قصة قرد البابون عامل محطة السكك الحديدية
هذا القرد مازال الناس يذكرون قصته حتى الآن رغم موته، و رغم مرور فترة كبيرة على قصته، و لكن لأنه كان يقوم بوظائف الإنسان، فكان قرد البابون هذا يعمل داخل محطة السكك الحديدية، و يساعد موظف فيها يدعى جامبر في إنهاء وظائفه، و كان من أذكى الحيوانات حيث أنه تعلم ما يفعله بسرعة شديدة.
و قام بأداء ما يتم تكليفه به من مهام بدون عمل اي اخطاء طوال فترة عمله، و قد زادت شهرته لدرجة أن الناس من مناطق أخرى كانوا يأتون لمشاهدته في هذه المحطة بالتحديد، و مشاهدة كيف يعمل هذا القرد بدون الوقوع في أي اخطاء، و كان يتم معاملته كواحد من الموظفين الذين لهم راتب لما يقوم بفعله من وظائف .
قصة القرد الذي عمل في خدمة السكك الحديدية
هناك موظف كان يعمل في السكك الحديدية الموجودة في جنوب افريقيا، و كان يدعى جامبر و أحد مهامه كانت القفز من عربة قطار الى عربة اخرى، و أثناء القفز في مرة من المرات حدثت له حادثة أليمة أدت إلى وقوعه تحت القطار، و تسببت الحادثة في فقدان جامبر ساقيه و عدم القدرة على الحركة.
رغم إصابته وعجزه عن المشي، إلا أنه استمر في عمله وبناء حياته. فصنع أرجلًا خشبية ليساعده في المشي وأداء وظيفته، كما قام بصنع عربة خشبية تساعده في التنقل وأداء مهامه بشكل كامل. ولكنه كان بحاجة إلى مساعد ليقوم ببعض المهام معه.
لقد رأيت جامبر قرد البابون في السوق المحلي، حيث كان يشارك في عرض يقود فيه عربة. كان القرد ذكيا بشكل ملحوظ، وهذا دفع جامبر لاستئجاره مقابل بعض المال ليساعده في مهام مختلفة داخل المحطة. تعلم القرد بسرعة المهام المطلوبة منه وكيفية قيادة العربة وتغيير إشارات القطار.
تعلم القرد كيف يمكنه تسليم المفاتيح لسائقي القطار عند وصولهم إلى المحطة، وذلك من خلال مشاهدته لجامبر أثناء أدائه للمهمة المطلوبة منه، ثم يقوم بتنفيذها بدقة وبدون أي أخطاء. كان سائقو القطارات يقومون بإطلاق أربع صفارات للإشارة بحاجتهم للمفاتيح في تلك اللحظة، وكان القرد جامبر يعطي المفاتيح للسائق بصعوبة شديدة، وبعد أن يشاهده البابون يقوم بتنفيذ هذه المهمة بدلا من جامبر. اشتهر القرد إلى درجة أن الناس كانوا يأتون من مختلف الأماكن إلى هذه المحطة بالتحديد لمشاهدة هذا القرد وهو يؤدي المهام المطلوبة منه .
تفاعل الناس مع عمل القرد في المحطة
أثارت وجود البابون الذي يعمل مع جامبر في المحطة تفاعلاً مختلفاً بين الناس، حيث أعجب بعضهم كثيراً بهذا المنظر وكانوا يأتون لمشاهدته، أما البعضالآخر فشاهد في هذا الوضع خطراً على حياة الناس، حيث يمكن للبابون أن يخطئ ويتسبب في تدمير المحطة.
قدم بعض المواطنين شكوى للسلطات المحلية وللعاملين في مكتب إدارة السكك الحديدية، حيث كانوا على علم بأن جامبر لديه مساعد خاص به في المحطة، لكنهم لم يكونوا يعلمون أن هذا المساعد هو قرد، وعندما علموا بذلك، لم يصدقوا ما قيل، ولكن عدد الشكاوى زادت من القرد.
ذهب أحد الموظفين من مكتب إدارة السكك الحديدية، إلى المحطة التي يعمل جامبر فيها لكي يتأكد من وجود هذا القرد و عمله بداخل المحطة، و في هذا الوقت غضب هذا الموظف مما جعل جامبر يحاول أن يقنعه لإبقاء القرد معه،حتى أنه طلب منه أن يقوم بعمل اختبار لرؤية مدى اتقان القرد لما يقوم به من اعمال، و عندما وافق الموظف و قام بعمل الإختبارات للقرد بالفعل، لم يصدق ما يراه عندما وجد القرد يقوم بجميع المهام على أكمل وجه، دون عمل اي اخطاء، و هذا الانبهار الشديد بالفرد جعله يوافق على بقائه في المحطة لمساعدة جامبر.
تم تعيين القرد كموظف رسمي داخل المحطة وتم تخصيص مرتب خاص له، ولم يرتكب القرد أي أخطاء خلال فترة عمله، وظل يعمل في المحطة لمدة تسع سنوات حتى أصيب بمرض السل وتوفي، وتم حفظ جمجمته في متحف جنوب أفريقيا .