الصين تستحدث نظارات شمسية للتعرف على هوية المواطنين
قامت الصين بابتكار سلاح جديد لأنظمتها المراقبة، وهي النظارات الشمسية المخصصة للمراقبة والمجهزة ببرامج تساعد في تحديد هوية المسافرين والأشخاص المشتبه بهم في محطات القطارات والمطارات.
ما هي الشركة المسؤولة عن ابتكار هذه النظارات الذكية؟
قامت شركة إل إل فيجن “LLVision ” الصينية للتكنولوجيا ومقرها بكين، بابتكار هذه النظارات، إذ تنتج الشركة الصينية كاميرات فيديو يمكن ارتداؤها، ورغم بيع نظارات الفيديو لأى شخص، إلا أن الشركة أصبحت تهتم بهوية مشترى نظارة التعرف على الوجه الخاصة بها.
بعد أن كانت الشركة تبيع تلك النظارات لأي شخص دون قيود، توجهت الآن لاختيار الجهات بعناية ودقة.
ووفقًا للاختبارات التي أجرتها شركة إل إل فيجن، تبين أن هذه النظارة قادرة على التحقق من هوية الأفراد من خلال قاعدة بيانات تحوي 10 آلاف شخص، ويمكنها القيام بذلك في 100 ملي ثانية.
أكدت الشركة أن هذه النظارة مجهزة بجهاز ذكي يحمله رجل الشرطة، ويحتوي على قاعدة بيانات المواطنينوالأشخاص لتسهيل التعرف عليهم بصورة أسرع.
لماذا قامت شركة `إل إل فيجن` بتطوير هذه النظارات لجهات الشرطة؟
بسبب الزحام الشديد في المطارات ومحطات القطارات ووسائل النقل العام الأخرى في الصين بسبب اقتراب بداية السنة القمرية الجديدة، والتي تعد واحدة من أكثر الفترات ازدحامًا في العام، قامت الشرطة الصينية باستخدام هذه النظارات.
ووفقًا لتقارير وسائل الإعلام الصينية، أشارت إلى أن أفراد الشرطة الصينية الذين ارتدوا نظارات مراقبة في مدينة `تشنغتشو`، تمكنوا من رصد سبعة أشخاص مشتبه بهم في قضايا جنائية، بالإضافة إلى القبض على أكثر من 25 شخصًا يستخدمون هويات شخصية مزيفة.
مميزاتاستخدام الذكاء الإصطناعي في المراقبة
إن النظارات الشمسية المزودة بتقنيات حديثة تعتبر هي أحدث عنصر مراقبة في دولة الصين بل وفي أنظمة التكنولوجيا للمراقبة عالميا.
وبذلك، تصدرت الصين قائمة الدول التي تعتمد على التقنيات الذكية في مجال المراقبة، حيث استطاعت كاميرات المراقبة فيها تتبع مراسل قناة بي بي سي خلال مظاهرة في العام 2017 في غضون سبع دقائق فقط.
يتوقع أن ترفع التقنية الجديدة التي طورتها شركة إل إل فجين مستوى أنظمة المراقبة في الصين إلى مستوى جديد، وتحسِّن عمل الشرطة الصينية بشكل أكبر بعد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وقد تفوقت نظارات المراقبة على أنظمة كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة في الأداء والسرعة، فعلى الرغم من شهرة أنظمة مراقبة كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة، إلا أن الوقت الفاصل بين تحديد هوية الشخص المطلوب وإصدار أمر إلقاء القبض عليه طويل جدًا، الأمر الذي يتيح للشخص المشتبه به الوقت الكافي ليهرب.
عيوب نظارات المراقبة
أعلنت المديرة التنفيذية لشركة إل إل فجين أن استخدام النظارات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي يمكن أن يوفر نتائج فورية ودقيقة للشرطة، مما يتيح لها اتخاذ القرارات الفورية.
غير أن دقة هذه النظارات ليست مثالية، حيث يمكن للضوضاء في محطة مزدحمة، على سبيل المثال، أن تسبب نتائج غير دقيقة.
ووفقًا للتقرير، فإن نقطة السلبية الوحيدة التي يمكن أن تنتج عن تزويد قوات الشرطة بهذه التقنية ليست غير الدقة في النتائج، بل هناك مخاوف من أن هذه الأجهزة قد تدعم النظرة العنصرية وتنتهك خصوصية المواطنين على نطاق أوسع.
أكد ويليم ني، الباحث في الشؤون الصينية في منظمة العفو الدولية، أن تزويد أفراد الشرطة الصينية بنظارات مجهزة بتقنية التعرف على الوجوه والهويات سيؤدي إلى زيادة انتشار أنظمة المراقبة في جميع أنحاء الصين.