سبب تسمية الكنافة بهذا الاسم
الكنافة هي إحدى أنواع الحلويات المحبوبة لدى الكثير من الناس، وترتبط ارتباطا وثيقا بشهر رمضان المبارك. ومع ذلك، قد لا يعرف البعض من أين جاء هذا الاسم للكنافة ومن الذي أطلقه عليها، ولذلك سنوضح لكم السبب وراء تسمية الكنافة بهذا الاسم.
السبب وراء تسمية الكنافة بهذا الاسم
يشير بعض الروايات إلى أن أول من تناول الكنافة كان معاوية بن أبي سفيان أثناء حكمه على الشام، وعندما قدمت له هذه الكنافة كانت في وجبة السحور خلال شهر رمضان
والسبب في تقديم هذا الطبق على السحور له دون الكثير من الأطعمة، لأنها كانت وصفة طبية وصفت له لتمنع عنه الشعور بالجوع والعطش أثناء ساعات الصيام؛ لأن كان المشهور عن معاوية أنه كان يجوع جوعًا شديد في الصيام فوصفها له (محمد بن آثال الطبيب) وكانت هذه الحلوى مصنوعة في ذلك الوقت خصيصًا لمعاوية بن سفيان.
اشتهرت الكنافة بشكل كبير في عهد الفاطميين، ومن لا يأكلها على مدار السنة، كان يأكلها بشكل خاص في شهر رمضان. ومنذ ذلك الوقت، ارتبطت الكنافة بشهر رمضان وعرفت الكنافة بهذا الاسم منذ العصر الفاطمي والأيوبي والعصر المملوكي والتركي وحتى الآن
تاريخ نشأة الكنافة
في البداية، كان يُطلق على الحلوى الشرقية المعروفة بالكنافة باسم كنافة معاوية، ولكنها اختفت تدريجيًا خلال العصر الفاطمي.
يعتقد بعض أساتذة التاريخ أن تاريخ الكنافة يعود إلى العصر الفاطمي، وخاصة بعد تولي محمد علي الحكم في مصر حيث عادت صناعة الكنافة مرة أخرى.
ذهب محمد علي لزيارة الجد الأكبر للحاج عتريس، الذي كان يُعرف بأنه أشهر كنفاني في منطقة السيدة زينب بالقاهرة، وبدأ في صناعة وإحياء صناعة هذا النوع من الحرف، وبعث بها من جديد.
كانت صناعة الكنافة في السابق تتم عن طريق أقماع بدنية يتسرب منها العجين على قطعة صاج مسطحة، وكان هذا الصاج يُسخن عن طريق الفحم أو الحطب.
كان الناس في البداية يتوجهون إلى صانع الكنافة لطلبها مصنوعة بالسمن والسكر، ومن ثم تطورت فكرة استخدام العجين والأدوات اللازمة لتحضيرها حتى أصبحت مهنة مستقلة.
أنواع الكنافة المعروفة
هناك نوعان من الكنافة؛ الأول: تتكون الكنافة الشعرية من خيوط رفيعة تشبه حجم الشعر، ويتم صنعها باستخدام آلة خاصة تُسمى آلة الكنافة.
النوع الثاني: الكنافة اليدوية هي النوع الذي يعتمد على الطريقة التقليدية في تصنيعها، وذلك من خلال استخدام وعاء ذو ثقوب يعرف في الوقت الحالي باسم “الكنافة البلدية.
على الرغم من التقدم التكنولوجي في عصرنا الحالي، ما زالت بعض الأشخاص يصنعون الكنافة بالطريقة التقليدية القديمة في الصناعة المحلية للكنافة.
بعض المؤلفات في الكنافة
جلال الدين السيوطي هو أول من ألف كتابا عن الكنافة في عام 1505م، وكانت الكنافة والقطايف من أشهر أنواع الحلويات في تلك الفترة، وكانت هذه الحلويات مرتبطة بشكل أكبر في شهر رمضان
ومن الأشعار المعروفة في الكنافة:
(سقى الله أكناف الكنافة بالقطر، وجاد وليها سكر دائم الدر، وتبا لأوقات المخلل إنها، تمر بلا نفع وتحسب من عمري.)
ويقال أن الجزار هو أول من تغنى بالكنافة فقال فيها:
(وما لي أرى وجه الكنافة غاضبا، ولولا رضاها لم أرد رمضانها، عجبت لها من رقة كيف أظهرتها علي قد صد عني جناحها، ترى اتهمتني بالقطايف فاغتدت، تصد اعتقادا أن قلبي خانها، ومنذ قاطعتني ما سمعت كلامها، لأن لساني لم يخاطب لسانها)