تعتبر رواية توم جونز واحدة من روايات الكاتب الإنجليزي هنري فليدنج الشهير بأسلوبه الكوميدي اللاذع في الكتابة، وتعد هذه الرواية واحدة من أهم الأعمال النثرية في الأدب الإنجليزي، كما تم ذكرها في كتاب ويليام سومرست “الروائيون العظماء ورواياتهم” كواحدة من أوائل الكتابات التي أطلق عليها اسم الرواية. وتتناول الرواية موضوع الصراع بين الخير والشر، وكان الكاتب هنري يحرص دائما على أن ينتصر الخير.
نبذة عن الكاتب هنري فليدنج:
ولد هنري فليدنج عام 1707م في إنجلترا ، تلقى تعليمه الأولي في سامرست و تربى فيها حتى توفيت والدته و هو في سن الحادية عشر ، درس هنري القانون في جامعة ليدن ب دولة هولندا ، و بعد أن قام بانهاء دراسته ، أقدم على العمل المسرحي فقد كانت تلك هوايته منذ الصغر ، و كان من أول أعماله التي عرفت ، مسرحية “الحب تحت أقنعة عدة” عام 1728م التي قدمت و حققت نجاحاً كبيراً ، و منذ ذلك الحين ، لم يتوقف فيلدنج عن الكتابة ، و خاصة في مجال المسرحية ، و كان متأثراً بموليير ، كما أنه انتقل من كتابة المسرحيات إلى كتابة الروايات بعد ذلك.
و من الملاحظ أنه كان يتخذ من الأشخاص المقربين إليه نماذج للشخصيات التي يرسمها في أعماله ، كما كان الطابع المسيطر على أعماله هي الكوميدية الساخرة ، لدرجة إثارة غضب الآخرين ، قام هنري بكتابة العديد من المؤلفات و من أبرزها ، رواية “توم جونز” ، و رواية “اميليا” و “باميلا” ، و كتاب رحلته إلى البرتغال “رحلتي في لشبونه” ، و “توم تامب” و ”مأساة المآسي” التي سخر فيها من كتاب معاصرين له ، و “دون كيشوت” التي جعلها تحية إلى أستاذه “تثربانتس”.
رواية توم جونز:
تم نشر رواية توم جونز لأول مرة عام 1749م، واعتبرت أدبا فيلدنج، وعلى رأسها رواية `توم جونز`، فاتحة الأدب الروائي الحديث في بريطانيا، وربما في العالم. إنها واحدة من أكبر الروايات التي تمت كتابتها، حيث قام هنري فيلدنج بتوزيع أحداث الرواية على ثمانية عشر كتابا تشكل في مجموعها ستة مجلدات. تدور الرواية حول عدة أفكار أساسية، من بينها تغير أخلاق المجتمع والفروق الطبقية. تحكي الرواية قصة طفل وليد يعثر عليه أرمل ثري يعيش في سامرست، السيد آلوورثي. يتعلق السيد بالطفل ويقرر تبنيه، معتقدا أن أمه هي خادمة تسمى جيني جونز، ولذلك يطلق عليه اسم توم جونز. يعتقد البعض أن توم جونز هو ابن آلوورثي. تبدأ الأحداث في التعقيد والمؤامرات في التكوين، وينتهي هذا الجزء بطرد آلوورثي لتوم من المنزل.
يشعر توم بيأس شديد ويقرر الذهاب إلى بريستول للسفر بحرا. يتورط في علاقة مع امرأة تبين لاحقا أنها جيني جونز، والتي يفترض أنها أمه الحقيقية التي هربت بعد ولادته. يتخيل أنه ارتكب معصية حب المحارم، وتتوالى الأحداث ويكتشف توم أن أمه الحقيقية ليست جيني، بل هي بريدجت شقيقة آلوورثي، التي تعترف لشقيقها بكل شيء وهي على فراش الموت. بعد أن كان توم يسلك طريق الشر والجنون، يعود إلى طريق الصواب ويتزوج من يح.