الآثار الفرعونيّة
تتميز مصر بتراثها الفرعوني وتاريخها القديم الذي يعتبر من أقدم الحضارات على وجه الأرض. وقد ترك الفراعنة ثروة هائلة من الآثار التي تعود إلى آلاف السنين، مما جعلها واحدة من الوجهات السياحية المشهورة في العالم، حيث يقصدها السياح من مختلف أنحاء العالم
على الرغم من مرور الكثير من السنين على اكتشاف العديد من قطع الآثار والمقابر التي تعرضت لعوامل التعرية، إلا أنه ما زال حتى الآن يوجد العديد من الاكتشافات الآثارية، وتتنوع الآثار الفرعونية بين الأهرامات والمقابر والمعابد الضخمة والتماثيل الفرعونية الكبيرة
بالإضافة إلى التماثيل التي تصور ملوكا وشخصيات من عصر الفراعنة، ومجموعة كبيرة من اللفائف الجنائزية، إحدى أكبر الأسرار التي لا تزال تحير العالم حتى الآن هي عملية تحنيط الموتى. حيث كانوا يقومون بتحنيط جثث الملوك والشخصيات الهامة ودفنها في مقابر خاصة، ويضعون فيها جميع ممتلكاتهم الشخصية من أدوات طعام وشراب، وذلك اعتقادا منهم بوجود حياة أخرى ونشوء جديد
طريقة استخراج الآثار الفرعونية من باطن الأرض
غالبية الآثار الفرعونية تكون تحت الأرض، مثل المقابر، وسنشرح فيما يلي كيفية استخراجها من باطن الأرض
مسح المنطقة
إنها الخطوة الأولى في استخراج الآثار بأسس علمية ودراسة منهجية لتحديد موقع الآثار، ويتم ذلك عبر التقاط الصور الجوية لبعض المباني، حيث تعتبر النباتات من أهم الطرق التي تشير إلى وجود الآثار
إذا كانت النباتات طويلة، فهذا يشير إلى نموها على عمق كبير في باطن الأرض، وهذا يدل على وجود قبور أو قنوات ري في هذا المكان. أما إذا كانت النباتات قصيرة، فهذا يشير إلى وجود طرق قديمة أو بنايات كبيرة.
مسح الموقع
تشكل هذه الخطوة اللاحقة لتحديد المنطقة التي تحتوي على الآثار، حيث يتم جمع جميع المعلومات المتعلقة بتاريخ المكان والأدلة على وجود الآثار على سطحه، ثم يتم رسم خريطة للمكان وإجراء مسح لها باستخدام إحدى الطرق التالية:
- المسح السيزمي: يتم مراقبة سرعة انتقال الموجات الزلزالية وتختلف سرعتها من وسط إلى آخر
- المسح الكهربائي: يتم عمل مسح للموقع باستخدام تيار كهربائي من خلال تمريه لباطن الأرض، وذلك بالمراقبة تغير المقاومة، حيث تتغير بتغير الوسط الذي يمر فيه التيار
عملية التنقيب
لكل موقع أثري طريقة خاصة للتنقيب، حيث يتم استخراج الأدوات والآثار الموجودة في باطن الأرض باستخدام أدوات خاصة، مثل الجرارات الصغيرة والكبيرة والمحافير والفرش. وإذا كانت الآثار صغيرة، يتم غربلة التراب واستخراجها.
عملية التوثيق
بعد تحديد الموقع وإجراء عملية التنقيب، يتم تقديم تقرير مفصل عن الآثار التي تم الحصول عليها في كل موقع، لتوثيق أنواعها وأماكن استخراجها، ثم يتم نقل جميع القطع الآثارية إلى المختبر لتنظيفها وتوثيق جميع المعلومات الخاصة بها
علامات وجود آثار فرعونية تحت الأرض
يرجع اعتقاد المصريين القدماء في فكرة البعث والحياة الأخرى إلى دفن ثرواتهم في حفر داخل المغارات وبناءها، وكانوا يدفنونها في أماكن معروفة لهم تحت الأرض، وتم دفن كل المال الخاص بكل شخص معه وجميع القطع الذهبية التي كانوا يمتلكونها، حيث يتم تخزينها في جرار، ولذلك توجد العديد من القطع الأثرية تحت كل قطعة من الأراضي المصرية.
توجد آثار تحت التراب في المقابر وفي الجبال، وهناك العديد من الآثار التي اختفت تحت سطح الأرض بسبب التغيرات المناخية وعوامل التعرية. لم يتم تحديد مواقعها بعد. إذا وجد شخص مقبرة، سيجد فيها العديد من الكنوز الأثرية التي لا تقدر بثمن. سيعثر على جثث الملوك المحنطة وألواح اللعب الغامضة، بالإضافة إلى النبيذ العتيق. من أهم الأشياء التي يتم العثور عليها في أي مقبرة للفراعنة هي ما يلي
- تابوت: عندما يموت أحد الملوك أو الشخصيات المهمة عند الفراعنة، يتم تحنيطه وحفظه ولفه بالكتان، ويتم دفنه مع جميع المجوهرات والأساور والتمائم التي تعود له، أما جسد توت عنخ آمون فقد وضع في تابوت مصنوع من الذهب، ووضع قناع من الذهب على وجه الملك، وثم وضع هذا التابوت داخل تابوتين خشبيين مطليين بعناية، ثم وضعت التابوتين داخل تابوت مصنوع من الكوارتز الأحمر للحفاظ عليه، وأخيرا وضعت في أربع مزارات ذهبية كل منها أكبر من الأخرى
- أربع جرار: نزع الفراعنة أعضاء الجثث التي يتم طحنها، حيث يتم وضع الكبد والأمعاء والرئتين والمعدة داخل جرة خاصة، وكان لكل جرة رأس إله يقوم بحمايتها، وذلك لأن الفراعنة كانوا يعتقدون أنهم سوف يعرفون ما إذا كانت حياة صاحب الجثة طيبة في الحياة الآخرة أم لا، ثم تم وضع هذه الجرار في مزار مصنوع من الذهب ودفنت مع الملك توت عنخ آمون
- اللوحات الجدارية: استخدم الفراعنة جدران معابدهم كأساس للتزيين بالزخارف والنقوش التي تحكي الكثير من القصص الجميلة، ومن خلال الرسومات المنقوشة على جدران المقابر، يمكن معرفة قصة سفر توت عنخ آمون إلى الحياة الآخرة، بدءا من موكب الدفن وحتى عبور العالم السفلي والوصول إلى الحياة الآخرة
- الطعام: كان المصريون القدماء يؤمنون بوجود حياة بعد الموت، ولذلك كانوا يدفنون الطعام والماء والنبيذ معهم، حتى يتمكنوا من استكمال رحلتهم بعد القيامة. وقد عثر على 36 جرة من النبيذ العتيق و 8 سلال من الفاكهة في مقبرة توت عنخ آمون من قبل علماء الآثار.
- الملابس والمجوهرات: يعتقد الفراعنة في الحياة الأخرى وفكرة البعث، ولذلك كانوا يدفنون كل متعلقاتهم الثمينة من المجوهرات والملابس الفاخرة، وتم دفن عدد كبير من الملابس في قبر توت عنخ آمون، والتي تصل إلى 50 قطعة من أندر وأغلى أنواع الملابس، بما في ذلك السترات والأوشحة الخاصة به، بالإضافة إلى القفازات وأغطية الرأس، وقد دفنت معه مجموعة ثمينة من المجوهرات والأساور والخواتم والقلائد، وتم العثور على عدة مراوح للاسترخاء
- القوارب: دفن الفرعون خوفو، باني الهرم الأكبر، في قبر بالجيزة، وتم العثور على سفينة كبيرة دفنت بجانبه، بلغ طولها 45 مترا، لذا يعتقد أن الفراعنة دفنوا بالقرب من القوارب
- العطور والزيوت: تم دفن مجموعة من العطور والزيوت التي صنعت من أغلى المواد مع جثث الفراعنة، ووجدت كمية قليلة من العطور داخل زجاجة محفوظة في قبر توت عنخ آمون، وبعد اختيار هذه العطور، تم تحديد نوع المادة العطرية المصنوعة من زيت جوز الهند واللبان
- الأسلحة: تم العثور على مجموعة من الأسلحة التي استخدمها توت عنخ آمون لحماية نفسه خلال رحلته الطويلة إلى الحياة الآخرة في مقبرته
- الألعاب: تم العثور على لعبة سينت مدفونة مع توت عنخ آمون، لإضفاء المتعة ومنع الملل
طريقة استخراج الآثار بالقرآن
في الوقت الحالي، يلجأ العديد من الأشخاص إلى استخدام القرآن لاستخراج الآثار، وتتم هذه الطريقة عن طريق الاستعانة ببعض الشيوخ لتلاوة بعض آيات سورة الجن، حيث يخبرهم الجن بموقع الآثار