ادب

قصة الحرباء من الأدب الروسي العالمي

أتشوميللو هو مفتش شرطة في منتصف العمر يمشي في السوق وراءه جندي يحمل كومة كبيرة من علب الثعلب التي تمت مصادرتها. كان السوق شبه خاليًا من المارة ويسوده الهدوء من كل جانب، حتى المحلات خاوية تمامًا من المشترين، وكان هذا مخيفًا.

صراخ في السوق:
سمع أتشوميللو صوت احدهم يصرخ ويتأوه وينادي على الأولاد، أمسكوه فالتفت إلى مصدر الصوت ليجد مطاردة عنيفة من أصحاب المحلات خلف كلب ضال يحاولون الإمساك به في مجموعة من المحاولات البائسة فالكلب يستطيع أن يقفز ويجري بسرعة تستحيل معها اللحاق به و الكلب كل ما يفعله هو القفز والعويل بصوت عالي.

الإمساك بالكلب الضال:
قال الشرطي لـ أتشوميللو: يبدوا أنه هناك شيئًا ما سببًا في تلك الفوضى، قرر أتشوميللو أن يذهب ليشاهد ماذا يحدث عن كثب، فوجد الصائغ خريوكين وقد عضه الكلب في إصبعه ، كان خريوكين يرفع يده اليمنى إلى أعلى في محاولة، منه لاستعطاف الجميع، ونظرة خاطفة وجد الجرو الصغير وقد أمسكوه قابعًا في الأرض يكسوه الرعب وعينه تدمع من شدة الخوف.

أتشوميللو يتدخل لفض الاشتباك:
يسأل أتشوميللو بصوت عال لماذا يحدث هذا التجمع؟ ومن هو صاحب الصراخ؟ ويرمق خريوكين بنظرته ويسأله: وأنت ما حصل لإصبعك؟ لحظة صمت تعم المكان، ثم يقوم خريوكين بالتنهيدة ويقول: كنت أسيرا يا سيدي الكريم دون أن يتعرض أي شخص للأذى، وفجأة ظهر هذا الكلب أمامي في السوق، وقفز على يدي وعضني. وهذه هي يدي التي أعمل بها، واضطررت لأتوقف عن العمل لأسبوع بسبب طبيعة عملي الدقيقة كما تعلم، لذلك يجب عليهم أن يدفعوا لي راتب الأسبوع الكامل نتيجة لفعل هذا الجريمة.

يوجه أتشوميللو بصره إلى الجمع ويسأل: كلب من هذا؟، فلا يوجد من يجاوبه، فيقول الآن سوف أعرف كلب من؟ ولن أترك صاحبه إلا بعد أن يدفع الغرامة حتى لا تتركون كلاكم يهاجمون المارة مرة أخرى، وينظر للشرطي ويقول: الكلب يجب أن يعدم وأنت قم بعمل محضر الآن، ويعاود السؤال: سألتكم من قبل كلب من هذا؟ فيرد أدهم بصوت ثقيل: كلب الجنرال جيجالوف.

أتشوميللو في ورطة:
ظهرت علامات القلق على أتشوميللو وظهر عليه التعرق بوضوح، حتى طلب من الشرطي أن يخلع معطفه وقال: `كيف يعضك الكلب وأنت طويل القامة، بالكاد يمكنه أن يصل إلى إصبعك؟ يبدو أنك مخادع وقد افتعلت هذه القصة للمطالبة بالتعويض`. وفي ذلك الوقت، قال أحدهم: `نعم، سيدي، الصائغ كان يقرص الكلب بسيجارة ليضحك الناس عليه`. رد الصائغ: `يا سيدي الكريم، يمكن للشخص الذكي أن يتعلم من الكاذب، وأنا سألجأ إلى القاضي لينظر في هذه القضية`.

كلب الجنرال لا يمكن أن يكون كلبًا ضال:
تدخل صوت الشرطي ليحسم الأمر، قائلا: سيدي، هذا ليس كلب الجنرال. رد أتشوميللو بقلق وقال: هل أنت متأكد؟ فأجاب الشرطي: نعم، يا سيدي، فالكلاب التابعة للجنرال هي كلاب أصيلة وليست كلاب ضالة بالتأكيد. وفي هذا الوقت، ابتهج أتشوميللو واستعاد ثقته بنفسه، وقال: نعم، كنت واثقا من أن هذا الكلب الضال ليس كلب الجنرال السيد. وأنت، يا خيروكين، لقد تعرضت للأذى، لذا لا تدعهم يفلتون من عقابهم، ويجب أن تحصل على التعويض المناسب. حان الوقت لتأديبهم.

أتشوميللو في ورطة من جديد:
وفجأة يرتفع صوت الشرطي: سيدي ربما كان هذا كلب الجنرال فليس مكتوب عليه من صاحبه، وأنا قد رأيت من فترة كلب مثله في فناء منزله، ويؤكد أحدهم: من الواضح أنه كلب الجنرال فعلًا، عاد الارتباك مرة أخرى إلى  أتشوميللو وبدأت نقاط العرق تزداد وضوحًا على جبينه فعاد وقال للشرطي: أنت خذ الكلب واذهب به إلى بيت الجنرال وأخبره أنني من وجدته وأرسلته وأخبر الحرس ان يحافظوا عليه فربما هو كلب من النوع الغالي، أما أنت أيها الصائغ أنزل يديك فبالتأكيد أنت المذنب كنت تلسعه بالسيجارة.

أخو الجنرال في زيارة:
ظهر من بين الحشد فجأة طباخ الجنرال فنادى عليه أتشوميللو وسأله: سأل أتشوميللو الطباخ إذا كان الكلب هو كلب الجنرال، فأجاب الطباخ بأن الجنرال لم يمتلك كلبًا مثل هذا، فرد أتشوميللو: كنت أعلم أنه كلب ضال يجب إعدامه، فقال الطباخ: إنه كلب أخ الجنرال الذي وصل منذ فترة! ظهرت ملامح الاندهاش على أتشوميللو بعد الخبر.

الحرباء أتشوميللو:
عاد أتشوميللو إلى ارتداء معطفه وسأل الطباخ عن مدة وجود شقيق الجنرال وطبيعة زيارته. ثم طلب من الطباخ أن يأخذ الكلب معه، لأنه كان كلبًا شقيًا عضّ الواقف هناك. واستمر في الحديث مع الطباخ بينما خرجا من السوق، حيث أثارا دهشة الصائغ وضحكات الحضور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى