قصة تبين صبر الانبياء
الصبر هو إحدى الصفات البارزة التي تميز المؤمن الحقيقي، حيث يظهر قوة إيمان الشخص وتحمله عندما يواجه البلايا والمحن. وقد قدم لنا الأنبياء والرسل العديد من الأمثلة على الصبر في مواجهة البلايا، ولا سيما خلال فترة دعوتهم لدين الله عز وجل.
صبر الانبياء أثناء الدعوة إلى الله :
تتميز جميع الأنبياء والرسل بصفة الصبر بشكل كبير؛ إذ وضع الله عز وجل هذه الصفة في قلوبهم ليتحملوا مشقة دعوتهم لدين الله. ومن بين الصور الهامة التي أظهروها لنا الأنبياء والرسل لتوضيح الصبر هي ما يلي:
صبر سيدنا نوح عليه السلام في دعوته للعبادة الواحدة لله لقومه لمدة ألف وخمسون عامًا، قبل أن ينقطع صبره.
صبر النبي إبراهيم عليه السلام في دعوته لعبادة الله، وصبر عندما جمع قومه الحطب لإشعال النار به، وكانت النار بردا وسلاما عليه بأمر الله عز وجل.
كان نبي الله موسى عليه السلام من الأنبياء المتحملين، حيث صبر على ما تعرض له من آلام بسبب فرعون وظلمه واستبداده.
كما حلم سيدنا إبراهيم بأنه يذبح ابنه وأخبره الله بذلك، فأخبره إسماعيل بأن يطيع أمر الله وأنه سيصبح من الصابرين المطيعين لأوامره. ولذلك، أطاع إبراهيم وإسماعيل أمر الله وذبح إبراهيم لابنه. فأرسل الله كبشا بديلا لهما كمكافأة لهما على صبرهما وطاعتهما لأوامره.
كما صبر نبي الله عيسى عليه السلام على ما ألم به عندما وصفوه بني إسرائيل بالكذب، وقوبلت دعوته لله عز وجل بالرفض، بل ووصل بهم الأمر إلى محاولة قتله، ولكن الله عز وجل كافأه على صبره ورفعه في السماء.
6- وعن خاتم المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد صبر على ما لاقاه من رفض في دعوته إلى الله عز وجل حيث قد تعرض للمعاملة السيئة من أهله وقومه بل واضطر لترك مكه والذهاب للمدينة خوفا على الدعوة كما صبر على وفاة جميع أولاده في حياته الذكور وأيضا البنات عدا فاطمة رضي الله عنها، كما مر النبي عليه أفضل الصلاة والسلام بالكثير من المصاعب طوال الرحلة الخاصة بالدعوة ولم يشكو إلى الله يوما وقد كان صابرا رغم كل شيء عسى أن يخرج من قومه مؤمنا.
قصة تبين صبر الانبياء ( أيوب عليه السلام ) :
لقد قدم نبي الله أيوب قصة لا مثيل لها في الصبر حيث أن صبر نبي الله أيوب عليه السلام حتى يومنا هذا قد أصبح مثل للصبر يحتذى به من قبل الكثير وعن قصة سيدنا أيوب مع الصبر فقد جاءت على النحو التالي:
كان نبي الله أيوب من الأغنياء بالناس من حيث الثروة والأولاد والمنازل، ولكنه ابتُلى بفقدان كل هذه الأمور.
فقد أزال الله عنه أمواله وأبنائه وممتلكاته، وكان يعرف نعمة الله عليه ويشكرها، ولكنه ابتُلي بمرض في جسده، وقيل إنه كان الجذام وأصاب جسمه بأكمله.
وظل لأيوب فقط قلبه ولسانه، وظل يشكر الله.
تفاقمت محنة أيوب عليه السلام حتى طرد من بلده، ولم يجد أحدًا يعطف عليه في تلك الظروف إلا زوجته.
بعد عدة سنوات، تم شفاء أيوب من مرضه وعادت أمواله إليه وبارك الله له بالأبناء مرة أخرى كجزاء على صبره وحمده الله.