صحة

النقرس يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب

تعد أمراض القلب والأوعية الدموية من أسباب الوفيات الرئيسية في العالم، وتزداد انتشارًا مع مرور الوقت، وترتبط الاضطرابات الالتهابية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي وغيرها عادة بمخاطر أعلى وبداية مبكرة لأمراض القلب والأوعية الدموية .

العلاقة بين النقرس وأمراض القلب

يشكل النقرس عاملا خطرا على النساء في حدوث مرض القلب التاجي وأمراض الأوعية الدموية الطرفية، وليس الأمراض القلبية الوعائية، وقد اتضح من العديد من الدراسات أن مخاطر القلب والأوعية الدموية المرتبطة بالنقرس أقل في الرجال، ومن بين تلك الدراسات دراسة في المملكة المتحدة على 3.5 مليون شخص، وعلى الرغم من وجود عدة دراسات تشير إلى وجود علاقة بين النقرس وأمراض القلب، إلا أنه لم يتم التحقق من صحة تشخيص النقرس ومعظم نتائج القلب، حيث اعتمدت الدراسات على المعلومات التي تم الحصول عليها من الرعاية الأولية، والتي ربما تكون قد أخطأت في التشخيص .

النقرس عامل خطر للإصابة بأمراض القلب

من المعروف أن فرط حمض اليوريك في الدم هو واحد من التشوهات الأيضية الرئيسية في حالات النقرس، ويصاحبه زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، على الرغم من عدم إثبات العلاقة السببية، وعلى الجانب الآخر، وبينما تشير بعض البيانات إلى أن النقرس هو عامل خطر للإصابة بأمراض القلب، فإن الأدبيات العامة في المنطقة متباينة إلى حد كبير وقابلة للنقاش، إذ يشير بعض العلماء إلى أن مخاطر فرط حمض اليوريك في الدم صغيرة بالمقارنة بعوامل الخطر الأخرى لأمراض القلب والأوعية الدموية التقليدية، ولكنها لا تزال مهمة، كما يعتبر فرط حمض اليوريك في الدم عاملا خطرا لمرض الأوعية الدموية الطرفية، وهو مظهر آخر من مظاهر تصلب الشرايين، وتشير بعض الدراسات إلى أن النقرس هو عامل خطر مستقل لأمراض القلب .

تقييم خطر الإصابة بأمراض القلب لدى مرضى النقرس

لماذا يكون مرضى النقرس أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية؟ النقرس هو مرض استقلابي يرتبط بزيادة حمض اليوريك في الدم، مما يؤدي إلى التهاب حاد في المفاصل نتيجة لترسيب بلورات اليورات في المفصل. يعتبر زيادة حمض اليوريك في الدم سمة أساسية للنقرس، ويترافق مع اضطراب في طبقة الشرايين الداخلية، والتي قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب لدى مرضى النقرس. ومع ذلك، بناء على الخصائص الكيميائية الميكروية، يمكن أن يكون حمض اليوريك مؤكسدا وظيفيا. بالإضافة إلى ذلك، قد يساهم حمض اليوريك في أكسدة البروتينات الدهنية داخل ترسبات تصلب الشرايين، مما يزيد من تطور آفات في الشرايين التاجية .

يتم إرتباط النقرس بالتهاب الجهازي في كثير من الأحيان، حيث ترتفع علامات التهاب الجهازي مثل معدل ترسيب كريات الدم الحمراء والبروتين التفاعلي C أثناء حدوث التهاب المفاصل الناتج عن النقرس الحاد، وقد يحدث ذلك أيضا في التهاب المفاصل المزمن النشط الناتج عن النقرس. وتشير الدراسات إلى وجود علاقة بين التهاب الجهازي وخطر الإصابة بأمراض القلب في حالات مرضية مزمنة أخرى مماثلة وفي الحالات الالتهابية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي. وبالتالي، يؤدي ارتفاع حمض اليوريك في الدم المرتبط بالتهاب حاد أو مزمن إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أو خلل وظيفي مثل أكسدة البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) وغيرها، وتظهر الآليات الممرضة المحتملة في مرضى النقرس إما معروفة أو مشتبه بها، وكذلك، يتم تحديد طبيعة ارتباط هذه الآليات بخطر الإصابة بأمراض القلب إما بشكل معروف أو مشتبه به .

بمعنى أكثر وضوحا، هناك علاقة معروفة تربط بين ارتفاع حمض اليوريك في الدم (وهو سمة أساسية لمرض النقرس) وإصابة البطانة بالالتهاب الحاد والمزمن، ومن المشتبه فيه أنها تسهم في أكسدة LDL وزيادة عوامل وآليات أخرى تساهم في تصلب الشرايين .

أهمية فحص المصابين بالنقرس

نظرا لسهولة فحص عوامل الخطر، يوصى بفحص مرضى النقرس الذين تزيد أعمارهم عن 35 عاما، وضرورة قياس نسبة الدهون والهيموجلوبين (HbA1c) وضغط الدم وفحص الحالة بشكل منتظم، لأن المرضى الذين يعانون من النقرس لديهم ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ويتطلب ذلك الفحص والإدارة المناسبة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى