الوظائف المرهقة ترتبط بزيادة مخاطر اضطرابات ضربات القلب
وفقًا لبحث جديد، يرتبط العمل المرهق بزيادة خطر الإصابة بحالة تسمى الرجفان الأذيني، والتي تتمثل في اضطراب ضربات القلب .
تزيد الوظائف المرهقة من خطر الإصابة بالاضطرابات في نبضات القلب
يرتبط وجود عمل مرهق بزيادة خطر حدوث اضطراب في ضربات القلب يسمى الرجفان الأذيني، وفقا لبحث نشر أمس الاثنين الموافق الرابع من يونيو الجاري، في المجلة الأوروبية للطب الوقائي، وهي جمعية أوروبية لأمراض القلب ( ESC )، حيث إن الوظائف الأكثر إرهاقا هي التي تتطلب جهدا نفسيا ولكنها تعطي الموظفين سيطرة ضئيلة على وضع العمل – على سبيل المثال، عمال خط التجميع وسائقي الحافلات والسكرتارية والممرضات، وقد وجدت الدراسة أن التشديد في العمل كان مرتبطا بزيادة خطر الإصابة بالرجفان الأذيني بنسبة 48 %، بعد أخذ عوامل العمر والجنس والتعليم في الاعتبار .
وقال الدكتور إليونور فرانسون، مؤلف الدراسة والأستاذ المساعد في علم الأوبئة في كلية الصحة بجامعة يونشوبينغ في السويد: `نحتاج إلى أشخاص لأداء هذه المهام، ولكن يمكن لأصحاب العمل مساعدتهم عن طريق التأكد من توفر الموظفين للموارد اللازمة لإتمام المهام المكلفين بها، ويجب على الرؤساء تخصيص فترات استراحة والاستماع إلى أفكار الموظفين حول كيفية تحسين العمل نفسه وبيئة العمل` .
الرجفان الأذيني
الرجفان الأذيني هو اضطراب ضربات القلب الأكثر شيوعا ( عدم انتظام ضربات القلب )، وتشمل الأعراض الخفقان والضعف والإرهاق والشعور بالإعياء والدوخة وضيق التنفس، والرجفان الأذيني يسبب 20 – 30 % من جميع السكتات الدماغية، ويزيد من خطر الموت قبل الأوان، وواحد من كل أربعة بالغين في منتصف العمر في أوروبا والولايات المتحدة سوف يصابون بالرجفان الأذيني، وتشير التقديرات إلى أنه بحلول عام 2030 سيكون هناك 14 – 17 مليون مريض بالرجفان الأذيني في الاتحاد الأوروبي، مع 120.000 – 215.000 تشخيص جديد كل عام .
وقال الدكتور فرانسون : يعد الرجفان الأذيني حالة شائعة وله عواقب خطيرة، ولذلك يتعين على الصحة العامة إيجاد طرق لمنع حدوثه، ولا يعرف الكثير عن عوامل الخطر للإصابة بهذا المرض، وخاصة دور بيئة العمل .
حول الدراسة الجديدة
هدفت هذه الدراسة إلى تحديد العلاقة بين إجهاد العمل والرجفان الأذيني، حيث شملت عينة الدراسة 13,200 شخصا مسجلا في المسح الطولي الصحي السويدي (SLOSH) في الفترة ما بين عامي 2006 و 2010، وتم اختيار المشاركين الذين لم يكونوا يعانون من الرجفان الأذيني أو النوبات القلبية أو قصور القلب. وعندما شارك المشاركون في الدراسة، تم إكمال استطلاعات بريدية حول العوامل الاجتماعية وأسلوب الحياة والصحة والعوامل المرتبطة بالعمل .
وقد تم تعريف الإجهاد في العمل بأنه : إجهاد العمل الذي يشير إلى وظائف ذات متطلبات نفسية عالية، جنبا إلى جنب مع انخفاض الرقابة على وضع العمل، وقد شمل المسح خمسة أسئلة حول متطلبات الوظائف وستة أسئلة عن السيطرة – على سبيل المثال : هل يجب عليك العمل بجد أو بسرعة كبيرة ؟ هل هناك مطالب متضاربة في عملك ؟ هل لديك الوقت الكافي لإكمال مهام عملك ؟ هل يشمل عملك الكثير من التكرار ؟ هل يمكنك أن تقرر كيف وماذا تفعل في العمل ؟
ما قام به الباحثون
خلال المتابعة الوسيطة لـ 5.7 سنوات، تم تحديد 145 حالة من الرجفان الأذيني من السجلات الوطنية، وقال الدكتور فرانسون : ” في العاملين العامين في السويد، كان الموظفون ذوو الوظائف المجهدة أكثر عرضة بنسبة 50 % للرجفان الأذيني، وبقي الخطر المقدر حتى بعد أخذنا في الاعتبار عوامل أخرى مثل التدخين، النشاط البدني وقت الفراغ، مؤشر كتلة الجسم و ارتفاع ضغط الدم ” .
نتائج الدراسة
جمع الباحثون نتائجهم من خلال دراسات أخرى حول نفس الموضوع، ووجدوا أن سلالة العمل مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالرجفان الأذيني بنسبة 37٪. قال الدكتور فرانسون: `عبر الدراسات، لوحظ نمط ثابت للإجهاد الناتج عن العمل كعامل خطر للرجفان الأذيني`. وخلصت النتائج إلى أن ضغط العمل كان مرتبطا في السابق بمرض القلب التاجي، ويجب أن يعتبر ضغط العمل عاملا قابلا للتعديل للوقاية من الرجفان الأذيني وأمراض القلب التاجية. يجب على الأشخاص الذين يشعرون بالتوتر أثناء العمل ويعانون من الخفقان أو أعراض أخرى للرجفان الأذيني زيارة الطبيب والتحدث مع صاحب العمل حول تحسين البيئة في مكان العمل .
إن المبادئ التوجيهية الأوروبية بشأن الوقاية من الأمراض القلبية الوعائية تنص على أن الإجهاد في العمل يساهم في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وتوقعات أسوأ، وتقييم عوامل الخطر النفسي الاجتماعي ينصح به في الأشخاص الذين لديهم أو معرضون لخطر أن يكون لديهم أحد أمراض القلب والأوعية الدموية .