ادب

قصة المثل الشعبي ” مواعيد عرقوب “

قصة المثل الشعبي `مواعيد عرقوب` تستخدم كمثال على المماطلة والخيانة والكذب في الوعود، حيث يصبح من يعطي ويخلف مثل مواعيد عرقوب. وعرقوب هو اسم أحد العمالقة المشهورين بالمماطلة، حتى أن الشعراء قصدوا قصيدة عن عرقوب وأخيه وكيف أنه كان يتعهد ويخلف حتى أصبح المثل الشعبي.

قصة مواعيد عرقوب:
قال أبو عبيد‏:هو رجل من العماليق، جاءه أخ له يسأله عن مسألة، فقال له عرقوب: إذا نمت هذه النخلة فلك حقها، فعندما نمت، جاءه للتقطيع، فقال: اتركها حتى تصبح بلحا، وعندما أصبحت بلحا، قال: اتركها حتى تصبح زهوا، وعندما زهت، قال: اتركها حتى تصبح رطبا، وعندما أرطبت، قال: اتركها حتى تصبح تمرة، وعندما أصبحت تمرة، ذهب عرقوب في الليل وجمعها لنفسه ولم يعط أخاه أي شيء، فأصبحت هذه مثلا في الخلف.

ما قاله الشعراء في مواعيد عرقوب:
يعتبر جاد الشعراء على عرقوب، وذكر في شعرهم عندما أرادوا التحدث عن الخلف بالوعد، واستخدموه كمثال، حيث قال عنه الأشجعي في إحدى قصائده
وعدت وكان الخلف منك سجية *** مواعيد عرقوب أخاه بيثرب

– جاء الشاعر كعب بن زهير  شاعر رسول الله وصاحب القصيدة الشهيرة في مدح النبي صل الله عليه وسلم ( بانت سعاد ) على ذكر مواعيد عرقوب في قصيدته فقال:
لا تلتزم بالعهد الذي زعمته إلا كما يتمسك الماء بالأوعية
فلا يغرنك ما منت وما وعدت، فإنالأماني والأحلام تضليل
كانت مواعيد عرقوب تتعلق بالخرافات وليست حقيقية.

–  وقال فيه أحد الشعراء: أمنجزتم وعدا وثقت به أم اتبعتم جميعا نهجا مختلفا

إياك وأن تكون مثل عرقوب ؟
عرقوب لم يكن مخلصا للوعد فقط، بل كان بخيلا تجاه أخيه، وهذا جعله يتوعد بأنه سيمنحه جزءا من ثمار هذه النخلة. وكان يزيد من توقعات أخيه في كل مرة دون أن يخبره بأنه لن ينفذ وعده، بل سمح له بأن يحلم بالتمر وانتظار لحظة قطفه حتى أخذه لنفسه بدون أن يشعر أخيه بذلك. لذلك أصبح عرقوب مثالا للخداع والتماطل وعدم الوفاء بالوعد، وهذا ما حذرنا منه رسول الله.

وصى الرسول الله صلى الله عليه وسلم بعدم الخلف بالوعد، وأعطى لنا مثالا على ذلك بأنها إحدى صفات المنافق، والتي يجب على المسلم تجنبها، وقال الرسول الله صلى الله عليه وسلم: “آية المنافق ثلاثة: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان”. وقال الله تعالى: “إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا” [النساء: 145]. فجزاء المنافق هو النار، وليست أي نار، بل الدرك الأسفل منها، فنحن نعوذ بالله منها، ونحن نتبع نهج نبينا صلى الله عليه وسلم في كوننا صادقي الوعود، سخين في العطاء، وذلك حتى نتمكن من مرافقته في الجنة بإذن الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى