نبذة عن الصحابي الجليل المسور بن مخرمة
اسمه هو المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي الزهري، وأمه هي عاتكة بنت عوف، أخت الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف، رضي الله عنه. وقد ولد الصحابي بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم بعامين، وكان عمره ست سنوات عند فتح مكة المكرمة وسمي هذا العام “عام الفتح”. ولم يعش مع رسول الله كثيرا، فقد كان عمره ثماني سنوات عند وفاة الرسول. وهذه بعض المعلومات عن الصحابي المسور بن مخزوم .
مواقف المسور مع رسول الله:
رغم صغر سنه، فإن الصحابي المسور بن مخرمة حضر مع النبي محمد لبضع سنوات فقط، ولكن خلال هذه الفترة التي قضاها مع النبي، تعامل الصحابي الجليل مع النبي في العديد من المواقف.
روى أبو إمامة بن سهل بن حنيف، عن المسور بن مخرمة قائلا: أتيت بحجر ثقيل وارتديت ثوبا خفيفا، فانفك ثوبي ولم أتمكن من وضع الحجر في مكانه. فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `ارجع إلى ثوبك وخذه، ولا تسلك عراة`. فكان النبي صلى الله عليه وسلم لطيفا، لم ينتقده أو يوبخه، بل أعطاه نصيحة وتوجيها لكي نتعلم نحن أيضا حتى يومنا هذا .
وذكر في سنن ابي داود عن المسور بن مخرمة انه قال: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبية بيته ولم يعطِ مخرمة شيئاً، فطلب مخرمة منه أن يدعو له، فأدخلته عليه ودعوت له، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم إليه وعلى كتفه قميص من قباء قال: `خبأت هذه لك`. فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: `رضي مخرمة`.
مواقف المسور بن مخرمة مع الصحابة:
موقفه مع سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عن المسور بن مخرمة، انه دخل هو وابن عباس على عمر بن خطاب رضي الله نه فقالا: الصلاة يا امير المؤمنين بعد ما اسفر، فقال: نعم لا حظ في الاسلام لمن ترك الصلاة، فصلى والجرح يثعب دما.
وقد اجتمعت جماعة فيما حول مكة في الحج وحانت الصلاة فتقدم رجل من ال ابي السائب اعجميي اللسان قال: فأخره المسور بن مخرمة وقدم غيره، فبلغ عمر بن خطاب رضي الله عنه، فلم يعرف بشيء حتى جاء المدينة، فلما جاء المدينة عرفه بذلك فقال المسور: انظرني يا امير المؤمنين ان الرجل كان اعجمي اللسان، وكان في الحج، فخشيت ان يسمع بعض الحاج قراءته فيأخذ بعجمته، فقال: هنالك ذهبت بها، فقال نعم، فقال : قد اصبت .
في موقفه مع سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، ورد في صحيح البخاري عن عمرو بن الشريد أنه قال: وقفت أمام سعد بن أبي وقاص، ثم جاء المسور بن مخرمة ووضع يده على أحد منكبي، وفجأة جاء أبو رافع مولى النبي وقال: `يا سعد، اشتر مني بيتين في دارك`. فقال سعد بن أبي وقاص: `والله لن أشتريهما`. فقال المسور بن مخرمة: `والله لن تجد من يشتريهما غيري`. فقال سعد: `والله لا أزيدك على أربعة آلاف منجمة أو مقطعة`. فقال أبو رافع: `لقد أعطيت مقابلهما خمسمائة دينار، ولولا أني سمعت النبي يقول `الجار أحق بسقاية`، ما أعطيتك أربعة آلاف، وأنا أعطيت مقابلها خمسمائة دينار`. فأعطاه إياهم .
من الاحاديث التي نقلها:
عن المسور بن مخرمة ان عمرو بن عوف وهو حليف بني عامر بن لؤي وكان يشهد غزوة بدرا مع رسول الله اخبره ان رسول الله بعث أبا عبيدة بن الجراح قدم بمال من البحرين، وسمعت الأنصار بقدوم ابي عبيدة فوافوا صلاة الفجر مع رسول الله، فلما صلى رسول الله ، انصرف فتعرضوا له، فتبسم رسول الله حين رأهم ثم قال ( اظنكم سمعتم ان أبا عبيدة قدم بشيء؟) قالوا: اجل يا رسول الله، فقال( فأبشروا وأملوا ما يسركم، فو الله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى ان تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما اهلكتهم) .
وفاته:
توفي المسور بن مخرمة يوم وفاة يزيد بن معاوية في عام 64 هجريًا.