العلاقة بين عامل السن والإصابة بالتهاب المفاصل
واحدة من أكبر الأفكار الخاطئة حول التهاب المفاصل هي أنه يصيب فقط كبار السن، ولكن وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن التهاب المفاصل يحدث بشكل أكثر شيوعا بين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 45 عاما أو أكثر، ولكن يمكن أن يصاب به الأشخاص من جميع الأعمار، بما في ذلك الأطفال .
معظم الناس الذين يعانون من التهاب المفاصل تقل أعمارهم عن 65 سنة :
واحد من الأسباب التي تجعل الناس يفترضون إصابتهم بالتهاب المفاصل هو أنه نتيجة حتمية للشيخوخة، حيث يزداد خطر الإصابة بأشكال التهاب المفاصل الأكثر شيوعا مثل الفصال العظمي مع التقدم في العمر. وكذلك، يزداد خطر الإصابة بهشاشة العظام، وهي حالة غالبا ما يتم الخلط بينها وبين الفصال العظمي، مع تقدم العمر. ومع ذلك، وكما تشير مراكز السيطرة على الأمراض، فإن غالبية المصابين بالتهاب المفاصل تكون أعمارهم دون 65 عاما.
ومن بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 44 سنة ، تشير نسبة 7.3 في المائة إلى التهاب المفاصل الذي تم تشخيصه من قبل الطبيب ، وذلك وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض، ومن بين الذين تتراوح أعمارهم بين 45إلى 63، أبلغ 30.3 ٪ منهم عن التهاب المفاصل الذي تم تشخيصه من قبل الطبيب.
في فئة الأعمار 65 سنة أو أكبر، أفاد 49.7٪ من الأشخاص بتشخيص التهاب المفاصل من قبل طبيب. على الرغم من أن خطر الإصابة بمعظم أنواع التهاب المفاصل يزداد مع التقدم في العمر، إلا أنه ليس العامل الوحيد المؤثر.
الشيخوخة تؤثر على الجهاز العضلي الهيكلي :
تخضع عظامنا باستمرار لعملية تجديد تشتمل على امتصاص وتشكيل العظام، ومع تقدمنا في العمر ، يتغير التوازن بين الامتصاص والتشكل ، مما يؤدي إلى فقدان العظام، وتصبح عظامنا أقل كثافة وأكثر هشاشة للعظام، كما أن تكوين وخصائص الغضروف تتغير كذلك.
تنقص نسبة الماء في الغضروف مع تقدم العمر، مما يؤثر على قدرته على امتصاص الصدمات واستيعابها، ويتعرض الغضروف أيضا لعملية تنكسية قد تؤدي إلى التهاب المفاصل، وتصبح الأربطة والأنسجة الضامة أقل مرونة مع تقدم العمر، ونتيجة للتغيرات التي تحدث في الجهاز العضلي الهيكلي مع التقدم في العمر، يصبح المفصل عادة أضعف، وعندما يتدهور الغضروف، قد يحدث التهاب في المفصل ويصبح مؤلما .
ومع ذلك، وفقًا لـ”OrthoInfo”، وهو منشور للأكاديمية الأمريكية لجراحة العظام، فإن التغييرات التي تحدث في نظام العضلات والعظام تحدث بشكل أكبر نتيجة لعدم الاستخدام وليس الشيخوخة، وغالبية الناس بعد تجاوز سن الخمسين لا يتحركون ولا يمارسون التمارين الرياضية تمامًا .
على الرغم من أن الأشخاص يميلون إلى الامتناع عن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لعدة أسباب، إلا أن الخبراء يشيرون إلى أن حتى كمية معتدلة من النشاط البدني يمكن أن تكون مفيدة، حيث يساعد التمرين والحركة على الحفاظ على مرونة الجسم، ويمكن أن يساعد في فقدان الوزن أو زيادة كتلة العضلات بتمارين القوة، ويمكن أن يؤدي ممارسة التمارين بانتظام على المدى الطويل إلى تقليل فقدان كتلة العضلات وتراكم الدهون المرتبطة بالعمر.
ندرك أن زيادة الوزن والسمنة تزيد من احتمالية الإصابة بالتهاب المفاصل العظمي، ولذلك يمكن أن يساعد الالتزام بممارسة التمارين الرياضية على تقليل الآثار السلبية التي ترتبط بالشيخوخة، ويجب أن ننظر إلى ممارسة التمارين الرياضية على أنها شيء ضروري وليس اختياري .