التوصل الى تحليل دم للكشف عن الاكتئاب
في السابق، كان الأطباء يقومون بتشخيص الاكتئاب من خلال ملاحظة سلوك المرضى، ولكن المشكلة كانت في أن بعض الحالات النفسية مثل الاكتئاب لا تظهر أعراضها بوضوح. ولكن تم اكتشاف طريقة جديدة لتشخيص الاكتئاب وهي من خلال فحص الدم .
الاكتئاب :
الاكتئاب هو حالة اضطرابية تعرف بأنها حالة اكتئاب شديدة، أو الاكتئاب السريري الإكلينيكي، وهو اضطراب يؤثر على العقل والسلوك، وقد يمنع الشخص المصاب بالاكتئاب من القيام بحياته بشكل طبيعي، حيث يشعرون بفقدان الرغبة في الحياة، ويمكن أن يكون الضغط المحيط أو الشعور بالوحدة أو الصدمات العاطفية والنفسية سببا للإصابة بالاكتئاب، بالإضافة إلى العوامل الوراثية التي تسهم في نقل هذا الاضطراب من الآباء إلى الأجيال اللاحقة .
تشخيص الاكتئاب من خلال اختبار دم :
على الرغم من أن تشخيص الأمراض النفسية عن طريق تحليل الدم اعتبر مستحيلاً لفترة طويلة ، إلا أن في دراسة حديثة توصل الباحثون إلى أن تشخيص الاكتئاب اعتمادًا على الدم قد يصبح ممكنًا قريبًا ، فقد توصل الباحثون إلى جزيئة في الدماغ “تدعى miR135” (وهي أحد أنواع RNA الصغيرة للغاية microRNA) ، تساهم تلك الجزيئة في تنظيم مستوى السيروتونين ، و هو عبارة عن ناقل عصبي أحد مسؤولياته الشعور بالسعادة ، فقد توصل الباحثون إلى أن تلك المنطقة تعمل على تنظيم وظيفة الخلايا الدماغية في إفراز كميات كافية من السيروتونين لتضمن حماية الجسم من الاكتئاب و التوتر .
آلية عمل miR135 :
قام العلماء بإجراء تعديلات وراثية على مجموعتين من الفئران ، بهدف فهم آلية عمل miR135 ، و كان دم المجموعة الأولى من تلك الفئران تحتوي على نسبة عالية من miR135 ، أما المجموعة الثانية فقد احتوى دمها على نسبة أقل من miR135 ، و بعد ملاحظة تلك الفئران بصورة دقيقة ؛ اكتشف الباحثون أن هناك ارتباطًا واضحًا بين مستوى هذا البروتين و درجة الاكتئاب ، كما توصلوا إلى أن هناك ارتباط بين هذا البروتين و المورثة المسؤولة عن الاضطراب ثنائي القطب bipolar disorder ، و هو أحد الأمراض النفسية الشائعة التي تتميز بتناوب فترات من الكآبة مع فترات من الابتهاج ، أي أن ارتفاع المزاج لم يكن طبيعيًا .
و قد سبق أن قام الباحثون بعمل دراسة أخرى على إمكانية الكشف عن الاكتئاب بواسطة تحليل دم ، و ذلك في عام 2012م ، و قد جاءت نتائج تلك الدراسات السابقة بإمكانية مراقبة الأمراض النفسية ، خاصة الاكتئاب ، من خلال معايرة الدم ، و لا تزال الأبحاث قائمة حول هذا الأمر ، للتوصل لأفضل نتائج .