قصة عن مكائد النساء
يُحكى أنه في قديم الزمان كان هناك رجل أقسم بالله أن لا يتزوج أي امرأة حتى يكتب كتاب ويحصي فيه جميع مكائد النساء، فقام على كتابة كتاب كامل جمع فيه كل ما سمع من أخبار عن مكائد النساء، وبعد أن انتهى منها رجع إلى أهله وقبل أن يصل لهم مر بقريه قريبة كان يعرف شيخها فقال في نفسه أُسلّم على شيخها وأمضي إلى أهلي حتى أكمل ما كنت أقسمت عليه ويعني بذلك أمر زواجه.
في بيت الشيخ :
وفعلا، عندما مر بالقرية، دخلها وسلم على شيخها، فرحب به الشيخ وأقسم أن يبيت ليلته تلك عنده، فوافق الرجل على أن يغادر في الصباح، فقام شيخ القرية بضيافته وإكرامه، ونادى زوجته وقال لها أكرميه وأطعميه، فأومأت برأسها تعني موافقتها، فأدخلته في غرفة وهيئتها له، وقدمت له الطعام، وعندما التفتت لتغادر الغرفة، رأت ما معه من الكتب والمجلدات، فسألته وقالت له: ما هذا؟ فرد الرجل بكل غرور وتعال: هذه كتبي، جمعت فيها كل مكائد النسا.
صاحبة الجمال الآخاذ :
فسكتت زوجة الشيخ برهة ثم قامت تتمشى أمامه وكانت المرأة من أجمل نساء العرب في ذلك الزمان ثم جلست بالقرب منه وقال في صوت رقيق مغلف بالخديعة والمكر : إنّ زوجي شيخ كبير وأنا أودُّ بصحبتك، وهنا ارتجف الرجل ثم قالت له : تعال إلي، فقام الرجل وهم بها بعد أن أغراه جمالها وحسن طلتها، فضمته ضمة قوية حتى كادت أن تكسر عظامه.
مكائد النساء :
همست بعدها في أذنه وقالت له : ما رأيك يا بائس يا غدّار أأصيح على من بالخارج، فيدخلوا عليك فيقتلوك ويقطّعوك يا فاسق؟ وهنا فزع الرجل وجعل يلهث وهو يقول : يا أميرة العرب والله ما كان هذا في بالي قط، وما أردت بك سوء، وهي تقول له : خسئت يا غدّار، وفجأة صاحت المرأة بصوت عالي وهي ترفس الرجل بقدمها فسقط على الطعام.
عندما دخل الناس وشيخ القرية مسرعين بعد سماعهم صوتها العالي وندائها، وسألوها عن الأمر، ثم سألوا الرجل: ما حدث؟ وفيما بعد، تلعثم الرجل في الكلام ولم يستطع تقديم أي حجة يبرر بها حالته التي كانت عليها،
وفجأة قالت المرأة لزوجها بصوت ضعيف مكسور: عندما أعطت الضيف طعامًا وأكل منه الفأر، خفت المرأة أن يأكل الفأر من الطعام مرة أخرى، فركلته فسقط على الطعام.
اعلم يا هذا أنك لم تتعلم شيء عن مكائد النساء :
نادرا ما يستمع الرجل والناس الذين معه إلى مثل هذه الأشياء وينصرفون جميعا، ثم يقوم الزوج بجلب ملابس للرجل ويأمر زوجته بتنظيف المكان حتى يستطيع الرجل النوم. وبمجرد الانتهاء من التنظيف، يخرج الجميع من الغرفة ويتركون الضيف ينام. وعندما يستيقظ الرجل في الصباح، تدخل المرأة وتقول له: “يجب أن تعلم أنك لم تستفد شيئا من خبايا المرأة. لو عشت حياة عمر نوح وكنت غنيا مثل قارون، لن تستطيع أن تكتب ربع مكائد المرأة.” ثم ينهض الرجل ويمزق جميع الكتب التي كتبها، ويغادر المنزل ويعود إلى أهله.