قصة قتال ابي بكر الصديق لمانعي الزكاة
أبو بكر الصديق : عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي، ولقب بالصديق لأنه اشتهر بشدة صدقته وأمانته. وكان أول رجل يسلم في الإسلام وأقرب الأصدقاء للرسول. وبعد وفاة الرسول، كان أول الخلفاء الراشدين وشارك في حروب ضد المرتدين ومانعي الزكاة.
قصة قتال ابي بكر الصديق لمانعي الزكاة :
بعدما توفى الرسول صلى الله عليه وسلم خروج الكثير من القبائل العربية عن الاسلام، وقام الكثير من القبائل بمنع الزكاة حيث قالوا (إنما كنا نؤدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن صلاته سكن لنا، وليس صلاة أبي بكر سكنا لنا، فلا نؤدي إليه)، فقرر أبو بكر تجهيز جيش المسلين لقتال المرتدين والممتنعين عن الزكاة.
حرب الردة كانت تتضمن عدة أقسام وليست قسما واحدا، وقد قال الإمام بن عبد البر: `كانت الردة تشمل ثلاثة أنواع: قوم أرتدوا وعادوا إلى عبادة الأصنام التي كانوا يعبدونها، وقوم آمنوا بمسيلمة وهم أهل اليمامة، وطائفة رفضت إعطاء الزكاة وقالت: `لم نتراجع عن ديننا ولكننا نتقاسم أموالنا، وفسروا قوله تعالى: `خذ من أموالهم صدقة` فقالوا: `المأمور بهذا هو رسول الله ولا غيره`.
: الكثيرون من الصحابة اعترضوا على قتال أبي بكر الصديق لمانعي الزكاة في البداية، ولكنهم شاركوا في الحرب بعد اجتماع الصحابة على الحرب وقتال مانعي الزكاة، لأنهم اعتبروا أن من يرفض أحد أركان الإسلام فهو كافر، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “إنما اختلف الفقهاء في الطائفة الممتنعة إذا أصرت على ترك بعض السنن، مثل ركعتي الفجر والأذان والإقامة عند من لا يقول بوجوبها ونحو ذلك من الشعائر، هل تقاتل الطائفة الممتنعة على تركها أم لا؟ أما الواجبات والمحرمات المذكورة ونحوها فلا خلاف في القتال عليها.
وقد روى البخاري عن أبي هريرة قال : (لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم، واستخلف أبو بكر، وكفر من كفر من العرب، قال عمر: يا أبا بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله. قال أبو بكر : “والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها”. قال عمر : “فوالله ما هو إلا أن رأيت أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق”).
خرج الجيش بقيادة خالد بن الوليد إلى ضاحية مضر في بلاد نجد لمواجهة طليحة بن خويلد في بني أسد، وبعد انتهاء القتال مع طليحة، ذهبوا إلى البطاح لمحاربة مالك بن نويرة في بني تميم، وخرج الجيش بقيادة عكرمة بن أبي جهل وذهب إلى اليمامة لمحاربة مسيلمة الكذاب في قبيلة بني حنيفة، وكذلك خرج الجيش بقيادة شرحبيل بن حسنة وتوجه أيضا إلى اليمامة .
خرج جيش بقيادة طريفة بن حاجز وتوجه إلى منازل بني سليم ليحارب المرتدين منه ومن ارتد من هوازن، وخرج جيش بقيادة عمرو بن العاص وتوجه إلى قبائل قضاعة ووديعة والحارث، وتوجه جيش خرج بقيادة خالد بن سعيد وتوجه إلى مشارف الشام، وتوجه جيش بقيادة العلاء بن الحضرمي وتوجه إلى البحرين لمحاربة مرتدي قبيلة عبد القيس وقبائل ربيعة.
توجه جيش بقيادة حذيفة بن محصن إلى دبا بعمان، وتوجه جيش بقيادة عرجفة بن هرثمة إلى محاربة أهل مهرة، وخرج جيش بقيادة المهاجر بن أمية إلى صنعاء باليمن لمحاربة الأسود العنسي، ثم توجه إلى حضرموت، وخرج جيش بقيادة سويد بن مقرن وتوجه إلى تهامة في اليمن.
نجح أبو بكر الصديق في القضاء على المرتدينين والمتمردين الذين يرفضون دفع الزكاة، والمدعين بالنبوة، وكذلك نجح في إثبات أن من يفرق بين ركني الإسلام الصلاة والزكاة فهو مخطئ، كما قال تعالى في كتابه الكريم: “وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة.