الطبيب. وفيما يتعلق بالأشخاص البدناء، فإنهم يميلون إلى الانعزال عن المجتمع بدلا من ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي لفقدان الوزن بشكل صحيح، وذلك لتجنب سخرية الآخرين منهم.