قصة مدينة فاطمة في البرتغال الحقيقية
مدينة فاطمة في البرتغال
فاطمة هي مدينة وأبرشية في وسط البرتغال، تبعد 142 كيلومترا (88 ميلا) شمال لشبونة، وهي واحدة من أهم المزارات الكاثوليكية في العالم ومخصصة للسيدة مريم العذراء، حيث يزور ملايين الحجاج والسياح من جميع أنحاء العالم مزار فاطمة.
سبب تسمية مدينة فاطمة في البرتغال بهذا الاسم
تم تسمية مدينة فاطمة على اسم أميرة عربية أندلسية، ووفقًا للروايات التاريخية، تعود القصة إلى القرن الثاني عشر فبعد عدد من المعارك التي حدثت بين الجيش المسيحي والمسلمين، تمكن الجيش المسيحي من غزو البلاد والانتصار على المسلمين، وكان من بين الأسرى أميرة أندلسية تدعى الأميرة فاطمة، كانت مشهورة بجمالها ورقتها بالإضافة إلى ذكائها وثقافتها العالية.
وقع حاكم مدينة أوريم في البرتغال في حب الأميرة فاطمة وتزوجها، وعرفت الأميرة فاطمة بأخلاقها الحميدة وصفاتها الطبية، فأصبحت محبوبة من قبل جميع الناس في المدينة، وبمرور الوقت أصبحت الأراضي الجبلية المجاورة لقصر الأميرة فاطمة معروفة بالاسم الإسلامي الحقيقي فاطمة.
منذ عام 1917، أصبحت مدينة فاطمة واحدة من أكبر المزارات في العالم بسبب تاريخها والأحداث التي شهدتها في يوم من الأيام.
سبب شهرة مدينة فاطمة في البرتغال
تعود شهرة مدينة فاطمة في البرتغال إلى معجزة فاطمة المعروفة أيضًا باسم معجزة الشمس بين مايو وأكتوبر من عام 1917. حيث أبلغ 3 أطفال رعاة هم لوسيا دوس سانتوس (9 سنوات) وأبناء عمها الأصغر جاسينتا مارتو (6 سنوات) وفرانسيسكو مارتو (8 سنوات) عن رؤى لسيدة مضيئة يعتقد أنها مريم العذراء، ظهرت للأطفال في حقول كوفا دي إريا خارج قرية ألجوسترل بالقرب من مدينة فاطمة في البرتغال.
ظلت سيدة الوردية (المعروفة أيضا باسم السيدة فاطمة) تظهر في اليوم الثالث عشر من كل شهر تقريبا عند الظهر لمدة 6 أشهر متتالية (باستثناء شهر أغسطس حيث تم احتجاز الأطفال من قبل الإدارة المحلية)، وكان آخر ظهور لها في 13 أكتوبر حيث تم تأكيد معجزة شهدها حوالي 60000 شخص معروف في العالم الكاثوليكي باسم يوم الشمس.
قصة مدينة فاطمة في البرتغال
بدأت القصة في ربيع عام 1916، حيث أخذ ثلاثة أطفال من آبائهم الأغنام إلى مرعى بالقرب من قرية فاطمة الجبلية، وشاهد الأطفال وهم لوسيا وأولاد عمها جاسينتا وفرانسيسكو ضوءًا ساطعًا في كهف قريب، وظهر للأطفال شاب ذو ملابس بيضاء أعطاهم ما أصبح يعرف بصلاة فاطمة.
في العام التالي، أي في 13 مايو عام 1917، بينما كان الأطفال الثلاثة يرعون القطيع مرة أخرى في حقول كوفا دي إريا على بعد حوالي ميل من منازلهم، ظهرت لهم السيدة العذراء وأخبرتهم أنها ستعاود التجلي في نفس المكان وفي نفس الساعة في اليوم الثالث عشر من كل شهر حتى أكتوبر.
ظهرت السيدة أمام الأطفال كل شهر بين مايو وأكتوبر، وأرسلت رسائل هامة، وقد كشفت الطفلة لوسيا عن ثلاثة أسرار كانت تعرف باسم “أسرار فاطمة”. وحثت السيدة أبناء مدينة فاطمة على دعوة الناس للصلاة والتكفير عن الذنوب وتجنب الانشغال بالأمور المادية المؤقتة.
حظيت رؤى وتجليات فاطمة وألجوسترل باهتمام الناس بصورة رئيسية، حيث توافد الآلاف على المدينتين في الأشهر التي تلت تلك الرؤى.
تجذب مدينة فاطمة في البرتغال الآن آلاف الحجاج من مختلف أنحاء العالم، وخاصةً في أيام الحج في مايو وأكتوبر، حيث تحدث المواكب الكبيرة والمثيرة للإعجاب بشكل كبير، وغالبًا ما يتم قيادتها من قبل الأساقفة.
مصير الأطفال الثلاثة
توفي كلٌ من فرانسيسكو وجاسينتا في سن مبكرة، عَمرَ فرانسيسكو العاشرة وجاسينتا التاسعة، كما تنبأت به السيدة العذراء. تم تطويب كلٌ من فرانسيسكو وجاسينتا بواسطة البابا فرنسيس في 13 مايو 2017، وهي الذكرى المئوية للرؤية الأولى.
اختارت لوسيا أن تصبح راهبة وغيرت اسمها إلى الأخت لوسيا، وعاشت في دير سانتا كلارا في كويمبرا بالبرتغال، والذي يبعد حوالي 53 ميلا شمال مدينة فاطمة.
يحتوي المتحف الصغير على تفاصيل حياة الأخت لوسيا، التي أصبحت كفيفة وصماء ومريضة في سنواتها الأخيرة وتوفيت في عام 2005.
مزار فاطمة في البرتغال
تعد مدينة فاطمة واحدة من أكثر رموز الكاثوليكية احتراما في العالم، حيث يتوافد حوالي 6 ملايين شخص سنويا من الحجاج والسياح والزوار. يختار الكثيرون مدينة فاطمة كوجهة مميزة لما توفره من راحة وأمل وأجواء سلمية، بالإضافة إلى فرصة اكتشاف أسرارها الأخرى.
في عام 1977، تطورت مدينة فاطمة واكتسبت مكانة المدينة بسبب تاريخها المليء بالأحداث الفريدة، وتعد أرض المعجزات أو مدينة السلام حسب وصف الكثيرين، وترك البرتغاليون بصمة لا تمحى في تاريخ هذه المدينة الريفية البسيطة.
تم توسيع مزار فاطمة على مر السنين لتلبية احتياجات الزوار، وتحتوي مدينة فاطمة على العديد من المواقع الأثرية وأماكن الصلاة، بالإضافة إلى وجود الكثير من الرموز التاريخية.
بالإضافة إلى القداس الذي يُقام على مدار اليوم، هناك مواكب يومية والعديد من الأماكن التي يمكن زيارتها في مزار فاطمة، مثل:
- كنيسة ظهور السيدة فاطمة
– تم إنشاء كنيسة في وسط المزار، وهي أول بناء تم بناؤه في كوفا دي إريا في مكان ظهور السيدة العذراء، وتم تحديد موقع ظهور السيدة العذراء بواسطة عمود رخامي وتم تثبيت تمثال السيدة العذراء عليه، ويزور هذا المكان حوالي 4 ملايين شخص كل عام لزيارة الكنيسة، وخلف هذه الكنيسة تقع مباشرة الشجرة التي جلس تحتها الأطفال والحجاج الأوائل في انتظار ظهور السيدة العذراء في يوم 13 أكتوبر عام 1917.
- كنيسة سيدة الوردية
تعتبر كنيسة سيدة الوردية من أهم المعالم في مزار فاطمة، حيث تم تشييد هذه الكنيسة على الطراز الباروكي النهضوي، وهي تتميز بالنوافذ الزجاجية الملونة التي تصور أحداث التجليات، يوجد 14 مذبحًا جانبيًا داخل الكنيسة ممثل في البرونز والنقوش البارزة، وتضم الكنيسة مقابر القديسين فرانسيسكو وجاسينتا والأخت لوسيا بعد وفاتها في عام 2005.
- كنيسة الثالوث المقدس
تم تشييد هذه الكنيسة عام 2007، وهي تقع على الجانب الآخر من كنيسة سيدة الوردية وتحتوي على 5 أماكن للصلاة والعديد من أماكن العبادة للمساعدة في استيعاب ملايين الأشخاص الذين يزورون مزار فاطمة كل عام، وفي الوقت الحاضر، تعتبر هذه الكنيسة رابع أكبر معبد كاثوليكي في العالم تتسع لأكثر من 8000 شخص.
- بيت السيدة العذراء
يقع مبنى السيدة العذراء بالقرب من كنيسة فاطمة، ويستخدم لاستقبال المرضى خلال موسم الحج، ويستخدم أيضًا كمكان لإقامة الزوار.
- ألجوسترل قرية الرعاة الثلاثة
تقع قرية ألجوسترل بالقرب من المزار (تقريبا 3 كيلومترات)، وهي موطن الأطفال لوسيا وفرانسيسكو وجاسينتا. لا تزال بيوت الأطفال في منطقة ألجوسترل كما كانت في عام 1917، حيث تحتفظ بأغراضهم الشخصية وأثاثهم المتواجدة في أوقات وفاتهم. يمكن أيضا رؤية بعض أقارب الأطفال في القرية، وبالقرب منها في فالينهوس، يوجد المنزل الذي عاشت فيه لوسيا حتى عمر 1.