ادباقوال و عبارات

قصة مقولة ” لا يفتى ومالك في المدينة “

هناك بعض المقولات التي نددها دون أن نعرف قصتها مثل مقولة ( لا يفتى ومالك في المدينة)، وتقال عندم الحكم النهائي وعند التفوة التي ليس بعدها فنوى، وذلك لحكمة الامام مالك، حيث كلما اختلف أهل المدينة في أي أمر ديني أو فتوى يذهبوا إلى الإمام مالك لكي يسألوه، ويقولون كيف نختلف وبيننا الامام مالك.

الإمام مالك بن أنس: هو أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي الحميري المدني، ولد الإمام مالك رضي الله عنه في المدينة المنورة عام 93 هجريا، وهو فقيه وإمام وأحد الأئمة الأربعة، ومؤسس المذهب المالكي، وقد تلقى العديد من الطلاب عنه، وكان من بين تلاميذه الإمام الشافعي.

وقد عرف الإمام مالك بعلمه العزيز وذكائه وحفظه للأحاديث النبوية الشريف ولقد حفظ القرآن في صغره، ولقد اعتمد الامام مالك في فتواه على القرآن والسنة، ويعتبر كتابه الموطأ من اشهر كتب الأحاديث النبوية الشريفة، ولم يخرج الامام مالك رضى الله عنه من المدينة المنورة إلا حاجًا أو معتمرًا، وتوفى ودفن في البقيع عام 179 هجريا.

قصة مقولة ” لا يفتى ومالك في المدينة “:
– تعود قصة هذه المقولة إلى أن هناك امرأة  توفت في المدينة المنورة، وجاءوا اهلها بإحدى مغسلات الموتى لكي تغسلها، وعندما بدأن المغسلة بغسل الجسد وصبت الماء عليه، فأخذت تذكر الميتة بالسوء، وتصفها بأنها امرأة زانية، وقالت ( كم عصى هذا الفرج ربه)، فالتصقت يدها فجأة على جسد المتوفية وأصبحت لا تستطيع أن تحركها مهما حاولت.

– فأغلقت الباب عليها حتى لا يراها أحد من أهل المتوفية بهذا الوضع، وكلما ذهبوا أهل المتوفية إليها لكي يسألوها هل انتهيت فتخبرهم أنها لم تنتهي بعد، وتحاول أن تبعد يدها عن جسد المتوفية فلا تستطيع، فدخلت إليها احدى النساء وعندما رأت حال يديها ذهب وأخبرت بعض علماء الدين في المدينة لعلهم يجدوا حل لذلك.

اختلفت آراء العلماء في هذه المسألة، فهناك من اقترح قطع يد المغسلة لكي يتمكنوا من دفن المرأة المتوفاة، لأن ذلك أمر واجب ولا يمكن تجاوزه، ورأى بعضهم الآخر أنهم يجب أن يقوموا بقطع جزء من جسد المرأة المتوفاة حتى تتمكن المغسلة من التخلص من التصاقها بجسد المرأة المتوفاة، وذلك لأنهم يرون أن الشخص الحي أهم من الجسد المتوفى.

عندما حدث اختلاف بين العلماء، استعانوا بالإمام مالك الذي سارع إلى الانضمام إليهم، وسأل المغسلة ماذا قالت للمرأة المتوفاة من خارج الغرفة. فأخبرته المغسلة أنها قالت للمرأة الميتة إنها كانت زانية. فأمر الإمام مالك بأن يدخل بعض النساء إلى المغسلة ويعاقبوا الزانية بالجلد ثمانين جلدة، وذلك وفقا لقوله تعالى “والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا ۚ وأولٰئك هم الفاسقو.

وفعلاً دخلت النساء إلى المغسلة وقاموا بجلدها بثمانين جلدة، وعندما انتهوا من الجلدة الأخيرة تحررت يد المرأة المغسلة من جسد المتوفاة التي كانت تطالب بتطبيق حد الزنا على المحصَّنات، وبعد ذلك الحادث قيل: (لا يفتى ومالك في المدينة).

– وقد ذكر هذه القصة الحافظ ابن حجر عن امرأة أيوب بن صالح قالت: `غسلنا امرأة بالمدينة فضربت امرأة يدها على عجيزتها فقالت ما علمتك إلا زانية أو مأبونة؟ فالتزقت يدها بعجيزتها فأخبروا مالكا فقال هذه المرأة تطلب حدها فاجتمع الناس فأمر مالك أن تضرب الحد فضربت تسعة وسبعين سوطا ولم تنتزع اليد فلما ضربت تمام الثمانين انتزعت اليد وصلي على المرأة ودفنت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى