تفسير قول الله ” يدنين عليهن من جلابيبهن “
تضم القرآن الكريم العديد من الآيات التي تتحدث عن أمهات المؤمنين وزوجات نبينا الكريم، ومن بين هذه الآيات تلك التي تتحدث عن لباسهن .
تفصيل آية الجلابيب
– قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [سورة الأحزاب: 59] ، تلك الآية الكريمة التي تحدثت عن لباس زوجات النبي الكريم ، فالمراد بكلمة أمهات المؤمنين هن زوجات النبي ، و مقصدها من الآية هؤلاء اللاتي مات عنهن النبي ، و هم عائشة بنت أبي بكر ، و وأم حبيبة بنت أبي سفيان ، و حفصة بنت عمر ، و سودة بنت زمعة ، و ميمونة بنت الحارث الهلالية ، و أم سلمة بنت أمية ، و جويرية بنت الحارث المصطلقية ، و صفية بنت حيي بن أخطب ، رضي الله عنهن .
أما بنات النبي اللاتي يتم الحديث عنهن في الآية القرآنية، فهو يشير إلى النساء الذين كانوا على قيد الحياة في الوقت الذي نزلت فيه هذه الآية الكريمة، وهن فاطمة وزينب وأم كلثوم رضي الله عنهن، لذلك فهن بنات النبي بالكامل باستثناء على رقية التي توفيت قبل نزول الآية .
تفسير الأية الكريمة
تحدث العديد من المفسرين عن تفسير تلك الآية الكريمة، حيث يُعنى بمعنى كلمة `يدنين` في المعجم اللغوي بـ`يسدلن ويرخين`، وذكر العديد من المفسرين الآية بالشرح، ومن بينهم البيضاوي وابن كثير وغيرهم..
في شرح البيضاوية للآية يتوقف عند كلمة “من”، والتي تعني أن السيدة يجب أن تترك بعض جلابيبها وتغطي بقية ثيابها، وهذا يعني أن السيدة لديها جلابيبان، واحد يلبسها والآخر يتدلى على كتفها .
فيما يتعلق بتفسير أعمق، يشير ابن كثير إلى أن الجباب الذي ذكر في الآية هو الحجاب الذي ترتديه المرأة فوق رأسها، وينبغي عليها أن تسدله على جيبها. وهذا التفسير متفق عليه من قبل عدد كبير من المفسرين الآخرين، بما في ذلك ابن مسعود والحسن البصري وعطاء الخرساني وغيرهم.
يتفق المفسرون في هذه الآية على أنها ليست موجهة لزوجات النبي وبناته اللاتي ذُكرن سابقًا، وإنما موجهة لجميع سيدات المؤمنين وبناتهم. وقد كان الهدف من ذلك إما للحفاظ على عفتهن أو للتمييز بينهن وبين الكافرين في ذلك الوقت، وابتعادهن عن الرغبات الشهوانية .
أحاديث تعلقت بالآية
– من بين الأحاديث التي دارت خلفا لنزول تلك الأية الكريمة ، ما ورد عن لسان أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها ، حيث قالت أن النساء من الأنصار وقتها قد خرجن و كأن على رؤوسهن الغربان من الأكسية و ذلك برواية أبو داوود .
وفيما يتعلق بقول بن عباس عند نزول هذه الآية، فقد أمر الله نساء المؤمنين عندما يخرجن من بيوتهن بحاجة إلى تغطية وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب، وذلك وفقًا لروايات بر جرير والبخاري والألباني وغيرهم.
كما تحدثت السيدة عائشة رضي الله عنها عن تلك الآية الكريمة، حيث قالت: `كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مُحرِمات، فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه.` ورواه أبو داود .
قام بعض المفسرين بتفسير الجلباب المذكور في هذه الآية الشريفة بأنه يشير إلى النقاب، ومن بين هؤلاء المفسرين الألباني، ويدل على ذلك قوله تعالى “ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين .