صحة

دراسة : البلوغ المبكر مرتبط بزيادة خطر السمنة لدى النساء

كشفت دراسة حديثة في كلية إمبيريال في لندن أن الفتيات اللواتي يبدأن في البلوغ في وقت مبكر، من المرجح أن يعانين من السمنة وزيادة الوزن أكثر عندما يصلن إلى سن الرشد

دراسة : البلوغ المبكر للفتيات يزيد من خطر الإصابة بالسمنة
يقول الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها والتي نشرت في المجلة الدولية للبدانة في الخامس عشر من مارس الجاري، تعزز الأدلة الموجودة على وجود صلة بين بداية سن البلوغ وكتلة جسم المرأة في مرحلة البلوغ، وقد أثبتت الدراسات السابقة وجود صلة بين البدانة والبلوغ، مع زيادة وزن الجسم المعروف بأنه عامل خطر للفتيات اللاتي بدأن في سن البلوغ في وقت مبكر، ومع ذلك يمكن أن تتأثر هذه النتائج الرصدية من خلال العوامل الظرفية، مثل العرقية، الخلفية الاقتصادية، مستوى التعليم، والنظام الغذائي، مما كان يجعل من الصعب تحديد ما إذا كان البلوغ المبكر هو السبب أو هذه العوامل الأخرى .

ما تثبته الدراسة الحديثة
الآن يظهر هذا البحث الأخير أن البلوغ المبكر هو نفسه عامل خطر لكونه يزيد من احتمالية زيادة الوزن، حيث أثبت أن الفتيات اللواتي يعانين من فترة بلوغ مبكرة من عمرهن في وقت ما أكثر احتمالا للحصول على مؤشر كتلة جسم أعلى ( BMI )، ووفقا لمؤلفي الدراسة فإن النتائج التي توصلوا إليها تساعد في فك هذه العوامل الخارجية المعقدة وإضافة نظرة ثاقبة لعلاقة سببية كامنة، مما يدل على أن البلوغ المبكر له تأثير كبير على خطر السمنة لدى المرأة .

ما قام به الباحثون في الدراسة
أشارت الدكتورة ديبندر جيل، زميلة بحثية في كلية الصحة العامة في ويلكوم ترست، ومؤلفة الدراسة، إلى أن الدراسات السابقة أظهرت وجود ارتباط، ولكن لم نكن نعرف ما إذا كان البلوغ المبكر يسبب البدانة أثناء سن البلوغ. ولكن في دراستنا الأخيرة، قمنا بإنشاء دليل يدعم أنه يوجد تأثير سببي. ومن أجل التغلب على تأثير العوامل المشوشة، استخدم الفريق المتغيرات الجينية كأداة لاستكشاف تأثير بداية سن البلوغ، المعروف أيضا بـ `عمر الحيض`، وقاموا بقياسها عند أول دورة شهرية للفتاة .

إن المورثات الموجودة في كل خلية من أجسامنا موهوبة بشكل عشوائي لنا من آبائنا، عندما تندمج حيواناتهم المنوية والبويضات فإن نتيجة هذا الخليط يكون عشوائي كونها الأساس الوراثي للجنين، وتؤثر على كل شيء من لون الشعر إلى خطر المرض وغيره، لكن حرف واحد من تسلسل الـ DNA يمكن أن يغير هذه الوظيفة، ويمكن أن تؤدي هذه المتغيرات ذات الحرف الواحد والتي تسمى تعدد أشكال النوكليوتيدات أحادية النواة أو SNPs إلى زيادة أو نقصان هذه المخاطر، وتساهم مجموعة المتغيرات التي تزيد عن عشرين ألف جين في خطرنا الجيني المتراكم .

التقنية المستخدمة في الدراسة
في الدراسة الأخيرة استخدم الباحثون تقنية إحصائية تسمى Mendelian Randomization والتي تستخدم هذه المتغيرات الجينية كأداة لإظهار العلاقة السببية بين البلوغ المبكر وزيادة مؤشر كتلة الجسم، وباستخدام بيانات من 182.416 امرأة، حدد الباحثون 122 نوعا مختلفا من العوامل الوراثية التي ارتبطت بقوة بحدوث البلوغ – مع بلوغ عمر المرأة في الدورة الشهرية الأولى عبر الاستبيان .

ثم نظر الفريق في بيانات من البنك الأهلي الأوكراني، والتي تحتوي على معلومات طبية حيوية عن مئات الآلاف من الأشخاص، وتضم بيانات القياس الفسيولوجية مع بيانات التسلسل الجيني واستجابات الاستبيان، وعلى وجه التحديد بحثوا عن تأثير المتغيرات الجينية المتعلقة بالعمر عند الحيض مع مؤشر كتلة الجسم في المجموعة الثانية من 80.465 امرأة من البنك الأهلي الأوكراني، والذي كان لهن أيضا قياسات لمؤشر كتلة الجسم .

نتائج الدراسة
كشف التحليل الأولي عن وجود صلة بين هذه المتغيرات الجينية ومؤشر كتلة الجسم، حيث أن أولئك النساء اللواتي لديهن اختلافات مرتبطة بالبلوغ المبكر لديهم زيادة في مؤشر كتلة الجسم، وبعد ذلك اختبر الباحثون نفس الارتباط في المجموعة الثالثة على 70.962 امرأة، حيث وجدوا نفس الارتباط، وتقول الدكتورة جيل : ” نحن لا نقول أنه تأثير وراثي، بل إن باستخدام هذه المتغيرات الجينية كمؤشر على البلوغ في وقت سابق، ونحن قادرون على إظهار تأثير البلوغ في وقت سابق دون تأثير العوامل الخارجية التي قد اربكت تحليلنا، وقد أجرينا مجموعة من تحليلات الحساسية الإحصائية لاختبار قوة النتائج التي توصلنا إليها، وظلت قوية، لذا فنحن واثقون من النتائج في حدود قيود تصميم الدراسة ” .

تحليل سبب ذلك من وجهة نظر الباحثين
وفقا للباحثين لا يزال من غير الواضح كيف أن البلوغ في وقت سابق له تأثير مباشر على وزن الجسم، لكنهم يقولون أن الاختلافات بين النضج البدني والعاطفي قد تلعب دورا، حيث يمكن أن تكون الشابات اللواتي ينضجن قبل نظرائهن يعاملن بشكل مختلف، أو يكون لديهن ضغوط مجتمعية مختلفة عن الفتيات في نفس العمر اللاتي لم يبدأن سن البلوغ .

قد يكون هناك تفسير آخر للتأثيرات الفيزيائية للتغيرات الهرمونية خلال فترة البلوغ، مثل زيادة الترسب الدهني في نسيج الثدي، والذي إذا ورد في وقت مبكر قد يزيد من خطر الإصابة بالسمنة أو زيادة كتلة الجسم في وقت لاحق من الحياة .

المصدر : ساينس ديلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى