مفاهيم خاطئة عن العلاج الكيماوي للسرطان
على مدى النصف الأخير من القرن الماضي، لعب العلاج الكيميائي دورًا حاسمًا في المعركة المستمرة ضد السرطان، وعلى الرغم من أهمية هذا العلاج كتقدم حيوي في الطب، فإن الخرافات والتفسيرات الخاطئة تزداد، والحقيقة هي أن أغلبنا لديه معلومات قليلة جدا عن كيفية عمل العلاج الكيميائي .
خرافات ومفاهيم خاطئة عن العلاج الكيماوي للسرطان :
– العلاج الكيماوي يقتل الخلايا السرطانية فقط :
غالباً ما يتم تعريف أدوية العلاج الكيميائي على أنها أدوية مضادة للسرطان أو قاتلة للسرطان مما يزيد سوء فهم الناس عنها، تم تصميم العقاقير التي تشكل علاجات الكيماوي لمنع النمو الخلوي السريع من خلال مهاجمة الخلايا في جوهرها أي مهاجمة الحمض النووي أو الانزيمات التي تعزز نموها، في الواقع ، غالباً ما يشير المجتمع الطبي إلى العلاج الكيماوي باعتباره العلاج ” قاتل الخلايا ” وهذا الوصف أكثر دقة بكثير .
الفرق الرئيسي بين الخلايا السرطانية والخلايا السليمة ليس في سرعة تجديد الخلايا، بل في حقيقة أن الخلايا السرطانية تنمو بشكل غير منتظم. تم تصميم العلاج الكيميائي لقتل الخلايا التي تنمو بطريقة معينة، ولكن لا يمكن دائما مهاجمة الخلايا السرطانية بشكل كامل. ونتيجة لذلك، تحدث آثار جانبية شائعة مثل تساقط الشعر، وهو مؤشر على الأدوية التي تؤثر على الخلايا السريعة النمو في بصيلات شعرنا. لذلك، من المهم الاعتراف بأن العلاج الكيميائي لا يؤثر على الخلايا السرطانية وحدها .
– لا يوجد سوى نوع واحد من العلاج الكيماوي :
هناك مجموعة متنوعة من العلاجات الدوائية في السوق، ويتم استخدامها لأسباب مختلفة، وغالباً ما يستخدم علاج كيماوي قبل الجراحة لتقليل حجم الورم وانتشاره، وآخر بعد الجراحة لاحتواء انتشار أي خلايا سرطانية متبقية، أو إلى جانب العلاج الإشعاعي، وتختلف العلاجات باختلاف الأشخاص، حيث لا معيار محدد للعلاج الكيماوي، بل يتم التعامل مع كل مريض كحالة منفصلة، ويتم إعطاؤه خيار العلاج الأنسب له .
– العلاج الكيماوي مؤلم :
العديد من المرضى يخافون من الألم الذي يعتقدون أنه سيحدث في العلاج الكيماوي، هذا هو واحد من أكثر الخرافات المنتشرة والغير دقيقة عن العلاج الكيماوي، فالعلاج الكيماوي في حد ذاته غير مؤلم، على الرغم من أنه، كما أشرنا سابقاً، هناك آثار جانبية له، إلا أن أدوية العلاج الكيماوي تقدمت بشكل كبير بحيث يتم علاج معظم المرضى في العيادات الخارجية، ونادراً ما يتم إدخالهم إلى المستشفى للمبيت .
– الجميع يفقدون شعرهم بعد العلاج الكيماوي :
مع وجود المزيد والمزيد من أدوية العلاج الكيماوي الجديدة، فإن هذا أقل احتمالاً، وعلى الرغم من أن تلف بصيلات الشعر على المستوى الخلوي يمكن أن يكون أحد الآثار الجانبية للخصائص السامة للأدوية الكيميائية، فإن العديد من الأدوية الجديدة تم التركيز فيها على علاج السرطان بدون سقوط الشعر .
– تتعرض المناعة للخطر خلال العلاج الكيماوي :
بالفعل خلال العلاج يلاحظ وجود انخفاض في عدد خلايا الدم البيضاء، إلا أن هذا الانخفاض ليس هائلاً ولا يحدث لفترة طويلة بما فيه الكفاية لوضع المريض في خطر أكبر للإصابة بالالتهابات الفيروسية أو الحمى، إن الأدوية قوية، وقد يشعر المريض بآثارها بأن يصبح أكثر إرهاقاً أو خمولاً من المعتاد، لكن لا توجد بيانات طبية تشير إلى أن العلاج الكيماوي يضعف جهاز المناعة بشكل كبير، مما يؤدي إلى المزيد من العدوى الفيروسية في المرضى أكثر من عموم الناس .
– لا تستطيع المرأة أن تحمل خلال العلاج الكيماوي :
تظن العديد من النساء أن العلاج الكيماوي يعمل على قتل خلايا الحيوانات المنوية، لذلك فإن فرصها في الحمل تكون معدومة مما يدفعها لعدم الحرص على اتباع طرق منع الحمل، وهذا أمراً خطير حيث أنه ليس بالضرورة أن يقتل العلاج الكيماوي جميع الحيوانات المنوية، لذلك فقد تحمل المرأة مما يشكل تعقيداً هائلاً أثناء العلاج الكيماوي، لذلك يجب عدم التخلي ابداً عن طرق منع الحمل أثناء الخضوع للعلاج الكيماوي .
– العلاج الكيماوي يسبب غثيان لا يطاق :
في حين أنه يمكن أن يكون الغثيان مشكلة لبعض الناس، إلا أنه كان محدودًا كأثر جانبي كبير في السنوات الماضية، حيث يعتبر الغثيان الآن أمراً نادر الحدوث، فقد ظهرت بعض الأدوية القادرة على السيطرة على أعراض الغثيان والسماح للمرضى بمغادرة المستشفى مباشرة بعد العلاج، كذلك بعض أدوية العلاج الكيماوي تتسم بالكفاءة بحيث لا يحدث بسببها أي غثيان، كما يوصي المتخصصون بأن يتناول المرضى العديد من الوجبات الخفيفة على مدار اليوم بدلاً من تناول ثلاث وجبات كبيرة لتقليل نوبات الغثيان .