علاج حديث لفقدان القدرة على الكلام والاضطرابات اللغوية
باستخدام نظرية التحفيز المغناطيسي عبر القحف والتحكم في الشبكة، تبنى الباحثون نهجًا جديدًا لفهم كيفية انتقال الإشارات عبر الطرق السريعة في الدماغ، وكيف يمكن أن يؤدي التحفيز إلى تحسين وظيفة الإدراك .
علاج حديث لفقدان القدرة على الكلام واضطرابات اللغة
يعتمد التواصل اللفظي الفعال على قدرة الشخص على استحضار واختيار الكلمات المناسبة لنقل المعنى المقصود، وبالنسبة للكثيرين، فإن هذه العملية تتم بشكل غريزي، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يعانون من سكتة دماغية أو نوع آخر من الضرر الدماغي، فإن التواصل حتى في أبسط الرسائل يمكن أن يكون صعبا، ويعرف العلماء أن منطقة الدماغ المعروفة باسم التلفيف الجبهي السفلي الأيسر (LIFG) ضرورية لإنتاج اللغة ومعالجة الكلمات، ومع ذلك، لا يزال غير واضح كيف يتفاعل مجموعة LIFG مع شبكات الدماغ المعقدة لتسهيل الأداء اللغوي المحكوم، أو كيف يمكن لهذه التفاعلات أن تنحرف في الدماغ .
تقنية تحفيز الدماغ المغناطيسي
باستخدام تقنية تحفيز الدماغ المغناطيسي – وهي نفس الطريقة التي تستخدم في بعض الأحيان لعلاج أعراض الاكتئاب – اتخذ الباحثون في جامعة دريكسيل وجامعة بنسلفانيا نهجا جديدا لفهم كيفية تفاعل الشبكات في الدماغ، وقد نشرت نتائج الدراسة هذا الشهر في مجلة علم الأعصاب، وهي تمهد الطريق لعلاج فقدان القدرة على الكلام والاضطرابات اللغوية الأخرى .
يقول الدكتور جون ميداليا أستاذ مساعد في علم النفس في جامعة دريكسيل والمؤلف الرئيسي للدراسة : ” إن قدرتنا على فهم الأنظمة العصبية ترتبط بشكل أساسي بقدرتنا على التحكم بها، ويقدم هذا البحث دليلا مباشرا على أن الطريقة التي نختار بها الكلمات التي نريد أن نقولها بلغة طبيعية، ترتبط بقدرة الدماغ على الدمج والتفريق بين الأنشطة عبر الشبكات الرئيسية “، ويسعى ميداليا إلى جانب زميلته والمؤلفة المشاركة للدراسة الدكتورة دانييل باسيت من جامعة بنسلفانيا، إلى رسم خريطة المشهد الكامل للدماغ، والكشف عن كيفية ارتباط شبكة واحدة أو تأثيرها على شبكة أخرى، وهذا المجال جديد وناشئ في البحوث يسمى علم أعصاب الشبكة .
ما قام به الباحثون
لفهم كيفية تفاعل منطقة الدماغ في LIFG مع الشبكات العصبية المختلفة وبناء على المهام اللغوية المختلفة، استخدم الفريق البحثي تقنية تسمى التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة، أو TMS، وتعتمد هذه التقنية على استخدام مجال مغناطيسي خارجي لتنشيط التيارات في أجزاء من الدماغ لتحفيزها، وتم طلب إكمال نوعين مختلفين من المهام اللغوية من ثمانية وعشرين شخصا، بينما قام الفريق البحثي بتوجيه تحفيز الدماغ، وفي النوع الأول من المهمة، قام المشاركون في الدراسة بإكمال جمل غير مكتملة ومفتوحة المعنى مثل “تركوا الأطباق القذرة في … ” وتم توجيههم لذكر كلمة واحدة تكمل المعنى بالشكل المناسب، وفي النوع الثاني من المهمة، تم طلب تسمية الصور أو الأرقام المحددة المعروضة عليهم من المشاركين في الدراسة .
تصريحات الباحثون
قال ميداليا : كنت أعتقد أن نتائجنا ستكون أكثر تعقيدا، ولكنها كانت سلسة، والآن لدينا دليل واضح على إمكانية التمييز بين هذه النتائج. كان من المفاجئ بالنسبة لي أن أجد هذا التأثير عند دراسة الدماغ بأكمله، بينما تشتمل وجهات النظر التقليدية على التركيز على مجال محدد بشكل أكبر. يخطط فريق البحث لاستخدام التقنيات نفسها في دراسة مرضى السكتة الدماغية لمعرفة ما إذا كان تنشيط مناطق معينة في الدماغ يمكن أن يساعدهم على تحسين كلامهم
أهمية النتائج التي تم التوصل إليها
يشير الباحث روي هاميلتون وهو طبيب أعصاب سلوكي في كلية بيرلمان للطب في جامعة بنسلفانيا، إلى أن هذه النتائج قد تفيد في يوم من الأيام المرضى الذين يعانون من فقدان القدرة على الكلام ( فقدان اللغة المكتسب الذي يظهر بسبب السكتة الدماغية )، فبالنسبة للمرضى الذين يعانون من فقدان القدرة على الكلام، غالبا ما يرتبط استرجاع اللغة الجزئي بإعادة تنظيم نظام اللغة في وظائف الدماغ التي تقوم بها المناطق المتضررة من الدماغ، إلى مناطق جديدة لم تكن قد شاركت سابقا في عملية معالجة اللغة .
وقال هاميلتون : لا تزال هناك أسئلة تحتاج إلى إجابات، على سبيل المثال، ما هي المناطق الجديدة في الدماغ التي يمكن استخدامها لمعالجة اللغة؟ وما هي السمات التي تجعل هذه المناطق مرشحة جيدة؟ ومع مزيد من البحث، يمكننا أن نكشف عن المناطق المحتملة التي يمكن استخدامها في الدماغ في حالة وجود إصابة في نظام اللغة. وقد يوفر هذا النهج أهدافا جديدة ومبتكرة للعلاج باستخدام العلاجات المحددة، بما في ذلك التثبيط العصبي .