من طرائف الأصمعي ” الرجل الذي طلق خمسة من النسوة “
عبدالملك الأصمعي كان رائدا في فهم طبيعة الحياة وعلوم الحيوان، واشتهر بحكايته الطريفة وشعره المميز الذي لم يضاه فيه أحد. ومن بين قصائده الشهيرة كان هناك قصيدة عن صوت صفير البلبل التي لم يتمكن أحد آخر من نظمها بعده. ولذلك، أحب الخلفاء أن يجلسوا معه ويدعونه للانضمام إليهم في مجالسهم، وأحد أشهر هذه المجالس كان مجلس الرشيد. وسأروي لكم قصة طريفة حدثت في مجلس الرشيد، تتحدث عن رجل طلق خمس نساء في ساعة واحدة، فما السبب وراء هذا الطلاق؟ وكيف حدث هذا الأمر؟ ستعرفون ذلك من خلال المقاطع القادمة.
الرجل الذي طلق خمسة في وقت واحد:
ومن طرف الأصمعي ما حدثه قال: قلت للرشيد يوما: أخبرني يا أمير المؤمنين أن رجلا من العرب أفلت خمس نساء، فقال الرشيد: لا يجوز لرجل أن يتزوج أكثر من أربع نساء، فكيف أفلت خمسة؟ قلت: كان لديه رجل أربع نساء ودخل عليهن ذات يوم ووجدهن متخاصمات ومتنازعات، وكان الرجل سيء الأخلاق. فقال: حتى متى ستستمر هذه الخلافات؟ لا أحتمل هذا الأمر إلا من قبلك “وقال ذلك لإحدى النساء” اذهبي، أنت طالقة! فقالت لصديقتها: أسرعت في طلاقها، لو أرشدتها بطريقة أخرى لكنت حقا، فقال لها: وأنت أيضا طالقة! فقالت الثالثة له: لعنك الله! فوالله إنهما كانتا تعاملانك بلطف وكنت محظوظا بهما، وكنت أنت الذي أظهرت السوء في الأمر
فقال: أيتها المعددة لأيديهما، أنت طالقة أيضا”، ردت الزوجة الرابعة، وكانت هلالية وتعاني من حزن شديد. قال لها: “وأنت طالقة أيضا!” وكان جاره يسمع هذه الكلمات. فاقتربت منه بعد سماعها وقالت: “والله، لم يشهد العرب عليك وعلى شعبك إلا الضعف، إلا ما تجربونه وتعانونه. أنت ترغب فقط في طلاق نسائك في ساعة واحدة!” فأجابها زوجها من داخل المنزل: “لقد أجزت! لقد أجزت
ما يستفاد من هذه الطرفة:
على الرغم من أن هذه المزحة تهدف إلى الضحك وتسلية النفس، فإنها تشير إلى مشكلة خطيرة ومن أمور العصر الضارة، وهي انتشار الطلاق الذي أصبح شائعا بين الشباب والشابات في هذا العصر، وقد تكون الأسباب الكوميدية فيها مضحكة بسبب تفاهتها. ففي الماضي، كانت النساء يعملن كمعيلات لأزواجهن وكانوا يحثونهم على طاعة الله والعمل وعدم التكلف والإسراف في شؤون الحياة، وكذلك في الماضي، كان الرجال يعاملون زوجاتهم كملكات في بيوتهن ويعتبرونهن خبراء في إدارة المنزل، وكانت آراؤهن مسموعة ويأخذون مشورتهن في كل شيء.
في الوقت الحاضر، يتميز الحال في الزواج بطلبات مالية كبيرة من الزوجة والتي تصعب على الزوج تلبيتها، كما يتسبب الزوج في إيذاء وإهانة زوجته ويبخل عليها بكل شيء، بما في ذلك وقته واهتمامه بها. ويتم تجاهل الهدف الحقيقي للزواج الذي هو التعاون والتراحم والمودة، وفق ما ذكره الله تعالى في قوله: “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة” [سورة الروم: 21]. لذا، فإن نصيحتي للشباب والشابات هي اختيار الزوج على أساس التقوى والطاعة لله، وليس بناء على المال أو المظهر؛ لأن المال يذهب والمظهر يتغير، ولكن الأخلاق هي ما يبقى.