تالة أبو النجا صاحبة اختراع لغة جديدة للمكفوفين
تالة فهد أبو النجا طالبة سعودية في المرحلة المتوسطة بمدينة الظهران، حققت إنجازا مميزا في فترة قصيرة جدا. حيث تمكنت من الفوز بالمركز الثالث في مسابقة إنتل الدولية للعلوم والهندسة 2018، والتي تعرف باسم “إنتل آيسيف”، بفضل اختراعها طريقة جديدة للكتابة وتحسين التواصل لذوي الإعاقة البصرية.
من هي تالة أبو النجا ؟
“تالة بنت فهد بن محمد صادق أبو النجا” تبلغ من العمر 14 عاماً، طالبة سعودية في المرحلة المتوسطة بمدينة الظهران وجدت نفسها أمام تجربة إنسانية عميقة عندما التحقت بمدارس الدمج التعليمي، وهناك التقت بفتاة فاقدة البصر، جمعتها بها صداقة وطيدة تركت في نفسها أثراً كبيراً، كانت زميلتها تواجه صعوبة كبيرة في التعلم من خلال قراءتها ب لغة برايل، كانت تقريبًا في حاجة للتعبير عن نفسها، فاقدة لأي وسيلة للتواصل مع العالم، مما ألهم “تالة” بفكرة المشروع والذي بدأ بهدف لذلك كان من السهل تحققه رغم التحديات التي واجهتها فالهدف هو إيجاد وسيلة تربط صديقتها بالعالم المحيط بها وتستطيع من خلالها التواصل معهم والقراءة والتعبير عن نفسها.
ما هو الاختراع الذي قدمته تالة؟
وجدت تالة أن الهدف الحقيقي هو القراءة والاطلاع، لذلك عملت على مشروع لغة جديدة تحتوي على تشكيل الحروف العربية، بحيث يمكن للكفيف قراءة الكلمات بالتشكيل وفهم معاني الكلمات العربية، مما يسهل ذلك التواصل مع الآخرين.
استندت فكرة المشروع على استخدام الأشكال الهندسية لتمثيل الأحرف العربية التي تتألف من 28 حرفا. تم تقسيمها إلى ثلاث مجموعات رئيسية وتم تعيين علامات التشكيل بأنماط محددة لكل مجموعة. وللتحقق من نجاح المشروع، تم تطبيقه على مجموعة من المكفوفين، حيث كانت أولهم صديقتها ملهمة “تالة.” لاقت الفكرة رواجا كبيرا بسبب سهولة تطبيقها وتعلمها، مما جعلها مؤهلة للترشح للجائزة وتحقيق الفوز.
تالة في مسابقة إنتل الدولية للعلوم والهندسة :
بعد نجاح تالة في تقديم مشروعها للمحيطين بها وتجربته على مجموعة من المكفوفين، قررت تقديم المشروع في مسابقة عالمية لتعم الفائدة على أكبر عدد من المكفوفين. وبالفعل، حققت انتصارا كبيرا وفازت بالمركز الثالث عالميا في مجال العلوم الاجتماعية والسلوكية، وحصلت على جائزة خاصة من جمعية علم النفس الأميركية. وذلك أثناء مشاركتها في أيسف 201.
وفي عام 1926، عبرت تالة عن رؤيتها الشخصية للمشروع في حوار مع قناة العربية. قالت: إن الأشخاص الذين يفتقدون البصر لديهم طريقتهم الخاصة في فهم العالم من حولهم. ليس من الضروري أن يتمكنوا من استيعاب الكلمات أو فهمها بالطريقة التي نفهمها نحن. وهذا يتوافق مع طبيعة اختراعها كعمل إبداعي متعدد الرؤى والتفسيرات، حيث تشكل الحروف العربية بحركاتها وتبسيط الرموز لتكون مناسبة لفهمهم. بالإضافة إلى ذلك، تمكن اللغة الجديدة التفاعل مع هذه الفئة في المجتمع، مما يزيد من ثقتهم بأنفسهم ويجعلهم أكثر إنتاجية وإيجابية ويحسن وضعهم النفسي والاجتماعي.